فی نهایة العام 2011 یطوی العراق صفحة 9 سنوات قاتمة من الاحتلال الامیرکی، لتستکمل الولایات المتحدة صفحات جدیدة من الاحتلال المبطن فی دول الخلیج الفارسی، وکالعادة بموافقة أمرائه وملوکه، فما هی الخطة "B” أو بدیل جیش الاحتلال الامیرکی عن القواعد العسکریة والاستخباراتیة بعد فشله فی تثبیتها فی العراق بعد الانسحاب ؟

أمیرکا تبحث تعزیز وجودها العسکری فی الخلیج بعد الانسحاب من العراق. هذا العنوان ظهر وسائل الإعلام العالمیة والعربیة بعد فشل واشنطن فی ضغوطها على الحکومة العراقیة من أجل إبقاء جزء من قواتها فی العراق بعد الانسحاب

وقد أصبحت الخطط، التی یجری نقاش حولها منذ أشهر، ملحّة بعد إعلان إدارة أوباما الشهر الحالی عن أن آخر الجنود الأمیرکیین سیعودون إلى أرض الوطن من العراق بنهایة دیسمبر (کانون الأول). وقد کان إنهاء الحرب التی استمرت ثمانیة أعوام تعهدا محوریا قطعه أوباما على نفسه خلال حملته الرئاسیة، ولکن یخشى دبلوماسیون وضباط فی الجیش الأمیرکی، بالإضافة إلى مسؤولین فی الکثیر من الدول فی المنطقة، من أن عملیة الانسحاب قد تخلِّف وراءها حالة من عدم الاستقرار أو ما هو أسوأ.

 وبعد فشل البنتاغون فی السماح بما یصل إلى 20.000 جندی أمیرکی بالبقاء فی العراق بعد 2011، بدأ حالیا یبحث عن خیار بدیل.

وتقوم الولایات المتحدة بدراسة إرسال المزید من السفن الحربیة التابعة للبحریة عبر المیاه الدولیة إلى المنطقة.

  وتبرر وتسعى الإدارة الأمیرکیة إلى توسیع علاقاتها العسکریة مع الدول الست الأعضاء فی مجلس التعاون الخلیجی وعینها منتبهة إلى التهدید القادم من إیران .

«عودة إلى المستقبل»، هو الوصف الذی استخدمه المیجور جنرال کارل هورست، رئیس هیئة أرکان القیادة المرکزیة، فی وصفه للتخطیط لوضع جدید بمنطقة الخلیج. وقال إن القیادة کانت ترکز على عملیات تعبئة أصغر ولکن ذات قدرات کبیرة وشراکات تدریبیة مع جیوش موجودة فی المنطقة.

وخلال اجتماعات مع عسکریین فی آسیا، أشار وزیر الدفاع لیون بانیتا إلى أن الولایات المتحدة لدیها 40.000 جندی فی المنطقة، أن الجزء الأکبر من هؤلاء یقدمون دعما لوجیستیا للقوات فی العراق.

وقال ضبّاط فی القیادة المرکزیة إن حقبة ما بعد العراق تفرض علیهم البحث عن وسائل أکثر فاعلیة لتعبئة قوات وتعظیم التعاون مع شرکاء فی المنطقة. وفی نفس الوقت یأمل ضباط توسیع علاقات أمنیة فی المنطقة. وقال الجنرال هورست إن المناورات التدریبیة تعد «إشارة على التزام بالوجود، وإشارة على التزام بتوفیر الموارد، وإشارة على التزام ببناء مقتدرات وقدرات مشترکة».

ویتضمن جزء آخر من تخطیط الإدارة مرحلة ما بعد العراق مجلس التعاون الخلیجی، ویسعى المجلس بصورة متزایدة إلى ممارسة نفوذ دبلوماسی وعسکری داخل المنطقة وما وراءها.

واقترحت الإدارة بناء تحالف أمنی متعدد الأطراف أقوى مع دول مجلس التعاون، ووضع بانیتا وکلینتون إطار ذلک فی اجتماع مشترک غیر عادی مع المجلس على هامش اجتماعات الأمم المتحدة فی نیویورک الشهر الماضی.

وقال مسؤول بارز فی الإدارة «لن یکون هناک کیان أشبه بالناتو غدا، ولکن تعتمد الفکرة على التحرک فی إطار جهد تکاملی».

 وما زالت إیران، مثلما کانت لأکثر من ثلاثة عقود، التهدید الأکثر إثارة للقلق أمام الکثیر من الدول، بالإضافة إلى العراق نفسه، حیث قامت بإعادة بناء علاقات اقتصادیة وثقافیة وسیاسیة، على الرغم من أنها قدمت دعما سریا لمتمردین من الشیعة قاتلوا القوات الأمیرکیة.

البدیل عن فشل الاحتلال الأمیرکی فی تحقیق أهدافه فی العراق هو تعزیز القوات الأمیرکیة فی القواعد العسکریة الأمیرکیة فی دول الخلیج الفارسی. بدیل یبقی حاضرا لاستمرار الهیمنة الأمیرکیة فی المنطقة ولمنع ریاح الثورات العربیة من العصف داخل الدول المحمیة .
30449