انتقد رئیس منظمة الطاقة الذریة الوطنیة "فریدون عباسی" الاثنین قیام الوکالة الدولیة للطاقة الذریة بحجب المعلومات الضروریة المتعلقة بالسلامة النوویة عن الدول الاعضاء فی الوکالة تحت ذریعة عدم افشاء المعلومات الحساسة.

وقال عباسی أمام مؤتمر السلامة النوویة المنعقد بفیینا، إن الوکالة الدولیة تتذرع بالقرارات غیر القانونیة الصادرة عن مجلس الأمن ضد ایران لمنعها من المشارکة فی اللجان المختصة بالسلامة النوویة، معتبراً ذلک خرقا للقوانین والمعاهدات الدولیة.

واضاف رئیس منظمة الطاقة الذریة الایرانیة بان ایران استطاعت الحصول على الانظمة المتعلقة بالسلامة النوویة رغم الحصار.

واوضح عباسی، ان الجمهوریة الاسلامیة الایرانیة اذ تؤکد علی النتائج الحاصلة من حادثة فوکوشیما، تذکّر بالضرورة والحاجة الى التعاون بین الوکالة والدول الاعضاء ذات البرامج المتعلقة بالمحطات النوویة، لرفع مستوى التعلیم ونقل المعلومات الى المستفیدین ومعدی الضوابط لاسیما من الدول النامیة.

واکد بان وقوع حوادث او احتمال وقوع حوادث کحادثة فوکوشیما او تشرنوبیل لا ولن یمنع الحرکمة المتنامیة للحکومات فی الاستفادة من الحق المشروع المتمثل بالطاقة النوویة السلمیة، بل ان هذا الامر یؤکد ضرورة التعزیز بصورة مؤثرة لمعاییر الامان النووی وشمولیة المعرفة المتعلقة باستخدامها.

وتابع عباسی قائلا: ان الجمهوریة الاسلامیة الایرانیة تعرب عن قلقها من مسالة حکر المعلومات المتعلقة بالسلامة النوویة بذریعة عدم الکشف عن معلومات حساسة، بید عدد محدود من الحکومات، وبالتالی المساس بالحقوق المشروعة للدول النامیة فی هذا المجال.

واعتبر رئیس منظمة الطاقة الذریة الایرانیة، مقولة السلامة النوویة من التحدیات المهمة جدا وقال، ینبغی علی الدول المالکة للتکنولوجیا النوویة ان تجعل، فی ظل المواکبة مع الدول التی تمتلک برامج نامیة، مواجهة هذا التحدی فی مقدمة اولویاتها.

واعتبر ان المسالة الاهم فیما یتعلق بحادثة فوکوشیما هی تقدیم معلومات شفافة من قبل الحکومة الیابانیة واضاف: ان المتوقع من الوکالة الدولیة للطاقة الذریة ان تقوم باعداد تقییم شامل وشفاف عن وضع محطة فوکوشیما النوویة وان تضع المعلومات المستحصلة تحت تصرف الدول الاعضاء بغیة الحیلولة دون وقوع احداث مماثلة والتقلیل من اخطارها.

وقال عباسی، انه على الوکالة مساعدة الدول الاعضاء عبر تشکیل فرق خبراء لکشف وتحدید الحالات التی یمکن ان تؤدی الى مخاطر فی المحطات النوویة، ومن المعلوم ان تطور ای برنامج عمل مستقبلی ممکن فقط علی اساس نتائج الدراسات العمیقة والشاملة للحادثة الواقعة.

وقال: ان السلامة النوویة هی قضیة فنیة وبابعاد عالمیة ولها علاقة مباشرة بحیاة وسلامة البشریة، ومثلما اثبتت حادثة فوکوشیما فان ای نقص فی السلامة النوویة یمکن ان یعود بتداعیات واسعة ولا تعوض للمجتمع العالمی، لذا لا ینبغی ان تکون هنالک ای قیود من حیث تبادل المعلومات والوصول الى اجهزة وانظمة السلامة ومن ضمنها فی برامج رد الفعل السریع.

واعرب عباسی عن اسفه لانه تم عدة مرات منع الخبراء والمتخصصین الایرانیین من المشارکة فی لجان واجتماعات السلامة النوویة، واضاف، ان الوکالة بعدم اصدارها الترخیص لمشارکة خبراء الدول الاعضاء فی اجتماعات السلامة النوویة، انما تلغی فی الحقیقة اهمیة المعرفة المتعلقة بالمعاییر القیاسیة وهو الامر الذی یتناقض مع طبیعة وجود الوکالة.

واوضح بان استناد مسؤولی الوکالة الى القرارات اللاقانونیة الصادرة عن مجلس الامن لتضییع حقوق ایران المتمثلة بالمشارکة فی لجان واجتماعات السلامة النوویة، یعتبر امرا مجحفا، فالجمهوریة الاسلامیة الایرانیة بینت مرارا بانه وفقا للقواعد القانونیة ومن ضمنها النظام الداخلی للوکالة واتفاقیة الامان فان قرارات مجلس الامن غیر قانونیة وغیر عادلة، وبناء علیه فان ای استفادة او رجوع الى هذه القرارات یعتبر امرا مناقضا للقانون وغیر مقبول.

وتابع رئیس منظمة الطاقة الذریة الایرانیة، انه حتى فی هذه القرارات الباطلة، تم استثناء الفقرة 16 فی القرار 1737 ای مقولة السلامة النوویة نظرا لطبیعتها الخاصة کمبدأ اساس، من عداد القیود المفروضة من قبل مجلس الامن ضد ایران.

واضاف: لاشک انه مثلما کان مسؤولو الوکالة عاجزین عن التصریح فی هذا الخصوص، فانه لیس هنالک فی القرارات المزیفة الصادرة عن مجلس الامن ای شیء یتناقض مع حق مشارکة الخبراء الایرانیین فی لجان واجتماعات السلامة النوویة للوکالة.

وقال عباسی، انه مثلما یعلم الجمیع فان مشروع محطة بوشهر النوویة على اعتاب التدشین الان، وان اولویتنا هی التوفیر الکامل للسلامة النوویة لهذه المحطة قبل التدشین، مضیفا: ان الوکالة ومن خلال دراستها للاجراءات التنفیذیة التی قامت بها ایران على اساس المعاییر الموجودة، قد ایدت سلامة محطة بوشهر النوویة عبر العدید من التقاریر ومن ضمنها تقریر 'آی آر آر اس'.

وتابع عباسی، انه فی العام الماضی وبناء على طلب ایران وبغیة التفقد الفنی من محطة بوشهر، شکلت الوکالة فریقا یضم کبار منظمی ضوابط السلامة النوویة من سبع دول.

واضاف، ان هذا الفریق زار خلال الفترة من 20 شباط الى 2 اذار عام 2010 مرکز نظام السلامة النوویة الایرانیة، واعلن بعد اجرائه الزیارة التفقدیة 'لقد لاحظنا نظام السلامة النوویة الایرانیة وادائه فی المنشآت النوویة بفاعلیة ممتازة للغایة وقویة'.

وقال عباسی فی ختام کلمته، اننی اعلن بکل فخر بان محطة بوشهر النوویة تتمتع
بمعاییر سلامة نوویة حدیثة کسائر المنشآت النوویة الاخرى فی العالم.

مضیفا، انه بناء على ذلک فان الجمهوریة الاسلامیة الایرانیة جعلت فی جدول اعمالها الانضمام لمعاهدة السلامة النوویة وامکانیة الاستفادة من المنافع الممکنة لهذه المعاهدة فی المزید من ضمان سلامة البرامج النوویة السلمیة.