٠ Persons
١٤ فبراير ٢٠١٥ - ٠٧:٤٠

تحل الیوم الذکری الرابعة لثورة 14 فبرایر/شباط، ومع دخولها العام الخامس أصدر کبار العلماء والمرجعیات الدینیة فی البحرین بیانا أکدوا فیه استمراریة الشعب فی نضاله السلمی الذی انطلق قبل 4 أعوام حتی تحقیق مطالبه العادلة.

 

 

آیة الله الشیخ عیسی قاسم والعلامة السید عبد الله الغریفی، عبّرا فی بیان مشترک عن أسفهما لاستمرار المشاکل المتراکمة فی البحرین، و اتساعها علی مدی طویل، معتبرَیْن أن استعصاء الأزمة السیاسیة فی البحرین علی الحلّ لا یعود إلی صعوبتها، إنما لفقد السلطة إرادة التغییر الإصلاحی الملحّ والضروری لإنقاذ الوطن وتخلیصه من سائر الأزمات التی تعصف به وتقلق أبناءه، وتهدّ من بنیته.

وأضاف البیان: إن الوضع فی البحرین علی تأزّمه؛ لا یبلغ فی ما وصل إلیه ما کانت علیه ولا زالت؛ الأوضاع فی بلاد الحراک العربی فی البلدان الأخری، التی أخذت صوراً مرعبة من التمزق والإرهاب والاقتتال من کل من طرفی المعارضة والسلطة، مؤکدا أن الحل لمشکلة هذا الوطن لیس متعسِّراً أو بعیداً لو توفرت إرادة الإصلاح عند السلطة.

وتابع الشیخ قاسم والسید الغریفی فی بیانهما: إن الحراک الشعبی قائم علی الضرورة والحاجات الفعلیة القائمة، ومع بلوغ الثورة ذکراها الرابعة، الأوضاع لا تزداد إلّا سوءاً وتدهوراً، حتی غدا المواطن مهدداً فی أی لحظة بفقد الجنسیة، وسحب الاعتراف بحق المواطنة الذی هو من أبسط الحقوق، ومن غیر وجه حق، فی حین أن بلداناً من بلدان الحراک العربی التی سالت الدماء الغزیرة من أطراف الصراع فیها تبحث عن حل لصراعها عن طریق الحوار؛ نجد البحرین علی العکس، حیث توصد السلطة کلّ أبواب الحوار، وتلغی فرصها.

ومن جانبه وجّه الأمین العام لجمعیة (الوفاق) الشیخ علی سلمان رسالة للشعب البحرینی من داخل معتقله حیّاه فیها ذکری انطلاق ثورة 14 فبرایر/شباط، ودعاهم للاستمرار فی حراکه والحفاظ علی النفس والتمسّک بالسلمیة.

وقال الشیخ سلمان فی رسالته ما وجدتُ إلا جمیلا، وأشعر بالسکینة والطمأنینة تغمر قلبی بفضل الله سبحانه وتعالی.. لقد أخجلتمونی بموقفکم النبیل من اعتقالی، وقمتم بما هو فوق الواجب، وإنی لممتنٌ لکم علی مواقفکم، وأضاف لا تنسوا بقیة المعتقلین من کل تحرکاتکم.. لا تنسوا مطلبنا الأساس فی انتخاب حکومتنا بطریقة دیمقراطیة سلیمة.. کذلک انتخاب البرلمان الذی یتولی التشریع والرقابة دون وصایة من مجلس معین فی انتخابات دوریة تامة تقوم علی المساواة.

وأکد أن الانتخابات التی نرید تقوم علی أساس المساواة التامة فی ثقل الصوت الانتخابی، وتابع أنتم تطالبون بالافراج عن السجناء لا تغیب المطالب عن کل تحرکاتکم ولا یتقدم علیها أی مطلب آخر، خاتماً استمروا فی حراککم وحافظوا علی انفسکم وتمسکوا بسلمیتکم وعلی الأموال الخاصة والعامة کما عهدناکم.

بدورهم، استنکر العلماء تغافل المجتمع الدولی بل مشارکة البعض فی قمع الشعب، مؤکدین أن الشعب مؤمن بعدالة قضیته وأنه مستمر فی ثورته حتی تحقیق مطالبه العادلة.

وقال العلماء فی بیانهم: أربع سنوات مرّت علی انطلاق ثورة الرابع عشر من فبرایر/شباط، هذه الثورة التی انطلقت من شعور شعبیّ عمیق بضرورة التغییر، وضرورة الإصلاح الحقیقی الذی ینتشل البلد من حالة التمییز والتهمیش والفساد، والاستبداد والدکتاتوریة، وینتقل بها لآفاق العدالة والمساواة فی المواطنة، والمشارکة الواقعیة فی إدارة البلد فی إطار نظام دیمقراطی یکون الشعب فیه مصدر السلطات وأساس الشرعیّة. ثورة أصیلة حضاریّة، انطلقت من صمیم الشعب، ورفعت مطالب وطنیّة عادلة، والتزمت منهج السلمیّة فی حراکها.

