وبدأ الرئیس احمدی نجاد کلامه بالحدیث عن اوضاع المنطقة وقال: هنالک عدة نقاط، النقطة الاولى لیست شعوب المنطقة وحسب بل کافة شعوب العالم لن ترضى بالوضع السائد فی العالم، فالظروف السائدة فی العالم هی ظروف غیر مرضیة، هنالک التمییز الطبقی والضغوط والحروب والنزاعات والصراعات وهناک قطاع کبیر من الناس یتعرض للاسحتقار والازدراء".
واضاف : "فالحریة والکرامة من ضمن الطلبات الرئیسیة لکافة الشعوب، فشعوب منطقتنا وشعوب منطقة شمال أفریقیا یمرون بهذه المرحلة، نحن نعتقد بان شعوب المنطقة وشعوب الشمال الافریقی یمکنهم إدارة أنفسهم ویمکنهم تقریر مصیرهم بأنفسهم"
واعرب رئیس الجمهوریة عن قلقه لتدخل الاجانب کالناتو فی شؤون الدول،قائلا:
على سبیل المثال فان الناتو تدخل فی لیبیا وبرأیی ان مجلس الامن ارتکب خطأ کبیراً، فبدل إرسال الطائرات والقاذقات والقنابل کان یجب علیه أن یرسل مجموعات الوسطاء، أن یقوموا بإجراء الانتخابات الحرة والنزیهة وأن یقفوا للإشراف على هذه الانتخابات، وأی شخص یصوت له الشعب یعنی أنهم اختاروه. لکن مع الاسف فإن مجلس الامن الدولی صادق على قرار متعجل وقام بتصعید المسألة وأسفر عن مقتل الکثیر من الناس وأدى إلى تدمیر الکثیر من البنى التحتیة فی لیبیا".
وردا على سؤال بشان وجود مناهج مختلفة لما یحدث فی سوریة ولیبیا وکذلک لما یحدث فی مصر اوضح الرئیس الایرانی، "هناک الکثیرون رؤاهم متفاوتة، ألم یکن للأوروبیین والامریکان رؤى متفاوتة. الاحداث التی تحصل فی الیمن وفی البحرین وفی سوریة وفی مصر، وجهات النظر متفاوتة للغایة، وهذا ناتج عن طبیعة المعادلات الاقلیمیة ونوعیة الرؤیة لأولئک الذین ینظرون إلى الساحة فی المنطقة".
وفی حدیثه عن الحریة قال احمدی نجاد: "أعتقد ان الحریة متاحة فی ایران اکثر من بقاع العالم، وان وسائل الإعلام حرة والصحافة حرة، نحن من ضمن الدول التی تتمیز بأفضلیة فی مساحة الحریة، نحن لن نقول بأننا وصلنا إلى نقطة الکمال، یجب أن نقارن ونقایس".
وردا على سؤال بشان مزاعم تدخل ایران فی شؤون االدول الاخرى قال الرئیس احمدی نجاد متسائلا: " هل أسأنا عندما قلنا لا تقتلوا الناس فی البحرین؟ وقمنا بعمل سیء؟ الإدلاء بهذه التصریحات عمل سیء؟ من الذی یمتلک القوات العسکریة فی البحرین؟ نحن؟ من یتدخل فی المنطقة؟ اعرضوا علینا مکاناً تتواجد فیه القوات العسکریة الإیرانیة، لا توجد هنالک أی بقع فی العالم. القوات الأمریکیة والبریطانیة وقوات الناتو یحیطون بمنطقتنا وبأطراف إیران، وأولئک یقولون بأن إیران تتدخل"!!.
وحول العلاقات الایرانیة العراقیة قال رئیس الجمهوریة :"هنالک علاقة تاریخیة متجذرة، مع الحکومة العراقیة ورئیس الوزراء العراقی ورئیس جمهوریة العراق. العراقیون الشیعة والأکراد السنة هم أصدقاء لنا ونحن أصدقاء لهم. هذه هی علاقة ودیة قائمة. عراق مستقل آمن ومتطور هذه أفضل حالة بالنسبة لنا".
