أکد قائد الثورة الإسلامیة فی إیران آیة الله خامنئی أن تدخل القوى الأجنبیة فی سوریا أو أی بلد آخر لایحمل أی معنى سوى تأجیج نیران الحرب والنزاع؛ ویعمق من سخط الشعوب علیها.

 

ووصف آیة الله السید خامنئی، فی کلمة ألقاها خلال استقباله الیوم الأربعاء الرئیس الإیرانی حسن روحانی وأعضاء الحکومة، أن المنطقة باتت کمستودع للبارود ولا یمکن التکهن بالمستقبل، واصفاً التدخلات الأجنبیة فی المنطقة بأنها ستعمل کشرارة تضرب على هذا المخزون الممتلئ بالبارود.
ووصف قائد الثورة الإسلامیة التدخلات الأمیرکیة والتهدیدات التی تطلقها على سوریا بأنها تعد کارثة تحل على المنطقة بالتأکید، مشدداً على أن: الأمیرکیین أصیبوا بالأضرار الجسیمة جراء تدخلاتهم فی العراق وأفغانستان وفی هذه المرة سیلحق بهم الضرر بالتأکید أیضا.
واعتبر أن المنطقة تعیش أوضاعاً حساسة ومتأزمة، وقال إن "إیران لاترغب مطلقاً بالتدخل فی الشؤون الداخلیة لمصر، إلا أن ارتکاب المجازر وإطلاق الرصاص على الناس العادیین ممن لایحمل السلاح یعتبر عملاً مداناً أیاً کان فاعله".
وأضاف أن الهدف ینبغی أن یتمثل بالعودة إلى الدیمقراطیة وأصوات المواطنین، لافتاً إلى أنه: بعد فترة طویلة من سیادة الاستکبار والاستبداد، نال الشعب المصری على السیادة بفضل الصحوة الإسلامیة ولاینبغی أن تتوقف هذه العملیة أو تعود إلى الوراء.
واستطرد قائلاً: إن المطلوب تضافر الجهود للحیلولة دون اندلاع حرب داخلیة فی مصر حیث أن الحرب الداخلیة فی هذا البلد تعد کارثة بکل المقاییس للعالم الإسلامی والمنطقة بأسرها.
واعتبر قائد الثورة الإسلامیة أن الرئیس حسن روحانی "هو الرئیس المنشود والموثوق به وصاحب تاریخ ثوری لامع."
وتطرق سماحة آیة الله العظمی السید علی الخامنئی إلى المؤشرات المهمة للحکومة المنشودة بما فیها السلامة العقائدیة والأخلاقیة وإسداء الخدمة للشعب والعدالة والسلامة الاقتصادیة ومکافحة الفساد والتقید بالعقلانیة والاعتماد على الظروف الداخلیة للبلاد لیؤکد أنه یجب جعل الاقتصاد والعلم فی الأولویة والعمل على احتواء التضخم وتوفیر الاحتیاجات الأساسیة للناس وإنعاش الإنتاج وإیجاد تحرک واستقرار فی المجال الاقتصادی وتعزیز أمل الشعب بالمستقبل.
وقال سماحته إن وجود الرئیس روحانی بماضیه الثوری والنضالی اللامع وموقفه الجید والصحیح خلال العقود الثلاثة الأخیرة یعد بلاشک من مواقع قوة الحکومة الجدیدة.
وشرح سماحته فی أول استقبال له لأعضاء الحکومة الحادیة عشرة المؤشرات المهمة للحکومة الإسلامیة المرجوة فاعتبر أن السلامة العقائدیة والأخلاقیة تعد من المؤشرات البارزة للحکومة الإسلامیة المنشودة وقال إن هذه المعتقدات والنظرة الصحیحة إلى حقائق المجتمع تؤدی إلى سلامة أداء الحکومة.
ورأى سماحته أن إسداء الخدمة للناس یعد المؤشر الثانی الذی یجب أن تتحلی به الحکومة الإسلامیة المنشودة وقال إن أی قضیة لا یجب أن تمنع المسؤولین من تقدیم الخدمة للشعب.
واعتبر القائد أن العدالة تعد من المؤشرات الأخرى فی هذا الخصوص وقال: إننا وکما أکدنا نسعى لتحقیق التقدم أو بالتعبیر السائد التنمیة لکن هذا التقدم یجب أن یکون مترافقاً مع العدالة وإلا فإن المجتمع سیصاب کالدول الغربیة بالانشقاق والتمییز والاستیاء.
وقال سماحته إن السلامة الاقتصادیة تشکل المؤشر الرابع معتبراً أن الفساد یعد آفة ویجب التصدی للفساد والمحسوبیة والرشوة والإسراف.
وأوضح أن التقید بالقانون یشکل مؤشراً مهمة للحکومة المرجوة وقال إن القانون هو السکة التی تسیر علیها الحکومة وإن خرجت الحکومة عنها فإن البلاد والشعب سیتضرران. داعیاً المسؤولین إلى العمل من أجل مأسسة الالتزام بالقانون.
ورأى القائد أن الحکمة والعقلانیة تشکل المؤشر الآخر فی هذا المجال داعیاً الحکومة إلى الإفادة من الطاقات الجیدة للخبراء المحلیین فی کافه المیادین.
وشدد على أهمیة التعویل على الطاقات الداخلیة للبلاد باعتباره مؤشراً آخر للاستعانة به فی معالجة المشاکل. وأضاف أن: هذا لا یعنی عدم الإفادة من الطاقات الخارجیة بل إن النقطة الرئیسیة تکمن فی أنه لا یجب عقد الأمل على الخارج والتعویل علیه.
وأشار سماحته إلى جبهة أعداء الثورة وقال: الحقیقة أنه لا یمکن توقع الصداقة والحمیمیة من جبهة الخصم.
وقال قائد الثورة الإسلامیة فی جانب آخر أن القضایا الاقتصادیة والتطور العلمی یشکلان الأولویتین الرئیسیتین للبلاد ویجب إیلاء الاهتمام بهما من قبل السلطة التنفیذیة والسلطات الأخرى.
وأشار إلى الحرکة العلمیة المتسارعة التی بدأت قبل عشرة أعوام وقال إن هذه الحرکة العلمیة المتسارعة لا یجب أن تتوقف إطلاقا.
ورأى القائد أن مفتاح حل القضایا الاقتصادیة للبلاد یتمثل فی الاعتماد على العلم وقال إن الاعتماد على التطور العلمی والشرکات العلمیة المحور فی المجال الاقتصادی سیکون أکثر فائدة من بیع النفط والخامات.