أکد دیریک بلامبلی ممثّل الأمین العام للأمم المتّحدة بان کی مون فی لبنان، أن الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة والمملکة السعودیة حریصتان علی الأمن والاستقرار فی لبنان.

وأفاد تقریر لوکالة الجمهوریة الإسلامیة للأنباء- إرنا من بیروت أنه من المقرر أن تعقد «المجموعة الدولیة من أجل لبنان» اجتماعها السنوی الثانی فی نیویورک برئاسة الأمین العام للأمم المتحدة بان کی مون، علی هامش أعمال الجمعیة العامّة للأمم المتّحدة فی نیویورک التی تبدأ الأسبوع القادم.

ویرأس وفد لبنان إلی الجمعیة العامة للأمم رئیس الحکومة تمّام سلام وإلی جانبه وزیر الخارجیة جبران باسیل وسفیر لبنان الدائم فی الأمم المتحدة نواف سلام.

وفی إطار التحضیرات لاجتماعات نیویورک قام ممل بان کی مون فی لبنان دیریک بلامبلی أخیرًا بزیارتین إلی الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة والمملکة السعودیة.

وذکرت صحیفة «السفیر» اللبنانیة فی عددها الصادر الیوم الاثنین أن الهدف المعلن لزیارة بلامبلی إلی طهران والریاض هو البحث فی کیفیة تثبیت الأمن والاستقرار فی لبنان. إلا انّ الهدف الرئیسی لهذه الزیارات الأممیة هو الحصول علی تأیید دولی واسع للبنان وإثارة اهتمام الدولتین الإقلیمیتین الأشدّ تأثیرا فیه، ما یعطی زخما أکبر للرسائل السیاسیة التی ستصدر عن المجموعة الدولیة فی اجتماعها المقبل.

وأوضح بلامبلی للصحیفة قائلاً: 'لا یهدف اجتماع نیویورک الثانی الی جمع المال، وهو غیر مخصص للمانحین بل للدول المؤسسة، وخصوصا الدّول الخمس الأعضاء فی مجلس الأمن. سیلقی الاجتماع الضوء مرة أخری علی احتیاجات لبنان ویدعو الی تسریع المساعدات الدولیة للجیش اللبنانی والتی بحثها بشکل مفصّل اجتماع روما فی حزیران الفائت، بالإضافة الی التباحث فی کیفیة الاحتواء الإنسانی والاجتماعی لقضیة النازحین السوریین الی لبنان، فضلا عن دعم مشاریع الدولة الاقتصادیة من خلال الصندوق الائتمانی الذی بدأ یستقبل مبالغ مالیّة تراوح حالیا بین الـ 30 والـ40 ملیون دولار بمساهمة من البنک الدولی وفرنسا وفنلندا والنروج'.

وبحسب «السفیر» یکمن هاجس الأمم المتحدة لبنانیا الیوم فی توفیر الاستمراریة فی عمل المؤسسات اللبنانیة لأنها الوحیدة القادرة علی الحفاظ علی الاستقرار، ویعزّز أداء الأحزاب المنضویة فی حکومة سلام هذا التوجّه الدولی من خلال مواجهتها للتحدیات فی المنطقة بعقلانیة وتکاتف. معتبرة أن 'أبرز ما سمعه بلامبلی فی زیارتی الریاض وطهران هو أنّ الدولتین حریصتان علی الاستقرار وتؤیدان الحکومة القائمة وتعتبران إجراء الانتخابات الرئاسیة أمرا عاجلا'.

وأکد بلامبلی للصحیفة 'أنّ لبنان، هذا البلد الصغیر، یحظی بإجماع دولی غیر مسبوق، فبالرغم من خلافات الدّول العمیقة حول قضایا المنطقة والعالم، فإنها تتفق علی الحفاظ علی استقرار لبنان ودعم جیشه وحکومته لاستیعاب أزمة النزوح الکثیف عبر البلدیات والمجتمعات المضیفة'.

وأشار إلی أن الأمم المتّحدة تعوّل فی اجتماع نیویورک علی 'زیادة الدّعم المادی وخصوصا أن منظماتها المعنیة بالنازحین لم تحصل هذه السنة إلا علی 40 فی المئة من المبالغ المطلوبة، ما أوقعها فی عجز ینبغی سدّه سریعا'.

توصّف الأمم المتحدة ذاتها بأنها شریک للبنان لکنّ المسؤولین فیها یدرکون أن هذه الشراکة لا تستقیم ولا تصبح فعّالة إلا بالتعاون والتنسیق مع دول إقلیمیة وفی طلیعتها إیران والسعودیة بحسب بلامبلی.

وشدد بلامبلی علی ضرورة التسریع فی إجراء الاستحقاق الرئاسی اللبنانی، ونصح بألا ینتظر المسؤولون اللبنانیون الضوء الأخضر من الخارج کی یباشروا فی ترتیب بیتهم الداخلی، 'فالتأجیل المستمر للاستحقاق منذ 25 أیار الفائت باتت تداعیاته بما فیها الأمنیة الخطرة ماثلة أمام الجمیع'. ویختصر بلامبلی مرارته بکلمة واحدة: حرام.

رمز الخبر 187651