أکد مساعد وزیر الخارجیة الایرانیة للشؤون العربیة والافریقیة حسین امیر عبد اللهیان، أن عملیة إختطاف الزوار الإیرانیین فی اطراف دمشق، هی عملیة تم التخطیط لها مسبقا، نافیا مزاعم المتمردین السوریین بأن المخطوفین ینتمون لقوات الحرس الثوری الإیرانی.

 

 

وفی تصریح خاص له مع قناة العالم الخباریة الیوم الأحد، أوضح عبد اللهیان ان مؤسسة الحج والزیارة الایرانیة کانت قد اوقفت ارسال الزائرین الى سوریا بعد تدهور الاوضاع الامنیة فی دمشق من قبل الجماعات المسلحة، لکنها باشرت بإرسال الزائرین لمرقد السیدة زینب (سلام الله علیها) بعد سیطرة القوات السوریة على الأوضاع فی العاصمة، مشیرا إلى أن الحافلة التی کانت تقل الزوار المختطفین دخلت الاراضی السوریة بتنسیق وتنظیم من قبل مؤسسة الحج والزیارة فی إیران.

واضاف عبد اللهیان ان عملیة الإختطاف تم التخطیط لها مسبقا من قبل بعض الجهات التی تسعى إلى خطف الاتباع والزوار الایرانیین، وذلک بهدف عرقلة جهود الشعب الایرانی فی حمایته للشعب السوری، مشیرا إلى أن هذه الجهات خطفت فی السابق مجموعتان تتشکل من 10 و11 زائر ایرانی.

ونفى مساعد وزیر الخارجیة الإیرانی بشدة مزاعم المتمردیین السوریین وبعض الجهات الإعلامیة حول إنتماء المختطفیین للحرس الثوری الإیرانی، مؤکدا ان الزوار المختطفیین کانوا عازمین لزیارة بمناسبة ذکرى میلاد المام الحسن المجتبى علیه السلام.

صالحی یدعو نظیره الترکی والقطری للمساعدة فی الافراج عن الزوار

وحول المساعی التی تبذلها طهران للافراج عن المختطفین الایرانیین أشار عبد اللهیان إلى أن وزیر الخارجیة الایرانی علی أکبر صالحی خلال إتصال هاتفی أجراه اللیلة الماضیة مع نظیریه الترکی والقطری، دعا أنقرة والدوحة لبذل کل جهودها للمساعدة فی أفراج الإیرانیین المختطفین.

وأکد ان مساعی الوزارة الخارجیة الإیرانیة مستمرة للافراج عن الزوار المختطفین، کاشفا بأنها حصلت على معلومات مؤملة حول مکان المختطفین، واضاف ان الطرق السیاسیة مستمرة لتحریح الزوار من ایادی الارهابیین.  

موسکو طهران تؤکدان ضرورة إجراء خطة کوفی انان

 واشار عبداللهیان إلى محادثاته التی أجراها امس فی موسکو مع مساعد وزیر الخارجیة الروسی، موضحا أن موسکو وطهران تعتبران ان الوضع فی سوریا "معقد لکنه یتجه نحو حل الأزمة الراهنة"، مضیفا ان الجانبان تطرقا ایضا فی المحادثات إلى دعم بعض الجهات الاقلیمیة للجماعات المسلحة فی سوریا وما ترتکب هذه الجماعات من أعمال ارهابیة فی هذا البلد.

وأفاد عبداللهیان بان الجانبان أکدا فی هذا اللقاء أن الحل الوحید للازمة السوریة هی خطة کوفی انان ذات النقاط الست، ولایمکن حلها عبر الطرق العسکریة، معربا عن اسفه لإستعفاء انان عن سمته مبعوثا دولیا لسوریا، ودعا الجهات الدولیة التی تحترم حقوق الانسان أن تطالب من انان الرجوع عن هذا القرار وأن یتم مأموریته فی سوریا حتى نجاح خطته بالکامل.

إیران تقف إلى جانب برنامج الاصلاحات وموقف دمشق الداعم للمقاومة

وأفاد عبد اللهیان بان برنامج الاصلاحات الشاملة التی طرحها الرئیس السوری بشار الاسد تلبیة لمطالب الشعب السوری، وموقف الحکومة السوریة الداعم للمقاومة ضد أطماع الکیان الصهیونی فی المنطقة، أدى إلى ان تقف إیران إلى جانب سوریا حکومة وشعبا وهی تفتخر بهذا الموقف.

وجدد عبد اللهیان إستعداد بلاده للوساطة بین المعارضة والحکومة السوریة لإجراء حوار سیاسی شامل بعیدا عن العنف، موضحا ان طهران هی على إتصال مع بعض جهات المعارضة التی تدعو للطرق السلمیة والسیاسیة لحل الازمة فی سوریا، وأکد ان إیران لاتعتبر الجماعات المسلحة هی جزء من المعارضة السوریة لانها حالت دون تحقیق الاصلاحات التی دعا الیها الشعب السوری عبر ممارساتها للعنف فی البلاد.