وردا على سؤال حول الموضوع النووی الإیرانی وهل ان ایران ترغب فی انتاج السلاح النووی ،اوضح احمدی نجاد: "أبداً، السلاح النووی لیس له أی فاعلیة الیوم، نحن لسببین لا نرید السلاح النووی، الاول هو ان هذا السلاح لا إنسانی، نحن من وجهة النظر العقائدیة نعارض هذه الفکرة، دیننا یؤکد لنا بأن هذا السلاح محظور. فنحن شعب متدین ومسلم. والسبب الآخر هو أن السلاح النووی لیس له أی فاعلیة أبداً. من یصنع الأسلحة النوویة فإنه یقوم بإسراف أمواله ویتسبب بالخطر".
وجدد الرئیس الایرانی التاکید: ان "الاسلحة النوویة لا تحدد المعادلات الدولیة الان بل الأمواج البشریة الهادرة هی التی تقرر أو تحدد هذه المعادلات فی العالم. أمریکا تمتلک السلاح النووی، هل أدى السلاح النووی إلى انتصار أمریکا فی العراق وأفغانستان، أو أن السلاح النووی لدى الکیان الصهیونی أسفر عن انتصاره فی لبنان أو غزة، وهل حال السلاح النووی دون انهیار الاتحاد السوفیتی السابق. السلاح النووی یعود إلى القرن المیلادی السابق، هذا القرن هو قرن الفکر وقرن المنطق والثقافة".
وتابع قائلا: "أن شعار شعبنا وهدف شعبنا هو السلام للجمیع وللکل. فالطاقة النوویة للجمیع والسلاح النووی لیس لأحد. ونحن نتابع هذا الأمر فأنشطتنا تجری تحت إشراف الوکالة الدولیة للطاقة الذریة وکافة نشاطاتنا یتم رصدها من قبل کامیرات الوکالة، ولیس هنالک أی دلیل یؤکد على خلاف ذلک... الحکومة والإدارة الامریکیة تزعمان، ولیس هنالک أی دلیل أو وثیقة بهذا الصدد".
وفی معرض رده على سؤال مراسل روسیا الیوم بشان احتمالیة شن الهجوم الصهیوامیرکی ضد إیران وهل ان ذلک یقلق ایران؟ قال رئیس الجمهوریة:
"بطبیعة الحال هم قد یأملون. ولکنهم یعرفون قوة إیران ویعرفون جیداً بأن الرد الإیرانی سیکون رادعاً وقویاً.... وأن جواب القوة لا یکون إلا بالقوة، نحن فی اللغة الفارسیة لدینا مثل یقول: بأن أحداً إن وجه إلیک حجراً فإنک لا بد أن توجه إلیه حجراً أکبر. نحن سندافع عن اراضینا وأنفسنا حسب الإمکانیات المتاحة ولکن نأمل ألا یأتی ذلک الیوم أبدا".
وفی اجابته على سؤال بشان الکیان الصهیونی قال احمدی نجاد: ان الکیان الصهیونی وجد من اجل الارهاب و الهجوم وتوفیر مصالح الغرب، اذن اساس الکیان الصهیونی بنی على الارهاب و الهجوم والهیمنة و من اجل الضرب و الظلم. ولکن وعموما انهم ینظرون على الخارطة الى ایران وموقعها الجغرافی وقوتها الرادعة".
وعن سؤال حول محطة بوشهر الکهروذریة وموعد افتتاحها رسمیا قال رئیس الجمهوریة :" اجرینا مباحثات مع الرئیس الروسی مدفیدیف وقال لی انه لیس هناک ای مانع و فی الوقت المحدد فان المفاعل النووی سیدخل حیز التنفیذ و العمل ولابد علینا ایضا ان نکون على موعد مع الزمن والتاریخ لتدشین هذه المحطة".
واضاف: ان "المفاعل النووی فی بوشهر هو فی مرحلة التنفیذ والتشغیل وسیتم تدشینه قبل نهایة هذا العام المیلادی بالکامل ولا توجد مشکلة فی الطریق".
و فی معرض اجابته على سؤال بشان مزاعم الخلاف بین الشیعة والسنة قال الرئیس الایرانی متسائلا : "متى وجدت هذه الحالة؟ نعتقد ان الدین لا یکون الا عقیدة واحدة وان الدیانة الاسلامیة والمسیحیة والیهودیة اتت على اساس التوحید والعمل الصالح ولا تبتعد هذه الادیان عن بعضها البعض وان الله لم یقسم الشعوب.. الله یحب الانسانیة والبشریة جمعاء وخلق الانسانیة على اساس واحد واتى بالدین من اجل سعادة الانسان لا یوجد الا دیانة واحدة بنفس الدین کما اتى بها نبینا محمد ولکن کل دین وکل نبی بعث وارسل حسب الکفاءات البشریة لکل زمن و عصر ومکان".
