أکد نائب رئیس الوزراء، وزیر الخارجیة السوری ولید المعلم نشوء مقاومة شعبیة فی جبهة الجولان المحتل.

وقال المعلم فی مقابلة مع قناة العالم ان هناک مؤامرة دولیة کونیة تقودها الولایات المتحدة الامیرکیة منذ مایقارب 5 سنوات یتبعها الاتحاد الاوربی ودول فی المنطقة مثل ترکیا ودول عربیة اقلیمیة منها بعض دول مجلس التعاون مؤکدا ان هذه المؤامرة تستهدف بالاساس موقف سوریا الصامد فی وجه مخططات العدوان الاسرائیلی والهیمنة الامیرکیة التی اولویتها فی المنطقة خدمة مصالح اسرائیل الامنیة .
واضاف : ان اسرائیل تقف وراء کل مایجری فی المنطقة .. ان " موشیه " یعالون " وزیر الحرب الاسرائیلی " یتغنى بالتعاون بین اسرائیل وجبهة النصرة ویعتبر داعش لیست عدوا لاسرائیل  وبالفعل اسرائیل تقدم خدمات لوجستیة وعسکریة لجبهة النصرة  مؤکدا انه " ماتحاول اسرائیل القیام به فی الجولان المحتل جرت تجربته فی جنوب لبنان وفشل بفضل المقاومة الاسلامیة اللبنانیة وان هذه السیاسة الاسرائیلیة قصیرة النظر لان تکرار محاولة الحزام الامنی فی جنوب لبنان فی جبهة الجولان سوف تفشل ووجدنا ان هناک نشوب مقاومة شعبیة من اهالی الجولان المحتل للتصدی لهذا المخطط کما ان هناک جهدا عسکریا یقوم به الجیش العربی السوری وهناک جهد عسکری تقوم به المقاومة الشعبیة للتصدی لجبهة النصرة والمخططات الاسرائیلیة .
جنیف 1 و2

واشار المعلم الى اجتماعات جنیف السابقة لتسویة الازمة السوریة وقال : فی جنیف 1 او جنیف 2 لم یکن الحوار "سوریا سوریا " بل کان الحوار بین وفد حکومی ودول یزید عددها على 35 دولة کانت موجودة فی جنیف بواجهة مایسمى الائتلاف السوری بمعنى ان الائتلاف لم یکن بمقدوره ان یقبل او یرفض شیئا الا بعد التشاور مع هذه المجموعة من الدول وهی وجدت فی القاعة الخلفیة لاجتماع جنیف ولذلک هل یعقل ان تجد سوریا واحدا عندما نقدم له مشروع قرار یطالب بالحفاظ على وحدة سوریا وسیادتها واستقلالها یرفض هذه الورقة الا ان وفد الائتلاف رفضها لانه جاءت تعلیمات لرفضها .. هم ظنوا انه فی جنیف یذهب وفد الحکومة ویسلمهم السلطة الا انه خاب املهم .. فی مؤتمر مونترو حشدوا 50 دولة ومع ذلک کانت النتیجة عکس ذلک وکان الهدف من ذهابنا الى جنیف هو مواجهة دول تدعم مایسمى الائتلاف .       
وحول وثیقة جنیف قال المعلم : وثیقة جنیف وضعت فی عام 2012 ولم یکن احد من السوریین حاضرا ومع ذلک فیها مبادىء جیدة وفیها مبادىء تحتاج الى اعادة النظر خاصة بعد ظهور داعش وجبهة النصرة وزوال مایسمى الجیش الحر ولذلک وثیقة جنیف کل بنودها تتحدث عن توافق بمعنى اذا اردت ان تنفذ بندا یجب ان توافق الاطراف على هذا البند ولذلک وثیقة جنیف تحتاج الى مراجعة فی ضوء اولویة مکافحة الارهاب.
مهمة دمیستورا

واشار المعلم الى مهمة المبعوث الدولی الى سوریا استیفان دمیستورا وقال ان ای من المبعوثین الدولیین لم یتمکن من اجبار الدول التی تتامر على سوریا مثل ترکیا والسعودیة والاردن على ایقاف تدفق الارهابیین ووقف تمویلهم وتدریبهم بل بالعکس نجدهم کل یوم یاتی المزید من الارهابیین من الشمال والجنوب .
واضاف ان القرار 2178 حول مکافحة الارهاب الذی صادق علیه مجلس الامن لم یتمکن من الزام الدول بتنفیذه وتجفیف منابع الارهاب بل بالعکس فان الولایات المتحدة خرقت هذا القرار بذریعة تدریب وتسلیح "المعارضة المعتدلة " مؤکدا ان المزید من الارهابیین سیاتون الى سوریا ولذلک اذا لم یحظ المبعوث الدولی بدعم مجلس الامن والدول الدائمة العضویة ویساعدون فی فرض قرارات مجلس الامن فان مهمته تبقى نظریة .
داعش لاتشکل خطرا على اسرائیل