جمعیة الوفاق أیضاً أصدرت بیاناً بالمناسبة، طالبت فیه بـ أن تکون البحرین وطن الجمیع یتساوون فیه فی الحقوق والواجبات دون تمییز أو تفرقة، مشدّدة علی ضرورة التمسّک بالتنوّع الإثنیّ والمذهبیّ والفکریّ والتعددیّة السیاسیّة، والإصلاح السیاسیّ الذی یجعل من الشعب مصدر السلطات جمیعاً.

وأکدت تمسّکها بالمطالب السیاسیّة الوطنیّة، وحقّ المواطن فی انتخاب حکومته وبرلمانه الذی ینفرد بصلاحیّات التشریع والرقابة، عبر نظام انتخابیّ عادل، وأن تکون هناک سلطة قضائیّة نزیهة ومستقلّة، وأن تکون المنظومة الأمنیّة وطنیّة وللجمیع.

ودعت الحکومة البحرینیّة إلی الحوار الحقیقیّ للوصول إلی توافق وطنیّ، لتحقیق الاستقرار فی البلاد، لافتة إلی الاستمرار فی الحراک الشعبیّ والتظاهر دون توقّف وفق ما تقرّه المواثیق والمقرّرات الدولیّة، حتی الوصول إلی حلّ سیاسیّ ینتج مشروعًا وطنیًّا توافقیًّا ینقل البحرین إلی واقع سیاسیّ آمن ومستقرّ یقوم علی العدالة والمساواة.

میدانیاً وبینما یستعدّ الشعب البحرینی لإحیاء الذکری الرابعة لانطلاق الثورة الیوم بمسیرات ومظاهرات وفعالیات فی مختلف المناطق، کثّفت قوات النظام من اجراءاتها القمعیة عبر استهداف المواطنین السلمیین، وقد أظهر مقطع فیدیو فی منطقة جزیرة النبیه صالح محاولة ملیشیات مدنیة مسلحة تابعة لوزارة الداخلیة دهس المتظاهرین السلمیین الذی خرجوا الخمیس، ما أسفر عن عشرات الاصابات.

الملیشیات المسلحة بعد فشلها فی دهس المتظاهرین السلمین همّت بملاحقتهم بسلاح الشوزن المحرم دولیاً والذی استخدمته الملیشیات التی انتشرت برفقة منتسبی الأجهزة الأمنیة بکثافة فی مختلف المناطق.

وقد خلّف استخدام منتسبی الأجهزة الأمنیة والملیشیات المدنیة لسلاح الشوزن عشرات الإصابات بین المتوسطة والبلیغة، ولم تتلقی هذه الإصابات إلا إسعافات أولیة فی المنازل.

بالموازاة، قالت الناشطة الحقوقیة مریم الخواجة: إن السلطات البحرینیة رفضت تجدید جواز سفر شقیقتها الناشطة البارزة زینب الخواجة، کما رفضت السلطات إصدار شهادة میلاد لابن زینب ذی الثلاثة أشهر (عبدالهادی).

وأضافت مریم الخواجة عبر حسابها الخاص علی شبکة التواصل الاجتماعی (تویتر) إن عبدالهادی ابن شقیقتها زینب أصبح عدیم جنسیة إثر هذا القرار.

وفی سیاق فعالیات ذکری الثورة، نشر موقع (منامة بوست) مجموعة من الصور تظهر إضراب معتقلی سجن جوّ المرکزیّ، وإضراب الإباء الذی دعت إلیه القوی الثوریّة المعارضة.

وأکّد المعتقلون تضامنهم الکامل مع مطالب الشعب البحرینیّ، فی الحقّ بتقریر المصیر، وإقامة نظام سیاسیّ جدید بدلًا من النظام الخلیفیّ القمعیّ، مشدّدین علی ضرورة الإفراج الفوریّ عن جمیع المعتقلین السیاسیّین وسجناء الرأی، وذلک عقب الختمة القرآنیّة.

کما قام المعتقلون بوضع بعض الرسومات الفنیّة التی تتناول صور المقاومة البحرینیّة، والنضال الشعبیّ البحرینیّ ضدّ قمع النظام، وکذلک صور للشهداء والرموز المعتقلین.

* القضاء المسیّس

قضائیاً، قرّرت النیابة العامة إحالة 9 نشطاء موقوفین إلی المحکمة الصغری الجنائیّة الثالثة، بعد إسناد تهم (إهانة) ما اسمته دولة أجنبیّة والمقصود بها (السعودیة)، وإساءة استعمال وسیلة اتصالات، مع تحدید الجلسة یوم الإثنین 16 فبرایر/ شباط 2015 القادم.

رمز الخبر 188169