واضاف: ان "فی الدین الحقیقی لا یکون ای فاصل بین ای دیانة او مذهب وعندها سوف نرى بان المسیحی والیهودی والمسلم یتکلمون بکلام واحد بما فیهم الکاثولیک والبروتیستانت الجمیع یتکلمون بلغة واحدة لانهم یبحثون عن السعادة الابدیة وان طریق السعادة هو طریق واحد".
وحول العلاقات الایرانیة الصینیة قال الرئیس احمدی نجاد: "لدینا علاقات متبادلة ووثیقة. نحن بلدان مهمان وکبیران وحقیقة لدینا ثقافة وحضارة منذ القدم ودائما کنا اصدقاء مع بعضنا البعض ولدینا الان وجهات نظر مشترکة فیما یتعلق بمختلف القضایا العالمیة ولکن القاسم المشترک هو على اساس السلام والاخوة و الصداقة".
وحول العلاقات ایران مع روسیا قال احمدی نجاد: "نحن بلدان متجاوران و البلدان المتجاوران دائما یکونان معا لانه لایمکننا بان نقوم بنقل الارض ولابد حقیقة ان نتعایش معا وان مصیرنا واحد ولدینا ایضا نقاط مشترکة کثیرة. ان هذه النقاط المشترکة لیست موجهة ضد ای احد بل هی لصالح الجمیع".
واضاف: "یجب علینا ان نستفید بشکل امثل من وجهات النظر والقواسم المشترکة وکان لدی حقیقة مباحثات جیدة مع المسؤولین الروس وآمل بان نبنی علاقاتنا على اساس التنمیة والاخاء والصداقة وخاصة بالنظر الى التطورات الاقتصادیة والسیاسیة العالمیة فی الوقت الراهن ولدینا طرق حل مشترکة لمختلف قضایا العالم وقررنا تکثیف لقاءاتنا وتواصل مشاوراتنا ونوسع رقعة هذه المشاورات وامل بان تتوسع رقعة علاقاتنا الثنائیة".
وردا على سوال حول الانتخابات المقبلة وماذا سیعمل بعد انتهاء الفترة الرئاسیة هذه قال الرئیس الایرانی، ان " الانتخابات فی بلدنا هی حرة والحرکة التی یختارها الشعب هی الحرکة المستهدفة والاصیلة ای خیار یختاره الشعب انا ایضا اقف بجانب هذا الشعب انا استاذ جامعی واحتفظت بصفتی کاستاذ وبعد ان انهی عملی کرئیس الجمهوریة سوف اذهب الى الجامعة و اقوم بعملیة التدریس کما اقوم به حالیا و قمت به سابقا".
وختم رئیس الجمهوریة القول: ان "المستقبل سیکون جیدا ووضاءً ومبشرا بالنسبة للعالم هناک مستقبل زاهر ینتظر البشریة جمعاء عندما البشر یفکرون عالمیا ویحب بعضهم بعضا ویعتنوا باهمیة العدالة والجمیع یشارک فی بناء المستقبل و لابد من وجود ادارة حکیمة عادلة تحکم ربوع العالم، نحن نحب البشریة بغض النظر عن اللون والعرق، نحبهم جمیعا، الجمیع لدینا سواسیة فی ای بقعة من بقاع العالم البشریة اینما وجدت هی محترمة وعندما نرى ان هناک تمیزا فی العالم فنحن نتألم ونامل بان یاتی ذلک الیوم الذی یزول فیه التمییز العنصری
ویحل السلام والصداقة والود محل النزاعات و الحروب والاصطدامات".
تاريخ النشر: ١٤ أغسطس ٢٠١١ - ٠٨:٣٣
ادلى الرئیس الایرانی محمود أحمدی نجاد بحدیث صحفی لشبکة RT "روسیا الیوم" تناول خلاله الأحداث التی تشهدها منطقتی الشرق الأوسط وشمال افریقیا اضافة الى الشأن الایرانی والملف النووی وغیره من المواضیع المهمة.