وتابع : عندما تقول اسرائیل ان داعش لاتشکل خطرا علیها هذه الرسالة موجهة الى الولایات المتحدة .. کیف نشات داعش وکیف توسعت ، انهم جاؤوا عبر ترکیا وبعلم الولایات المتحدة التی ظنت ان داعش وجبهة النصرة المنبثقتین عن القاعدة تستطیعان اسقاط النظام فی سوریا ولذلک غطت الطرف عنهما وعندما خرجت داعش عن الارادة الامیرکیة وتطاولت لتصل الى اربیل حیث المصالح الامیرکیة الحیویة بدات امیرکا تفکر بضرب داعش واصبحت داعش ارهابیة ، ذات التجربة التی مرت فی افغانستان عندما انشا تنظیم القاعدة بقیادة بن لادن ثم ارادت الولایات المتحدة  ، التخلص منها ، هی ذات التجریة .
وتسال المعلم : هل یعقل فی ظل التکنولوجیا الحدیثة ان نرى طائرات امیرکیة تلقی صنادیق الذخیرة او المواد الغذائیة والطبیة بالخطا على مواقع داعش ویتکرر هذا الخطا مؤکدا ان داعش لاتنتهی الا بحرب بریة مدعومة من الجو وهذا مایقوم به الجیش العراقی والجیش السوری حالیا بفارق بسیط بحیث ان الجیش العراقی یحارب داعش فقط الا ان الجیش السوری یحارب اکثر من 70 تنظیما ارهابیا مسلحا بالاضافة الى داعش وجبهة النصرة .
ورفض المعلم مشارکة القوات الاجنبیة فی الحرب البریة ضد التنظیمات الارهابیة فی سوریا وقال ان هذا الرفض هو لسببین ، السبب الاول ان لدینا جیشا هو من یقوم بهذه المهمة ولدینا دفاع شعبی وقبل کل ذلک لدینا  شعب عربی سوری صامد لذلک لانحتاج من احد ان یاتی بقواتهم البریة ، مانطلبه من المجتمع الدولی ان یقوم فعلا بتجفیف منابع الارهاب ، ای ان یضبط الاردن حدوده مع سوریا وان تضبط ترکیا حدودها مع سوریا وسنرى ان الجیش العربی السوری قادرعلى هزیمة داعش وجبهة النصرة .
واضاف : الاردن واسرائیل یشترکان فی دعم جبهة النصرة والمجموعات الارهابیة الاخرى بارسال اعداد کبیرة من هؤلاء عبر الحدود وکلما اصیب واحد یذهب للعلاج الى مستشفیات اسرائیلیة  ، ثانیا ، نحن حساسون جدا لموضوع السیادة الوطنیة ولانقبل من احد خرق سیادتنا الوطنیة .
وقف القتال فی حلب

وحول وقف القتال فی حلب قال المعلم : ان المشکلة  التی یواجهها دمیستورا  فی وقف القتال فی حلب هی مع الفصائل المسلحة الموجودة فی المدینة وهی متعددة ، ولاءاتها متعددة ایضا ولذلک علیه ان یضمن لاءات هذه المجموعات ان تنسجم معه .. نحن مانطمح الیه هو قف سفک الدماء والتجمید نوافق علیه لکن لابد ان یؤدی الى خروج المسلحین من المدینة وخاصة الاجانب منهم وثانیا تسلیم اسلحتهم مؤکدا ان هذه المجموعات یجب ان تتفاوض مع الدول التی تدعمها لتضمن موافقة هذه المجموعات ولتضمن هذه الدول ایضا بانها تلتزم بقرارات مجلس الامن تحت الفصل السابع .
وتابع : الا انه لیس هناک جدیة من هذه الدول ومع الاسف ،  یقولون فی الاعلام انهم یدعمون خطة دمیستورا لکن فی الواقع هم یحبطونها مؤکدا : فی الشمال عبر الحدود الترکیة یصل بین 700 او الف ارهابی شهریا  لینضموا الى داعش وفی الجنوب یقول الاردنیون  بانهم لایسمحون للارهابیین بالعبور الا انه یاتی عبر الحدود الاردنیة مجموعات ارهابیة بسیاراتهم واسلحتهم وعندما یعودون یقتلون من قبل قوات الامن الاردنیة ولذلک لیس هناک جدیة فی مکافحة الارهاب وکل هذه القضایا تعود الى الولایات المتحدة لان هذه الدول  لاتملک قرارا مستقلا لانها تنسجم مع توجهات الولایات المتحدة وهذه التوجهات تخدم فی النهایة امن اسرائیل .
وحول الموقف الترکی من سوریا  قال المعلم : ان ترکیا وفی بدایة مایسمى الربیع العربی ظنت انها من خلال دعم الاخوان المسلمین فی تونس ولیبیا ومصر وسوریا والیمن تستطیع ان تحقق الاحلام الامبراطویة العثمانیة خاصة ان تنظیم الاخوان المسلمین الدولی مقره فی اسطنبول وبالفعل فی الاتصالات السوریة الترکیة التی جرت فی حزیران 2011 عندما کان احمد داود اوغلو وزیر الخارجیة یاتی ویذهب کان همه ان یاتی حزب الاخوان المسلمین ویشارک فی السلطة ولکن الیوم وانا راهنت الکثیرین ان ترکیا لایمکن ان تنضم الى التحالف الدولی لمحاربة داعش لاسباب عقائدیة لان ترکیا الیوم تشکل عمقا استراتیجیا لداعش ، ترکیا الیوم تشکل السوق لتصریف سرقات داعش من النفط والقمح والسوری والعراقی فی الاسواق الترکیة .. ترکیا تشکل ایضا الملجا والمشفى لجرحى داعش وان کل قصة الرهائن الاتراک کانت مسرحیة تذرعت بها ترکیا حتى لاتشارک فی التحالف ، ثم جاءت شروط اردوغان الثلاثة الشهیرة التی تتضمن ایجاد مناطق عازلة ومناطق حظر جوی واسقاط النظام فی سوریا کلها طلبات تعجیزیة تعکس طموحاته وفی نفس الوقت تعفیه من الانضمام الى التحالف الدولی .
العلاقات مع الاردن والسعودیة ومصر

