بذلت الاستخبارات الإسرائیلیة قصارى جهدها لمنع انتشار معلومات کشفتها قناة تلفزیونیة أسترالیة بشأن "السجین أکس"، الذی عثر علیه مشنوقا فی زنزانة خاضعة لمراقبة مشددة.

 

وکتب الصحافی تریفور بورمان الذی کشف المسألة على الموقع الإلکترونی لقناة "إیه بی سی" یوم 15 فبرایر/شباط"أبلغتنی مصادری بأن الموساد وجهاز الأمن الداخلی الإسرائیلی (شین بت) استنفرا" لمنع انتشار المعلومات، مضیفا  "قال لهم مخبروهم إن وسائل الإعلام الإسرائیلیة الکبرى ستطبق حتما، رغما عنها، التعتیم الکامل المفروض على القضیة، والمهمة الرئیسیة للمراقبین تقضی بسحب النصوص المنشورة فی المدونات والتی تتضمن رابطا إلى خبرنا". وأکد أن "الأمر لم یجر على هذا النحو".

وکشفت قناة إیه بی سی یوم الثلاثاء هویة السجین الذی عثر علیه مشنوقا فی زنزانة خاضعة لمراقبة مشددة فی سجن أیالون قرب الرملة جنوب تل أبیب فی دیسمبر 2010، موضحة أنه أسترالی یهودی یدعى بن زیجر (34 عاما) وجنده الموساد وفق القناة الأسترالیة. ویثیر الغموض الذی یکتنف ملابسات مقتل من أطلقت علیه وسائل الإعلام الإسرائیلیة اسم "السید أکس" بسبب الرقابة المفروضة على ملفه، الکثیر من التعلیقات منذ الثلاثاء وجدلا إعلامیا وسیاسیا کبیرا فی إسرائیل.

وقال بورمان إن الموساد کان على علم بأن القضیة ستخرج إلى العلن، لأن القناة الأسترالیة أعلنت ذلک قبل أسبوع. وتابع بورمان أن رؤساء تحریر ومالکی أبرز وسائل الإعلام تم استدعاؤهم بعد ساعة على نشر التقریر على إیه بی سی، بناء على أوامر من رئیس الوزراء بنیامین نتانیاهو. وأضاف أن "الاجتماع ترأسه رئیس الموساد تامیر باردو بحضور مسؤول الرقابة". واستطرد القول "رئیس الموساد حث وسائل الإعلام على عدم نقل معلومات برنامج (فورین کورسیبوندانت) الذی بثته القناة الأسترالیة (إیه بی سی)"، مؤکداً أنها "ستسبب مشاکل لأجهزة الأمن".

وقال أحد رؤساء التحریر الذی شارک فی الاجتماع لبورمان إن الحاضرین عارضوا رئیس الموساد. وتابع بورمان "اشتکوا من أن الرقابة تعرقل منذ زمن طویل حسن سیر الصحافةـ وأنه من الضروری مراجعة (القواعد) لأخذ التغیرات فی وسائل الإعلام فی الاعتبار". وأضاف أن "أحد رؤساء التحریر اتهم رئیس الموساد بأنه یعتبر الإسرائیلیین أغبیاء".

وقال بورمان إنه اتصل منذ الثلاثاء بحوالی ثلاثین صحافیا قالوا جمیعا إن القضیة "أبرزت سنوات من الامتعاض حول الطریقة التی تقوم بها الأجهزة السریة بطمس أی معلومات تعتبر حساسة". وبحسب صحیفة سیدنی مورنینغ هیرالد، فإن أجهزة الاستخبارات الإسرائیلیة تعتقد أن زیجر کان على وشک کشف معلومات بشأن عملیات وممارسات للموساد، خصوصا عبر اللجوء إلى تزویر جوازات سفر أسترالیة.

وقال وارن رید العمیل السابق فی الاستخبارات الإسرائیلیة إن إسرائیل کانت تخشى أن یکون زیجر على علم بأمر یمکن أن یسبب لها متاعب. وقال العمیل السابق لقناة إیه بی سی یوم الجمعة إنه "لو کشف (زیجر) هذه المعلومات لأحد ینتمی إلى أجهزة استخبارات معادیة، عدوة لإسرائیل، لکان ألحق الضرر بالأمن القومی لإسرائیل لیس بشکل آنی، ولکن على مدى خمسة أو عشرة أعوام أو 15 عاما".

المصدر: وکالات