خبراونلاین – کتبت صحیفة کیهان فی مقالتها الافتتاحیة تحت عنوان "عندما یتفق الغرب یهزم" تقول:

 

*فی الوقت الذی یمکن فیه وضع حد مشخص استنادا لمقررات معاهدة ان بی تی یحدد الاستخدام السلمی من الاستخدام العسکری لبرنامج نووی، لماذا یتنصل الغرب من ایجاد اتفاق واضح یستند الى القوانین الدولیة ومقررات الوکالة؟ هل ان ادراک الغرب یختلف عن ادراکنا لظاهر القضیة؟ وفی الاساس هل ان ظاهر القضیة هو التحدی النووی؟ من المهم ان ندرک ماهیة انطباع الغرب – خاصة مثلث الاستکبار امیرکا، بریطانیا والصهیونیة الدولیة التی تسیطر على اوروبا المنفعلة- حول هذا التحدی لنقوم بدورنا بتحدیث انطباعنا.

* ان اتفاق الغرب مع ایران استنادا الى القواعد القانونیة، معناه بالتحدید هو هزیمة الغرب. من وجهة نظر مستکبری الغرب، لا وجود لاتفاق فوز – فوز مع ایران فیما یخص التحدی النووی، وان التوصل لتفاهم یعترف بشرعیة حقوق ایران یعتبر من وجهة نظر الغربیین الهزیمة بعین ذاتها. ای ان الاعتراف بالحقوق الشرعیة لایران وعقب 9 سنوات من التهدید والترهیب ، یعتبر تأییدا لقضیة باتت الیوم تشهد انتشارا واسعا على المستوى العالمی وهی ان ایران قوة عظمى جدیدة ومختلفة لها خطاب حواری نافذ لا یتسم بالترهیب والتخویف. ای بمعنى ان التحدی النووی اکثر من انه ذو صبغة موضوعیة هو مؤشر دقیق على مسار واتجاه القوة العالمیة الذی یعکس "تغییر الموازنة" والانتقال الجغرافی للقوى. فی الحقیقة ان التحدی النووی یسیر فی مضمون انتقال القوة من الغرب الى الشرق مثلما نرى الیوم نقلة فی قطب القوة فی الشرق الاوسط من الکتلة المعتمدة على الغرب والتابعة له الى کتلة المقاومة والصحوة الاسلامیة.

* مع هذا الادراک، یعتبر تراجع الغرب امام ایران والاعتراف رسمیا بحقوقها عقب 9 سنوات من العداء الضغین، لیس مجرد فشلا مؤقتا بل هو رسالة استراتیجیة للشعوب المسلمة من جهة وللشعوب المستضعفة من جهة اخرى مفادها هو ان نهایة مطاف مقاومة المستکبرین هی النصر. انهم یعلمون جیدا ان ایران استطاعت من خلال کسب کافة القدرات ان تکون نوویة – وبعبارة للصهاینة انها حتی استطاعت الدخول فی منطقة آمنة لا سبیل للعودة فیها – لکنهم یعتقدون ان مجرد قبول هذه الحقیقة، ستکون تداعیاتها مسلسلا من المصائب والهزائم الاخرى التی ستصیب الغرب لان قدرة عظیمة من الجرأة والشجاعة تعتبر بمثابة تخصیب لروح الشعوب الحرة. لقد اضاع الغرب الطریق وادرک مدى ابعاد واهمیة ابعاد هذه النقطة. فمجرد معرفة ان ایران وعقب 9 سنین من الضغوط السیاسیة والاقتصادیة والتشویه والاغتیالات و... لیست الیوم فقط صامدة وتعتمد على نفسها فحسب بل انها ماضیة  قدما ، وهذا یعتبر اقوى مؤشر ودلیل على انتصار ایران.
30349