وحول العلاقات مع الاردن قال المعلم : الاردن یبقى دولة شقیقة ونحن فی علاقاتنا نمیز بین العلاقات مع الشعب الاردنی الشقیق ومع الحکام ومع الاسف ان الاردن وبسبب الظروف الاقتصادیة  انساق وراء مخطط خلیجی سعودی یستهدف سوریا وهو یضرب عصفورین بحجر واحد بحیث یحصل على الدعم المالی لاقتصاده ویرضی الولایات المتحدة واسرائیل .
واضاف : ان کل بلد عربی فیه مایکفی من الخلایا الارهابیة النائمة ولذلک فان المصلحة الوطنیة للاردن والسعودیة ودول الخلیج " الفارسی " تقتضی التعاون من اجل مکافحة الارهاب لانه لیس احد بمناى عن هذا الارهاب متسائلا : کیف یکافح الاردن الارهاب فی شمال سوریا والارهاب على حدوده یدعمه ، هذه المعادلة غیر مقبولة .
وصرح : نحن قدمنا التعازی لاسرة الشهید الکساسبة وللشعب الاردنی الشقیق ودعونا الحکومة الاردنیة للتعاون فی مکافحة الارهاب الا انهم قالوا انهم یتعاونوا مع المعارضة المعتدلة ، اذا هم یستمرون فی هذا الغی .
وحول العلاقات مع السعودیة قال المعلم ان العلاقة مع السعودیة مقطوعة حتى على مستوى التمثیل الدبلوماسی وبرغبة سعودیة ولم یعد خافیا انه مایقدم للارهابیین من دعم فی هذا المجال یعتمد على الدعم السعودی .
وصرح ان نشاة داعش بدات بالفکر الوهابی لذلک اکرر ان من مصلحة السعودیة والشعب السعودی الشقیق ان یعاد النظر فی هذه السیاسة حرصا على امن الشعب السعودی .
وتابع : سوریا بفضل صمود شعبها وجیشها خرجت من اصعب ظروف الازمة والان تنظر الى المستقبل بشیء من التفاؤل لکن من اجل هذه الشعوب الاخرى التی سیرتد الارهاب الیها ، على الحکومة السعودیة ان تعید النظر قبل فوات الاوان .
واضاف : الیوم بعد ماجرى فی فرنسا وتهدیدات عواصم اخرى بدا الاوربیون یشعرون بالخطر من ارتداد الارهاب الیهم وهم لایخجلون بالتحدث عن ذلک بحیث بداوا یصدرون تشریعات وقوانین لضبط حدودهم والمسافرین من بلدانهم واکتشفوا خلایا نائمة عدیدة .. اذن هناک حرکة فی المجتمع الدولی لاعادة النظر وان کانت بطیئة ولذلک على السعودیة ان تقرا هذه المتغیرات بعد ماجرى فی حدودها ووصول داعش الیها والتی قتلت جنودا سعودیین فی الحدود السعودیة – العراقیة المشترکة .
وصرح المعلم : اذا توقفت السعودیة عن تمویل الارهابیین ودعمهم بالسلاح ورافق ذلک رغبة ، سندرس اقامة العلاقات مع السعودیة .
وحول العلاقات مع مصر قال المعلم : مصر امام خیارین ، اما ان تبقى فی حجمها الراهن او ان تعود الى دورها الطلیعی فی المنطقة العربیة سیما انما یقتل عناصر الجیش المصری فی سیناء ومن یعتدی على امن مصر هم ذاتهم یعتدون فی سوریا على امنها وجیشها الباسل .
العلاقات مع لبنان

