تاريخ النشر: ٢٧ يناير ٢٠١٢ - ١٦:٢١

أکد الخبیر فی الشؤون الإستراتیجیة محمد صادق الحسینی أن الخسارة الأهم والتی یرتعب منها الغرب الآن وتحدیدا الإتحاد الأوروبی الذی وقع فی فخ المحور الأمیرکی – الصهیونی، هو أن یتخذ مجلس الشورى الإسلامی الإیرانی قرارا بقطع النفط الایرانی عن أوروبا فورا مایؤدی الى إرباک الإقتصاد العالمی ویتسبب بمشکلة کبیرة فی الإتحاد الأوروبی والشرکات الأوروبیة.

 

وقال الحسینی فی حدیث خاص لقناة العالم الإخباریة مساء الخمیس، إن الغرب المتعالی والمتجبر لا یتعظ إلا بالقوة والتهدید، فعندما فرضت القوات المسلحة الإیرانیة فی مضیق هرمز جغرافیتها الدفاعیة الجدیدة یبدو أن الغرب إرتعب من هذه المعادلة، وبعث أوباما رسائله الثلاث الشهیرة الى القیادة الإیرانیة العلیا إعترف خلالها أن إیران قادرة فعلا على إغلاق مضیق هرمز، وأن المشکلة ممکن حلها بالحوار ومن حق إیران إمتلاک التقنیة النوویة.

وأکد الحسینی أن الأوروبیین هم المتضرر الأکبر من ممارسة الحظر النفطی على إیران وتحدیدا الدول الثلاث الرئیسة التی تستنجد الیوم دول أوروبا الکبرى لانقاذها من أزمتها وهی إسبانیا والیونان وإیطالیا.

وأشار الحسینی الى تصریحات شخص مسؤول فی إحدى مصافی النفط الإیطالیة والتی ذکر فیها بأن هناک 5 مصافی لتکریر النفط مخصصة للنفط الإیرانی ستغلق إذا ما تقرر فعلا تنفیذ الحظر، کما أن هناک 70 مصفى لتکریر النفط الإیرانی على المستوى الأوروبی ستغلق أیضا، وهذه کارثة إقتصادیة لم یتحدث الغرب عنها.

وتابع الخبیر الإیرانی فی الشؤون الإستراتیجیة محمد صادق الحسینی قائلا: وذکر المسؤول الإیطالی أیضا بأن الإیرانیین وجدوا أسواقهم البدیلة فی جنوب شرق آسیا، وأن زبائنهم هناک سیبیعونه لأوروبا بسعر أغلى، وهی خسارة ثانیة للأوروبیین.

وتابع: الخسارة الثالثة والأهم والتی یرتعب منها الغرب الآن وتحدیدا الإتحاد الأوروبی الذی وقع فی فخ محور واشنطن – تل أبیب، هی أن مجلس الشورى الإسلامی قد یتخذ قرارا خلال الأیام القادمة کما أعلن النائب المسؤول فی لجنة الطاقة فی إیران، بأن یقطع النفط فورا عن هذه الدول التی ترید أن تقرر الحظر إبتداء من تموز القادم، لتحظر البدائل المستحیلة کما یقول المسؤول الإیطالی، وهذه خسارة ثالثة لأنها تربک الإقتصاد العالمی وتحدث مشکلة کبیرة فی الإتحاد الأوروبی والشرکات الأوروبیة.

وعبر الحسینی عن إعتقاده بأن أوروبا بعد أن وقعت فی فخ صهیونی أمیرکی تحاول قدر الإمکان الخروج منه من خلال إستعجال المفاوضات مع ایران عبر مجموعة 5+1 فی إسطنبول کما تتمنى أشتون التی تتوسل هذا الحوار.

وقال الحسینی: یبدو أن الأمیرکیین یریدون لقاء بین ویلیام بیرنز معاون وزیر الخارجیة الأمیرکی وبین سعید جلیلی وهو ما لم تستجب له طهران بسهولة لأن لدیها الکثیر من الکلام فی هذه المفاوضات إذا جرت، لأن إیران لدیها الید العلیا فی هذه المفاوضات.

وأشار الحسینی الى أن القلق حول البرنامج النووی الإیرانی هو إختراع أمیرکی صهیونی بحت، قائلا إن أول تقریر فی زمن البرادعی صدر من الإستخبارات الأمیرکیة والصهیونیة، حیث أن أکثر من 4000 زیارة قام بها مفتشو الوکالة الدولیة للطاقة الذریة ووصلوا الى نتائج قاطعة بأنه لیس هناک أی إنحراف للنشاط النووی الإیرانی عن مساره السلمی.

وقال إن البرادعی إعترف أن الضغط الأمیرکی الصهیونی هو الذی أبقى هذا الملف موجودا فی الأمم المتحدة، وإن أول إجتماع دولی على مستوى المندوبین فی لندن بشأن البرنامج النووی الإیرانی رفع تقریرا الى مجلس الأمن الدولی لم یناقش تقریر البرادعی وإنما لجأ الى إستخدام البیانات التی تحاصر إیران وتمنع عنها المعلومات وتقاطعها وتفرض علیها الحظر.

وأکد الحسینی أن سیاسة العصا والجزرة یجب أن ینساها الأمیرکیون، مع الإیرانیین تحدیدا ومع دول المنطقة من الآن فصاعدا، قائلا إن المنطقة أصبحت کتلة قویة جدا، والزمن لیس زمن إملاءات أمیرکیة.

وقال الحسینی إن وزیر الدفاع الأمیرکی الذی یزور الدول الأوروبیة ویشجعها على الضغط على إیران، هو من أقر بأن لدیه بعض المعلومات عمن قتل العالم الإیرانی مصطفى أحمدی روشن.

وأضاف: هناک وثیقة کتبها ثلاثة من أعضاء الکونغرس الأمیرکی الى أوباما منهم رئیس لجنة الأمن الوطنی الداخلی فی الکونغرس الأمیرکی، یطالبون فیها بأن تستخدم الإدارة الأمیرکیة إجراءات لضرب منشآت إیرانیة وعملیات خفیة ذکیة ضد أشخاص إیرانیین یساعدون فی الملف النووی الإیرانی.