رأى وزیر الخارجیة الایرانی "علی أکبر صالحی " أن المنطقة متجهة إلى تهدئة وتسویة، ولیست هناک أرضیة للحرب، فالغرب یعرف أنه إذا دخل فی حرب، فإن النار التی ستشتعل ستحرق الأخضر والیابس" واصفاً سیاسة إیران تجاه قطر والسعودیّة بأنها سیاسة عصا موسى للصداقة، ولیست عصا فرعون للضرب على الرؤوس.

وفی مقابلة مع صحیفة "الأخبار" استغرب صالحی ذهاب جامعة الدول العربیة إلى مجلس الأمن طلباً لعقوبات على سوریا قائلاً "إن القرار السابق کان یقتضی ذهاب مراقبین إلى سوریا للاطلاع على الوضع، وهو ما حصل".

وأضاف "زار المراقبون سوریا، حیث عملوا لأکثر من شهر وقدموا تقریراً متوازناً، کان من المفترض أن یواصلوا هذه المهمة، نحن فی حال من الاستغراب والتعجب والحیرة، لم نفهم لماذا أوقفت جامعة الدول العربیة عمل المراقبین، الذین کانوا موفقین فی تأدیة مهمتهم، وتوجهت إلى مجلس الأمن الدولی".


وأشار صالحی الى أن "هناک نوعاً من الإبهام فی طریقة التعامل مع سوریا، منذ البدایة، کان الموقف الرسمی لإیران أن على الحکومة السوریة أن تلبی مطالب الشعب السوری لناحیة تجدید الدستور وإجراء انتخابات، وهم وعدوا بأنهم سیقومون بذلک وهم یفون بوعدهم، صدرت قوانین إصلاحیة، وفی شباط المقبل هناک استفتاء على الدستور".

من ناحیة أخرى، قال صالحی "نحن دائماً على اتصال وتشاور مع الإخوان فی ترکیا، لدینا أحسن العلاقات مع هذا البلد، وأنا خلال السنة الماضیة زرت أنقرة نحو ثمانی مرات، وآراؤنا مع ترکیا حول کثیر من القضایا والشؤون التی تحدث على مستوى العالم والمنطقة تقریباً تشابه بعضها البعض، إلا أننا نختلف فی بعض الأمور، ولا بأس فی الاختلاف، وطریقتنا فی التعامل مع هذا الاختلاف هی فی زیادة التشاور فی ما بیننا من أجل إزالته"، مضیفاً "بالنسبة الى سوریا، لدى إخواننا الأتراک رأیهم الخاص، یریدون الإصلاحات أن تحدث بسرعة، لا ببطء، وقلنا لهم إنه ما دام الرئیس بشار الأسد وعد بإجراء الإصلاحات، واتخذ خطوات ملموسة فی هذا الاتجاه، أعطوه فرصة لأن التسریع فی هذه الأمور یمکن أن یعطی نتائج سلبیة".

ورداً على سؤال حول ما اذا کان الوقت لم یحن بعد لکی ترفع إیران العصا فی وجه قطر والسعودیة، أکد صالحی أن "العصا التی نرفعها هی عصا الأخوة والصداقة والتضامن، هذه هی العصا التی نمتلکها، عصانا تشبه عصا موسى، لا عصا فرعون"، وأضاف "لذلک لا نرفع عصا لنضرب على رؤوس الآخرین کما فعل فرعون، نحن أصحاب منطق، وأصحاب عقلانیة، ونطلب من إخواننا السعودیین والآخرین أن یساعدوا على حفظ الأمن والاستقرار فی المنطقة، والاستقرار والأمن فی سوریا، السعودیة وسوریا کانتا تتمتعان بعلاقات جیدة جداً، ونحن نستغرب کیف أن هذه العلاقات المتینة تحولت صدفة إلى نوع من التباعد.

فی سیاق متصل، قال صالحی "لقد أعلنا منذ الیوم الأول أن الحکومة السوریة هی التی ساعدت المقاومة، وأن سوریا هی بلد المقاومة، وهی أقوى حلقة فی سلسلة محور المقاومة فی المنطقة، هذه من أهم صفات سوریا، حکومة وشعباً، وعلى الأمة العربیة أن تهتم بهذه الصفة"، مشیراً الى أن "حکومة دمشق هی الوحیدة التی بقیت تواجه إسرائیل وتدعم المقاومة، ولهذا ترون هذه الهجمة على سوریا، ولهذا أیضاً إیران وقفت منذ الیوم الأول فی موقف الدفاع عن الحکومة السوریة والشعب السوری.

ولفت صالحی أن "ایران فی حال من التشاور الدائم مع الأصدقاء الروس والأتراک ومع إخواننا فی العراق، وعلى اتصال مع کثیر من البلدان، وبینهم وزراء خارجیة دول عربیة لا أرید تسمیتها، للتباحث فی کثیر من الأمور، مؤکدا "الحقائق تتضح أکثر فأکثر، وبات هناک یقظة حیال ما یجری من تحولات وفهم لجذورها على نحو موضوعی، وهذا یهیئ الأرضیة للتقارب".

وحول الحظر الغربی على الجمهوریة الإسلامیة فی إیران قال صالحی "نحن لا نقبل الحصار والحظر الاقتصادی وما إلى ذلک من عقوبات، الغرب یسیر باتجاه خطأ بالنسبة إلى إیران، لطالما أعلنت فی تصریحاتی أن الغرب یحاول أن یدخل فی نوع من التعامل مع إیران، سیجعلها تغیر نمط تعاملها معه بما یتناسب وسلوکه هذا"، مضیفاً "أن الغرب مع الأسف یتوهم أنه إذا ما واصل ضغوطه على إیران وشدد الطوق علیها فهی ستستسلم، إیران بلد حضاری لدیه تاریخ عریق وخبرة فی مواجهة هذه الإجراءات، وإن شاء الله سنخرج من هذه الضغوط سالمین آمنین".

وفیما یخص مضیق هرمز قال صالحی "نحن لا نتحدث عن إغلاق المضیق، بالعکس، مضیق هرمز مهم بالنسبة إلینا وإلى دول الجوار والعالم کله، وإیران قبل أی بلد ثانٍ مهتمة بحمایة الأمن والاستقرار فی الخلیج الفارسی ومضیق هرمز، لکن هذا الأمن یجب أن یکون جماعیاً، لافتاً الى أنه من غیر المقبول أن دولاً من خارج المنطقة هی التی تحدّد هویة المستفید من الأمن فی هذا المضیق، أنا أنصح إخواننا فی المنطقة بأن نتعاضد ونتعاون بعضنا مع بعض للحفاظ على الاستقرار والأمن فی الخلیج الفارسی .