وحول العلاقة مع لبنان قال المعلم : نحن مع العلاقة الاخویة والوثیقة مع لبنان الشقیق لکننا ندرک ان لبنان هناک اطراف فیه تتامر علیه ، هناک من یتامر على حزب الله وهو حرکة مقاومة  رفعت رؤوس الامة العربیة والاسلامیة او یطالب بتسلیم سلاح حزب الله او یعتبر مواجهة حزب الله مع اسرائیل تغییر فی میزان التوازن فی المنطقة .. لبنان یتامر على بعض ابنائه الخلص فکیف على سوریا لذلک نحن فی سوریا قرارنا هو من یمد یده لنا سیجد الترحیب ومن لایمد یده ندیر ظهرنا له .
واضاف : ان الفئات فی لبنان التی اتخذت قرارا یفرض اجراءات على دخول السوریین الى لبنان وهی اجراءات تتعارض مع ماهو قائم منذ الاستقلال فی البلد ماذا نقول لها .. عمر هؤلاء قصیر ودائما النصر الى جانب الشعوب الصابرة والمناضلة .
وتابع : فی کل العلاقة السوریة اللبنانیة ، نحن حذفنا من قاموسنا عبارة الضغط ، لانضغط على حلفائنا واصدقائنا ، نتشاور معهم ولکن فی نهایة المطاف القرار قرارهم . هکذا هو التعامل مع لبنان .. اما انتخاب رئیس الجمهوریة او عدم انتخابه هذا شان لبنانی .
وصرح : قرار اشتراک عناصر من حزب الله فی مواجهة الارهاب فی سوریا هو اکثر القرارات حکمة یتخذه الحزب کعملیة استباقیة لارتدادات الارهاب . واذا الاخرون من العربان یقراون جیدا توجهات سماحة السید حسن نصر الله ویستفیدون منها لدفعوا الخطر عن بلدانهم .
العلاقات مع ایران 

وحول العلاقات مع ایران قال المعلم ان العلاقة مع الجمهوریة الاسلامیة الایرانیة منذ قیام الثورة کانت علاقة استراتیجیة وکنا نقول للعرب خاصة خلال الحرب العراقیة الایرانیة کیف تخصمون فی هذه الحرب دولة مثل ایران استبدلت اسرائیل بفلسطین فی حین کان الشاه حلیف اسرائیل وکیف تحاربون هذه الدولة التی تشکل العمق الاستراتیجی للقضیة الفلسطینیة ومع الاسف الکثیر من العرب حتى الان لایمکلون قرارهم المستقل .
واضاف: نحن فی سوریا کان قرارنا منذ ایام الراحل حافظ الاسد حت الیوم اقامة اعمق العلاقات الاستراتیجیة مع الجمهوریة الاسلامیة الایرانیة . وقفنا الى جانب الاشقاء الایرانیین فی حربهم مع العراق وهم لم ینسوا ذلک والان یقفون معنا فی حربنا ضد الارهاب .
وصرح : لیست هناک اتفاقیة دفاعیة بین ایران وسوریا یوجد تعاون عسکری لکنه لاتوجد قوات ایرانیة تحارب فی سوریا بل هناک مشاورات وعلاقات اقتصادیة عمیقة وهناک تنسیق وتعاون سیاسی بین القیادتین فی البلدین .
وتابع المعلم : ان البلدین یتشاوران بعمق وبعد لقاء موسکو التشاوری اوفدنا نائب وزیر الخارجیة فیصل المقداد الى طهران لاطلاع الاخوة فی طهران على ماجرى فی موسکو ونحن دائما على تواصل مستمر .
العلاقات مع روسیا

وحول العلاقات مع روسیا قال المعلم : علاقاتنا مع روسیا ایضا علاقات استراتیجیة ولها جذورها التاریخیة منذ الاتحاد السوفیتی وانها مستمرة على الصعید العسکری والاقتصادی والسیاسی ونحن مرتاحون لهذه العلاقة .
وحول الحوار السوری السوری قال المعلم هذا الحوار هو رغبة القیادة السوریة ولکن مازال یحتاج الى مزید من النقاش والعمل مع المعارضات السوریة فی الداخل والخارج وهذه هی اهمیة لقاء موسکو التشاوری والدلیل على انه لم نتوصل بعد الى قناعة الجمیع بذلک ولذلک  اننا نحتاج الى لقاءات تشاوریة اخرى فی موسکو .
 

 

رمز الخبر 188160