بدأت السلطات فی دبی منذ فترة مضایقة التجار الایرانیین المقیمین فیها، امتثالا لتوجیهات الإدارة الامریکیة ، ولکن التجار الایرانیین، لم یرضخوا للضغوط الاماراتیة ووجدوا أماکن أخرى تعوضهم عن دبی ، وتقدم لهم تسهیلات اکبر مما کانوا یحصلون علیها فی هذه الامارة.


وبدأ التجار شد الرحال الى سلطنة عمان التی تقدم التسهیلات التجاریة الیهم فی وقت أعرب المسؤولون الایرانیون المهتمون بالعلاقات التجاریة بین ایران ودبی عن خیبة أملهم من عدم جدوى وساطتهم ومواصلة السلطات فی هذه الامارة الضغط على التجار الایرانیین .
واعلن رئیس غرفة التجارة المشترکة بین ایران والامارات مسعود هوشمند فی مقابلة مع صحیفة ایرانیة عن عدم جدوی المحادثات مع سلطات دبی لان الضغوط الامریکیة علیها متواصلة وان السلطات فی هذه الامارة مجبرة على الاستجابة للضغوط وبالتالی وضع عراقیل فی طریق نشاط التجار الایرانیین المقیمین فی هذه الإمارة.
ویضیف هوشمند ان الضغوط ازدادت منذ السنة الماضیة 2012 وان السلطات فی دبی تفتح السلع التی تأتی الى دبی علی شکل ترانزیت من الصین والیابان وکوریا الجنوبیة وحتى الدول العربیة والاوروبیة والمرسلة الى ایران وتقوم بتفتیشها مع ان هذه السلع مرفقة بوثائق تدل على انها سلع مرسلة بطریق الترانزیت الى ایران.
والجدیر بالذکر ان هناک 80 الف شرکة ایرانیة تعمل فی دبی، وقد نقلت 20 بالمائة من هذه الشرکات نشاطاتها الى خارج دبی منذ أشهر ، بعد أن بدأت السلطات مضایقة التجار الایرانیین. ویعیش حوالی 400 الف ایرانی فی الإمارات العربیة المتحدة.
وتجدر الإشارة الى ان التجار الایرانیین المقیمین فی دبی حصلوا على تسهیلات کبیرة من سلطنة عمان وقطر وقد نقل العدید من التجار الایرانیین نشاطاتهم الى عمان للاستثمار فیها.
فالتجار الایرانیون الذین یقیمون منذ خمسین عاما فی دبی ویشتغلون بالتجارة معرضین الى الطرد ، لأن القوانین فی دبی لا تمنحهم أیة ضمانات لذلک یخشى هؤلاء بأن تقوم السلطات بإبعادهم ومصادرة اموالهم وممتلکاتهم.
ولا ننسى ان عددا کبیرا من التجار الایرانیین فقدوا أموالهم وممتلکاتهم خلال الأزمة المالیة والعقاریة التی تعرضت لها دبی عام 2009 ولم تقم الامارة بتعویض هؤلاء شیئا.
وکان حجم التبادل التجاری بین ایران والامارات العربیة المتحدة قد وصل الى 12 ملیار دولار ولکنه تقلص الى 7 ملیارات دولار بسبب مضایقة المسؤولین فی دبی واغلاق حسابات مصرفیة ل 41 شرکة ایرانیة.
ویقول تجار ایرانیون بأن دبی استفادت کثیرا بعد انتصار الثورة الاسلامیة وخاصة خلال الحرب العراقیة المفروضة على ایران وکانت الامارة الوحیدة من بین الدول العربیة فی منطقة الخلیج الفارسی التی عززت اقتصادها من التجارة مع ایران ولا تزال تستفید فائدة کبرى من علاقاتها مع ایران وان وجود 80 الف شرکة ایرانیة فی دبی یجعل هذه الامارة اکثر استفادة من جاراتها العربیات.
ویقول تاجر ایرانی مقیم فی دبی ان الحد من المعاملات المصرفیة بین المصارف فی دبی والمصارف الایرانیة یلحق خسائر کبیرة بإمارة دبی ویخلق لها مشاکل عظیمة خاصة وان ایران هی الشریک الاول لدولة الامارات العربیة المتحدة.
ان الضغوط التی تمارسها سلطات دبی ضد التجار الایرانیین ستجعل هؤلاء اکثر تصمیما على مغادرة هذه الامارة واختیار بلدان تقدم لهم تسهیلات للعمل ، وان المتضرر من هذه العملیة سیکون المواطن فی هذه الامارة والسلطات فی الدرجة الثانیة.
 

رمز الخبر 184532