وحول ما إذا کان لایران برنامج لمقابلة الجهات التی تسعى إلى إنهیار الحکومة السوریة، أکد عبد اللهیان أن ایران إذا أحست بخطر ما یهدد الامن والإستقرار فی المنطقة فانها ستتخذ الخطوات اللازمة لتلک التهدیدات، علما بانها تتمتع بقدرات خاصة لمواجهة ای تهدید من قبل الاعداء.

 واستبعد عبد اللهیان ان یکون هناک تدخل عسکری من قبل القوات الاجنبیة فی سوریا کما کان فی لیبیا، مشیرا إلى ان المعلومات تشیر بأن سوریا تتمتع بقدرات عسکریة قویة تغنیها عن مساعدة ای جهة دولیة حالما واجهت بخطر عسکری من قبل الغرب او جهات آخرى.

الهجوم على سوریا یاتی ضمن أهداف الغرب لتغییر خارطة الشرق الاوسط

واشار عبد اللهیان الى ان بعض الجهات الخارجیة وخصوصا الولایات المتاحدة الامیرکیة والکیان الاسرائیلی یسعون لتغییر الخارطة السیاسیة فی الشرق الاوسط عبر الهجوم العسکری على سوریا وإستهداف خط المقاومة فیها.

دعم الجماعات المسلحة وتأثیرها على دول الجوار السوری

وأشار مساعد وزیر الخارجیة الایرانی فی هذا اللقاء الى عودة تنظیم القاعدة والهجمات الارهابیة فی العراق، مؤکدا ان تدهور الوضع الامنیة فی دولة ما یؤثر سلبا على باقی دول الجوار لها.

وحذر عبد اللهیان بعض الجهات والدول فی المنطقة التی تسهل دخول الجماعات الارهابیة إلى سوریا من تدهور الوضع الامنیة فی المنطقة برمتها وخصوصا دول الجوار السوری کترکیا والعراق ولبنان والاردن، مشیرا إلى أنه أعرب عن قلله من هذا الموضوع خلال لقاء له مع مساعد وزیر الخارجیة الترکی فی طهران.

القمة الاسلامیة الاستثنائیة بالریاض والمشارکة الایرانیة

وحول مشارکة إیران فی القمة الاسلامیة الاستثنائیة المقرر عقدها فی الریاض، أکد مساعد وزیر الخارجیة للشؤون العربیة والافریقیة أن إیران تستقبل أی طرح یساهم فی تحکیم الوحدة الاسلامیة فی العالم وخصوصا القدرات السعودیة فی هذا المجال.

واضاف عبد اللهیان أن الملک السعودی دعا الرئیس أحمدی نجاد بصورة رسمیة للمشارکة فی هذه القمة، مشیرا إلى أنه لم یتخذ ای قرار إلى هذه اللحظة حول المستوى الذی ستشارک فیه ایران فی القمة.

الثورة البحرینیة...

واشار عبد اللهیان إلى قمع الاحتجاجات السلمیة فی البحرین من قبل القوات المنیة وإستخدمها الرصاص الحی الذی أدى إلى سقوط العدید من الشهداء، موضحا ان الضغوط الدولیة أدت إلى الحد من هذا القمع لکن إستخدام الغازات السامة ضد المحتجیین مازال مستمر ویوقع العدیدی من الضحایا بین قتیل وجریح فی صفوف المواطنیین البحرینیین.

 واضاف عبد اللهیان ان القوات البحرینی باشرت فی الآونة الاخیرة بإستخدام الغازات الکیماویة التی منحتها لها الحکومة الامیرکیة ضد المحتجیین، داعیا سلطات المنامنة الى عدم إستخدام هذا السلاح وإحترام القوانیین والمقررات الدولیة.

الحکومة اللیبیة مکلفة بحمایة الاتباع الایرانیین المتواجدین على اراضیها

وردا على سؤال بشأن موقف الخارجیة الایرانیة إزاء إختطاف 7 من موظفیین من جمعیة الهلال الاحمر الایرانی فی لیبیا، حمل عبد اللهیان الحکومة اللیبیة مسؤولیة حمایت الاتباع الایرانیة فی هذا البلد، مؤکدا ان الاعراف الدبلوماسیة تحمل حمایة جمیع اعضاء جمعیة الهلال الاحمر الذین یمارسون عملهم الانسانی لحمایة الشعب اللیبی فی هذا البلد، على عاتق السلطات اللیبیة.

واشار إلى ان رئیس المجلس الانتقالی اللیبی مصطفى عبد الجلیل کلف الوزارة الداخلیة اللیبیة لمتابعة هذا الموضوع، موضحا ان آخر الانباء التی وصلت الینا تشیر إلى ان المختطفین سیتم الافراج عنهم فی القریب العاجل.