تاريخ النشر: ١٢ يونيو ٢٠١٢ - ١٥:٣٥

خبراونلاین – عقد الاجتماع الثانی عشر لقمة منظمة تعاون شنغهای یومی الاربعاء والخمیس الموافق 6 و7 یونیو/حزیران 2012 فی العاصمة الصینیة بکین.

 

مهدی سنائی

ان مبدأ منظمة تعاون شنغهای وعقد اجتماعها فی هذه المرحلة الزمنیة له جوانب مختلفة دولیة واقلیمیة ذات اهمیة بالغة سیتم تسلیط الضوء علیها فیما یلی. هذا الاجتماع عقد بمشارکة زعماء 6 بلدان اعضاء رئیسیین وزعماء اربعة بلدان لها صفة المراقب واهم ما تمخض عنه الاجتماع هو اللقاءات التی عقدت بین رؤساء جمهوریة روسیا، الصین وایران والتی استقطبت الکثیر من الاهتمام.
ان عقد اجتماع منظمة تعاون شنغهای فی هذه المرحلة الزمنیة وعقب عقد اجتماعات کامب دیفید وشیکاغو یعتبر من قبل وجهة نظر العالم بمثابة ایجاد کتلة شرقیة تطالب بصوت عال بتشکیل عالم متعدد الاقطاب، وخلق بنیة اقتصادیة وسیاسیة عادلة ورفع مستوى دور الامم المتحدة فی تسویة وحل القضایا الدولیة.
ان المشارکة المتزامنة لرؤساء جمهوریة ایران، الصین وروسیا فی اعمال هذا الاجتماع الذین یتمتعون بمواقف مماثلة، فیما یخص التطورات التی تشهدها الساحة السوریة هی من ضمن الامور التی شدت انتباه المحللین واستحوذت على اهتمامهم.
فایران تعتبر وبوضوح ان الجزء الاکبر من الاضطرابات الراهنة فی سوریا یعود الى التدخل الخارجی واظهرت بشکل جید ارادتها فی دعم حلیفها الاقلیمی. اما روسیا وبالرغم من الضغوط التی تمارسها امیرکا والاتحاد الاوروبی فقد اعلنت معارضتها الشدیدة للتدخل العسکری فی سوریا، حتى انها عارضت التدخل الخارجی فی هذا البلد وقامت الى جانب الصین باستخدام حق النقض الفیتو ضد قرارین ضد سوریا.
ومن المتوقع الاعلان وفی اطار البیان الختامی للاجتماع وفی شکل بیان للدول الثلاث عن نبذ کافة اشکال التدخل الاجنبی وعوامل ایجاد التوتر فی سوریا.

ویحظى هذا الموضوع باهمیة بالغة ایضا مع الاخذ بعین الاعتبار تولی الصین مؤخرا للرئاسة الدوریة لمجلس الامن الدولی. ونرى ان موضوع عدم تطبیع واشنطن فیما یخص نظام الدرع الصاروخیة والمواقف المنسقة للدول الغربیة ضد سوریا وتصعید انشطة الولایات المتحدة فی المحیط الهادی کلها امور تتطلب مواکبة وتعاونا اکبر من قبل الصین وروسیا.
ان اجتماع قمة منظمة شنغهای یمکن ایضا ان یؤثر على صعید خفض بعض مصادر القلق فی المنطقة. مکافحة الارهاب، منع تهریب المخدرات، التعاون الاقلیمی وضمان السلام والاستقرار فی المنطقة هی من ضمن اهداف هذه المنظمة ، وفی الوقت الراهن نرى ان القوات المعروفة باسم قوات "الائتلاف" تعمل على التخطیط لخروج الجزء الاکبر من قواتها من افغانستان حتى نهایة 2014. من هنا یتطلب خروج قوات الناتو من افغانستان اتخاذ تدابیر اکبر والقاء مسؤولیات اکثر على عاتق بلدان المنطقة.
ورأینا فی هذا المجال طرح روسیا لموضوع عضویة افغانستان کعضو مراقب فی هذه المنظمة.
الامر الجدیر بالاهتمام الآخر الذی یتعلق بهذا الاجتماع هو استضافة روسیا لمباحثات ایران و1+5 فی موسکو خلال الایام المقبلة.
ففی الوقت الذی اسفرت فیه مباحثات بغداد بین ایران و1+5 عن شفافیة مواقف الجانبین للجمیع، من المتوقع من مباحثات موسکو التوصل الى نتائج ملموسة بعیدا عن الاجواء المثارة اعلامیا.
ان تحدید موسکو لعقد هذه المباحثات یلقی بمسؤولیة کبیرة على عاتق الجهاز الدبلوماسی الروسی وحتى على الرئیس فلادیمیر بوتین شخصیا ونظرا للموقف المختلف کلیا لروسیا والصین عن کافة اعضاء 1+5 فیما یخص ملف ایران النووی، یحظى اجتماع رؤساء جمهوریة الصین، ایران وروسیا باهمیة بالغة فیما یخص التنسیق على هذا الصعید.

الامر الآخر هو ان هذا الاجتماع اسهم فی لقاء رئیس الجمهوریة الایرانی برؤساء کبرى بلدان المنطقة وتبادل وجهات النظر معهم. فروسیا والصین وباعتبارهما شریکا ایران الرئیسیین فی المنطقة یمکنهما بحث العلاقات المتطورة مع ایران فی هذا الوقت الذی اتاحته الفرصة لهما.
کما ان الهند وباکستان لهما عدة مواضیع رئیسیة وهامة فی علاقتهما مع ایران مثل بیع النفط وانشاء خط انابیب نقل الغاز. فیما یعتبر لقاء زعماء آسیا الوسطى اعادة للنظر فی العلاقات مع هذه البلدان التی تعتبر من اولویات السیاسة الخارجیة لایران.
لا شک ان رئیس الجمهوریة الایرانیة وجد خلال هذا الاجتماع فرصة مناسبة لبحث وتسویة القضایا الهامة لدیه الى جانب تعزیز دور ایران الاقلیمی وتسویة القضایا ذات الاهتمام المشترک بین بلدان المنطقة.
*استاذ العلاقات الدولیة فی جامعة طهران، مدیر مؤسسة دراسات ایران واوراسیا

30449