التقی نائب رئیس مجلس الشورى الاسلامی فی ایران محمد رضا باهنر على رأس وفد من "لجنة الصداقة البرلمانیة الإیرانیة- اللبنانیة"، رئیس الحکومة اللبنانیة نجیب میقاتی فی المقر الحکومی فی بیروت یوم الثلاثاء، وعرض معه العلاقات الثنائیة بین البلدین والتطورات الراهنة محلیاً وإقلیمیاً.

وأفاد تقریر لوکالة الجمهوریة الإسلامیة للأنباء "إرنا" من بیروت، أن البحث بین باهنر ومیقاتی تناول فی حضور السفیر الإیرانی فی لبنان غضنفر رکن آبادی والنائب اللبنانی غازی زعیتر، التطورات التی تشهدها بعض الدول العربیة، ومحاولات الإدارة الأمیرکیة للالتفاف على نتائج الثورات العربیة، خدمةً لمصالحها.

وتطرق الجانبان لاتفاقیات التعاون الثنائی الموقعة بین البلدین وأهمیة العمل على تنفیذها، وأکد باهنر لرئیس الحکومة اللبنانیة استعداد ایران لتنفیذ هذه الاتفاقیات، ووضع إمکانیاتها وخبراتها فی ما یصب لمصلحة لبنان.

وبعد اللقاء أوضح نائب رئیس مجلس الشورى الإسلامی للصحافیین أنه قدم للرئیس میقاتی "التهنئة القلبیة الحارة" بمناسبة تشکیل الحکومة الجدیدة، ونیلها ثقة مجلس النواب، وکذلک لمناسبة مرور الذکرى السنویة الخامسة لانتصار المقاومة اللبنانیة فی حرب تموز 2006 وقال: "أؤکد لکم أن البرلمان الإیرانی یحتل موقعا ممیزا وفریدا فی الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة وبامکانه أن یلعب دورا مهما ومؤثرا وفاعلا فی تطویر العلاقات مع الدول الصدیقة والشقیقة کافة".

وأضاف: "وأکدنا فی خلال هذا اللقاء على أوجه التعاون الثنائی الأخوی والبناء الذی بامکانه أن یستمر ویتعزز فی المستقبل. کما أکدنا أن کافة القضایا المحقة والعادلة فی هذا العالم لا سیما فی لبنان وفلسطین والمقاومة الباسلة لم تکن فی یوم من الأیام من القضایا العابرة أو الهامشیة فی السیاسة الإیرانیة وإنما تأتی دوما فی صلب السیاسة والتوجهات السیاسیة للجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة".

وتابع باهنر قائلاً: "کما تطرقنا إلى قضایا الساعة من قبیل الانتفاضات الشعبیة التی تقوم حالیا فی بعض البلدان العربیة، وأعربنا عن قناعتنا أن الغرب بشکل عام والولایات المتحدة الأمیرکیة بشکل خاص ترید أن ترسم أمواج هذه الانتفاضات الشعبیة العربیة وأن تسیرها وتدیرها فی الاتجاه الذی یخدم المصالح الإمبریالیة الأمیرکیة، ونحن نؤکد على قناعاتنا بأن صحوة ووعی هذه الشعوب ودرایتها سیقطع الطریق على هذه المشاریع الأمیرکیة والغربیة المشؤومة".

وأردف باهنر: "أکدنا للرئیس میقاتی أن إیران لدیها تجربة فریدة واستثنائیة فی مجال البناء والعمران، لا سیما إبان الحرب التی فرضت علیها والدفاع المقدس عن ترابها الوطنی، کذلک خلال نجاح تجربتها الفریدة والممیزة فی الصمود والتصدی بوجه الحصار الغربی والأمیرکی المفروض على الجمهوریة الاسلامیة فی المجالات کافة خلال العقود الماضیة، وهی تمکنت من أن تتخطی کافة الصعاب وأن تبنی نفسها بنفسها فی المجالات العمرانیة والإنمائیة والصناعیة والتکنولوجیة المتطورة وهی على أتم الاستعداد کی تضع هذه التجربة الإیرانیة الفریدة فی مجال تطبیق الاتفاقیات الثنائیة الموقعة بین لبنان وإیران".

ورداً عن سؤال حول تطورات الوضع فی سوریا قال باهنر: "نحن نعتقد أن ما یجری فی سوریا حالیا هو عبارة عن مؤامرة أمیرکیة- إسرائیلیة بمشارکة حلفاء الأمیرکیین والعدو الصهیونی، هذه الأطراف المتآمرة ترید أن تبین للعالم بأن الأوضاع الحالیة هی أوضاع متشنجة ومضطربة فی سوریا، لکن نحن نعتقد أنه، فی الجبهة المقابلة، فإن کل القوى التی تمثل محور الممانعة والتصدی والمقاومة للمشاریع الأمیرکیة والإسرائیلیة وفی طلیعتها الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة ولبنان والمقاومة فی فلسطین وحرکة حماس، کل هذه التیارات ینبغی أن تتحلى بأقصى درجات الوعی والحذر والإدراک والحکمة والدرایة من أجل أن تقطع دابر التدخلات الأمیرکیة الإسرائیلیة فی الوضع الداخلی السوری. نحن نعتقد بان الهدف من کل ذلک لیس یافطات الإصلاحات المعلنة إنما فصل سوریا عن محور المقاومة".