دعا السفیر الروسی فی لبنان الکسندر زاسبیکین، إلی تعزیز التلاحم الدولی وتوحید الجهود فی مواجهة الإرهاب، منتقدًا سعی بعض الدول لإصدار قرار من مجلس حقوق الإنسان یدین تدخل حزب الله فی سوریا، مؤکدًا أن استهداف حزب الله الذی یقف إلی جانب النظام الشرعی أمر غیر منطقی.

 

 

 

وأوضح تقریر لوکالة الجمهوریة الإسلامیة للأنباء «إرنا» من بیروت أن مواقف السفیر الروسی هذه جاءت فی تصریح أدلی به للصحافیین بعد لقائه وزیر الخارجیة اللبنانی جبران باسیل الیوم الاثنین حیث جری عرض لنتائج «مؤتمر حمایة المسیحیین فی العالم وخصوصا فی الشرق الأوسط» الذی عقد فی جنیف فی أوائل شهر آذار/مارس الحالی.

 

وقال زاسبیکین فی تصریحه: 'نحن نعیر اهتماما کبیرا للانجاز الدبلوماسی والأخلاقی الکبیر الذی تم تحقیقه فی جنیف أخیرا، نتیجة انعقاد «مؤتمر حمایة المسیحیین فی العالم ولا سیما فی الشرق الأوسط»، وفیما بعد إصدار البیان المشترک فی هذا الموضوع الذی وقعته 65 دولة، وکل ذلک جری بمبادرة روسیا ولبنان والفاتیکان'.

 

وأشار السفیر الروسی إلی أنه نقل شکر بلاده إلی 'الدبلوماسیة اللبنانیة لما قامت به من جهد فی هذا المجال وشخصیًا إلی الوزیر باسیل'. وقال: 'خلال المرحلة القادمة یجب مواصلة التعامل المتکامل فی هذا المجال للحکومات والمنظمات غیر الحکومیة وخصوصا من اجل تأیید الوجود المسیحی الأصیل فی المنطقة وإفشال مخططات إفراغها من المسیحیین'.

 

وأضاف: 'یعتبر هذا التعامل جزءًا لا یتجزأ من الجهود المبذولة من اجل احترام حقوق الإنسان بما فیها الحریة المذهبیة وتأمین الأمن والسلامة والحقوق المتساویة لمکونات المجتمع کافة فی دول المنطقة من دون أی تمییز طائفی أو إتنی أو لغوی'.

 

وأکد زاسبیکین أن 'المطلوب تعزیز التلاحم الدولی فی سبیل مواجهة العنف والقمع وظواهر الکراهیة والرادیکالیة والتعصب والتطرف التی تؤدی إلی تمزق النسیج الاجتماعی فی الدول، واشتعال الفتن وزرع الفوضی وانتشار الإرهاب'.

 

وأشار إلی 'تطویر حوار الحضارات وتحریک هذا التوجه فی المنابر الدولیة'، وقال: 'من الواضح أن اعادة الوفاق الوطنی هو الطریق الوحید للخروج من مآزق النزاعات والصدامات، ونحن ندعو إلی الحوار والتفاوض علی أساس سیادة واستقلال ووحدة الدول ومبادئ العیش المشترک والتسامح والاعتدال فی المجتمع. فالهدف الأساسی یرکز علی عادة بناء المجتمع السلیم الذی یعتمد علی التعددیة والنظام السیاسی المتین'.

 

وعن حمایة الأقلیات لا سیما المسیحیة منها فی الشرق قال السفیر الروسی: 'کما سبق وأشرت إن هذا العمل متکامل ویشمل اتجاهات عدة. فی طبیعة الحال هناک تجری المعارک، لذلک فمن المهم جدًا توحید الجهود من أجل مکافحة الإرهاب، وهذا یتطلب التنسیق بین الجمیع والمعرکة فی کل مکان. فی الوقت نفسه، هناک البعد السیاسی لهذه المسالة ونحن دائما نتحدث عن أن المخرج السیاسی هو إیجاد الحل السیاسی السلمی للنزاعات بالدرجة الأولی فی سوریا کما للنزاعات الأخری مثل العراق وغیرها. فإذا استطعنا الإنجاز العسکری والأمنی والسیاسی فی الوقت نفسه، هذا یکون الحل لإنقاذ الأقلیات بمن فیهم المسیحیون'.

 

وعن سعی بعض الدول لإصدار قرار إدانة من مجلس حقوق الإنسان فی جنیف لحزب الله لتدخله فی سوریا، قال السفیر زاسبیکین: 'لقد سمعنا عن هذا التوجه.. یبدو أن هناک سعیًا لذلک تحت حجة التدخل الخارجی، لکن عند الکلام عن التدخل الخارجی، من الصعب أن نختار من کل أجناس من یقاتلون من القوی الخارجیة فی سوریا، الجانب الذی یتعاون مع النظام الشرعی لیکون أول مستهدف بالاتهام، وأری أن هذا الأمر غیر منطقی علی الإطلاق لأن حزب الله یقف إلی جانب النظام الشرعی ولا یحاربه والمشکلة الأساسیة فی رأینا أن الأنظمة الشرعیة تقف فی وجه الهجمة الإرهابیة، وهذه الأطراف معروفة أنها «داعش» و«النصرة»، لکن وضع حزب الله مختلف إذ أنه یقف إلی جانب النظام السوری'.

 

وقال زاسبیکین مستغربًا: 'لماذا عند الحدیث عن التدخل یبدأون بالطرف الذی یحارب إلی جانب الشرعیة؟ هذا المنطق غیر مضمون، فیما الهجوم الأساسی یجب أن یکون ضد الفصائل المعترف بأنها إرهابیة، والتی تحارب الأنظمة الشرعیة فی العراق أو فی سوریا'!.

رمز الخبر 188246