أکد وزیر الثقافة والإرشاد الإسلامی علی جنتی أن الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة تقف بثبات فی المفاوضات النوویة مع الدول الغربیة ولم تتراجع قید أنملة عن حقوقها ولم تقبل أن تساوم علی فلسطین وعلی حقوق الشعوب الحرة.

 

 

 

کلام الوزیر جنتی جاء وفق تقریر لوکالة الجمهوریة الإسلامیة للأنباء «إرنا» من بیروت خلال رعایته حفل افتتاح فیلم «السر المدفون»، الذی یروی قصة مقاوم نفذ عملیة استشهادیة ضد العدو الصهیونی إبان احتلاله لجنوب لبنان وبقیت هویته سریة 15 عامًا.

وقال الوزیر جنتی: 'نحن فی الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة عاینا نماذج فریدة للتضحیة والإیثار والتی عشناها فی فترة الحرب المفروضة وقبل وخلال الثورة الإسلامیة. لقد قدمت أمهات الشهداء والجرحی والأسری والمفقودن أیضًا أمثولات کبیرة قد لتا تسعها أفلام وروایات وأشعار ونصوص أدبیة، لأنها قصص تحکی إبداعًا من نوع استثنائی'.

ولفت إلی قول الإمام الخمینی قدس سره «إحدی میزات الإسلام اعتقاد المسلمین أن الشهادة درجة عظیمة وفوز کبیر والمسلم الحقیقی یستقبل الشهادة بقلب منفتح لأنه یعتقد أن ماوراء هذا العالم وهذه الدنیا عالم أفضل وأنور من هذا العالم»، وقال: 'بهذه الروحیة تقدم أمهات الشهداء أبناءها قرابین علی مذبح الفداء من أجل قضیة نبیلة فیها حیاة وعزة واقتدار للأمة'.

وأکد أنه 'بفضل تضحیات أمهات الشهداء وعوائلهم نعیش العزة والفخار، فما بین لبنان - بلد المقاومة والانتصار- والجمهوریة الإسلامیة سیل من العطاء لا یحده شیء لأنه ممزوج بتاریخ حافل من الحب والاحترام والمساندة والتآخی فی سبیل قضایا الحق ومواجهة الاحتلال'.

وقال الوزیر جنتی مخاطبًا الحضور: 'أحمل لکم من الجمهوریة الإسلامیة محبة الشعب الإیرانی وحب ومساندة الإمام السید علی الخامنئی للشعب اللبنانی ولمقاومته البطلة والذی أطلق علی العام الإیرانی الجدید تسمیة «الحکومة والشعب.. التعاضد والتوافق قلبًا ولسانًا».

وأمل الوزیر أن یتعاضد الشعب اللبنانی مع بعضه البعض وأن تتعاضد کل الشعوب العربیة والإسلامیة فی سبیل جبه کل التحدیات، لافتاً إلی أن الشعب الإیرانی استطاع بتعاونه الواسع مع الحکومة أن یحقق أهداف البلاد فی التقدم علی کافة الأصعدة.

وقال: 'ها هو العالم یفاوض الجمهوریة الإسلامیة التی تقف بثبات فی المفاوضات النوویة.. لم تتراجع إیران قید أنملة عن حقوقها فی التنمیة واستثمار کل خیراتها والاستقلال سیاسیًا واقتصادیًا وعسکریًا، ولم تقبل أن تساوم علی فلسطین وعلی حقوق کل الشعوب الحرب، وتقول إیران الیوم لهذا العالم لأمیرکا وحلفائها علیکم أن تختاروا لأن الإیرانیین اختاروا وقرروا أن یتفاوضوا بعزة واقتدار'.

وتوجه الوزیر جنتی إلی الأمهات فی أیام عیدهن وبالخصوص أمهات الشهداء اللواتی جعلن من السیدة الزهراء (ع) والسیدة زینب (ع) مثالهن الأعلی دروس العطاء والفداء .

وأکد أن 'ما بین لبنان وإیران هول حبل متین من العلاقات التاریخیة الضاربة فی القدم'، وقال: لبنان موئل الشهادة ومصنع الرجال هو محل تقدیر عند الإیرانیین وکل أحرار العالم'، منوهًا بالانتصارات التی حققتها المقاومة الإسلامیة فی لبنان والتی أضحت مفخرة لکل شعوب مواجهة العالم، ومشیدًا بالوحدة الوطنیة اللبنانیة

التی تمکن من خلالها اللبنانیون من مواجهة الإرهاب التکفیری الظلامی وأبقوا البوصلة نحو فلسطین 'وهو الأمر الذی یجب أن تفعله کل الشعوب العربیة والإسلامیة فی زمن الإرهاب التکفیری المتنقل بین العراق وسوریا وتونس والیمن ولیبیا ومصر وباکستان وأفغانستان وبلدان عربیة وإسلامیة أخری'.

وختم وزیر الثقافة والإرشاد الإسلامیة کلمته بالقول: 'یجب أن تبقی فلسطین وتضحیات شعبها هی الأساس والمؤشر فلأجل فلسطین استشهد الاستشهادی عامر کلاکش (صاحب قصة الفیلم) وکل الشهداء والاستشهادیین'.

وفیلم «السر المدفون» من إنتاج شرکة «الأرز للإنتاج الفنی»، وقد أخرجه الإیرانی علی غفاری وکتبه رضا إسکندر ومحمود غلامی، وهو یحکی قصة أم مقاومة للاحتلال الصهیونی أخفت استشهاد ابنها (عامر کلاکش) علی مدی 15 عاماً (1985 ــ 2000)، لتحمی عائلتها التی کانت تقیم داخل الأراضی المحتلة، من الأذی والملاحقة، قبل أن یکشف الأمین العام لحزب الله السیّد حسن نصر الله السرّ فی عام 2000، بعد اندحار الاحتلال الصهیونی من جنوب لبنان، بناء علی وصیة الشهید.

وتم العرض الأول للفیلم اللیلة الماضیة فی قاعة «رسالات» بالضاحیة الجنوبیة لبیروت، برعایة الوزیر جنتی وحضور وفد قیادی من حزب الله وحشد کبیر من الشخصیات الفنیة والثقافیة والإعلامیة.

رمز الخبر 188249