ماهی اخطاء السعودیة ورهاناتها الخاسرة فی لبنان وسوریا والعراق؟ ، وهل ادرکت الریاض الیوم ان مشروعها ومشروع حلفاءها الامیرکیین والصهاینة قد فشل فی مواجهة حلف المقاومة؟ ، وما هی التداعیات التی ستترتب على هزیمة المشروع السعودی الصهیونی الامیرکی فی المنطقة على التوازنات القائمة فیها؟ ، ولماذا یحرص الامین العام لحزب الله السید حسن نصرالله على محاولة جر خصومه فی لبنان الى طاولة الحوار والشراکة السیاسیة ، وهل هو فی موقع المنتصر ام المهزوم؟.....

 

اسئلة ربما تتبادر الى ذهن الکثیر من المتابعین لتطورات المنطقة ولخطاب السید نصر الله بالامس ، وحاولنا فی المقابلة التالیة ان نسلط الضوء علیها ونطلع من خلالها على آراء المراقبین فی المنطقة ......

رهانات 14 آذار على السعودیة فشلت

وقال الکاتب والمحلل السیاسی اللبنانی میخائیل عوض فی مقابلة مع قناتنا الاثنین: الامور باتت واضحة وضوح الشمس وقالها السید نصر الله بالفم الملآن بقصد الدلالة للاطراف اللبنانیة التی مازالت تراهن على السعودیة وتأتمر بأوامرها ، بانکم لم یبق سوى انتم والسعودیة ، وعلیکم ان تلحقوا الامور قبل ان یختل میزان القوى ، وهذه فرصة ربما تکون الاخیرة للتوافق الوطنی اللبنانی لحل المشکلات العویصة والمستعصیة ، والتی تحتاج الى تعویم حکومة میقاتی او تشکیل حکومة کما اسماها 9-9-6.

واضاف عوض : فیها لا شک دلالة واتهام واضح للسعودیة بانها الجهة الوحیدة التی مازالت تقف وراء استمرار العنف فی سوریا ولبنان ، معتبرا ان السعودیة ارتکبت الحماقة الکبرى عندما توهمت وراهنت کثیرا واندفعت لتکون رأس الرمح المسموم فی جسد حلف المقاومة والممانعة.

وتابع : بدأت الحملة اصلا فی لبنان بعد تحریره من العدوان الاسرائیلی واطلقتها واتخذت موقفا سافرا فی حرب تموز ، ثم برعایة اعلام ومشایخ الفتنة واطلاق فضائیات الفتنة فی عموم المنطقة العربیة والاسلامیة ولا سیما فی لبنان وبازاء ایران ، وتورطت حتى الاذنین فی عملیات التدمیر والتخریب الجاریة فی العراق وسوریا.

المشروع العربی الصهیونی الامیرکی هزم للمرة العاشرة خلال عقد

واعتبر الکاتب والمحلل السیاسی اللبنانی میخائیل عوض ان السعودیة لم تدرک ولم تقتنع بعد بأن مشروعها والمشروع الامیرکی الاوروبی ومعه بعض العرب والمستعربین والمسلمین قد هزم للمرة العاشرة خلال عقد من الزمان ، منوها الى ان هزیمتها فی سوریا سترتب الکثیر من التطورات اقلها اعادة هیکلة التوازنات على المستوى العالمی.

واشار عوض الى ان بعض من فی هذه الاسرة وعلى رأسهم بندر بن سلطان مازال یرکب رأسه ویتوهم ان یضع عشرات الالاف من الوهابیین والتکفیریین اضافة الى الاموال التی تنهب من حقوق الشعب السعودی والعرب من اموال النفط قادرة على تعدیل موازین القوى.

ووصف ذلک بانه فی کل الاحوال مغامرة حمقاء خاطئة انتحاریة تندفع الیها الاسرة السعودیة بقدمیها وقرارها ، لانها ترى ان کل ما یجری الان فی ساحات المنطقة ینضبط لصالح حلف المقاومة وتعزیز  مکانته وانتصاره وسیکون على حسابها وحساب الاطراف التی تورطت الى جانبها فی معادات حلف المقاومة ومحاولة استهداف ایران وسوریا ولبنان بالفتنة المذهبیة.

نصر الله حریص على کل لبنان واللبنانیین

وحول ما ورد فی خطاب نصرالله امس حول الازمة السیاسیة فی لبنان قال الکاتب والمحلل السیاسی اللبنانی میخائیل عوض ان السید نصرالله قصد ان یبرئ ذمته وذمة المقاومة وحلفها ، والتعامل على قاعدة العفو عند المقدرة ، ویخاطب جمهور 14 آذار ، والعقلاء ومن یمکن ان یتعقل فی هذه الظروف والمعطیات ، وشرح کیف ان المشروع الامیرکی هزم فی سوریا وان الاوهام والرهانات والحسابات الخاطئة التی کان قد حذر منها هذا الفریق مرارا وتکرارا الیوم قد تحققت والانتصار ناجز.

وتابع: السید نصر اکد انه یتحدث عن معطیات مادیة وواقعیة ولیس عن اوهام عندکم او تقدیرات عندنا ،  وقال من موقع المقتدر بانه تعالوا الى کلمة سواء مع ان رهانکم سقط وهزمتم وهزم حلفکم وانتصرنا وحلفنا، لکنا نحن المقاومة اصحاب قضیة محقة وعادلة ، ونحن حریصون على لبنان ووحدته وعلى الشعب اللبنانی بکل اطیافه وفئاته.

واشار الى ان السید نصرالله حذر من ان اهل الفتنة والتکفیریین یستهدفون کل المذاهب والطوائف ویبدأون بالمسلمین قبل المسیحیین ، فتعالوا نکن واقعیین وعاقلین ونسع من اجل تسویة مسائلنا وقضایانا بالحسنى والحوار والاتفاق ، وان هناک فرصا وقضایا کثیرة یمکن ان نداورها ونتفق علیها فی  حکومة حتى لو کل منا امتلک الثلث المعطل ، واعتبر ان القضایا التی قد یجری تعطیلها هی قضایا جزئیة فلماذا نعطل کل شیئ.

واکد الکاتب والمحلل السیاسی اللبنانی میخائیل عوض انه بکل الاحوال خطاب المنتصر المقتدر الحریص على لبنان والشعب اللبنانی ، حرصه على شعب المقاومة وبیئتها ، وداعیة حوار وتسویة وبلوغ تفاهمات تحقق مصالح الشعب اللبنانی.

وشدد عوض على ان الطرف المخاصم للمقاومة هم فتنویون وتکفیریون وکانوا منذ انتصرت المقاومة عام 2000 صدى لصوت ومصالح الکیان الصهیونی والادارة والاجهزة والسفارات الامیرکیة والاوروبیة ،  ویعرفون تماما ان ما تستهدفه الجماعات المسلحة التی وفروا لها بیئات حاضنة وعملوا على تسلیحها وتجمیعها فی لبنان والزج بها فی الازمة السوریة، وهم شرکاء لها فی التفخیخ والتفجیر.

واعتبر ان السید نصرالله یخاطبهم بخطاب العقل ، ما یدل على مدى حرصه على الشعب اللبنانی والشعوب  العربیة والاسلامیة ، وکم هو صادق وحلفه فی وأد الفتنة ومخاطرها وتقلیل الضحایا.

رمز الخبر 185664