أکد الرئیس السوری بشار الأسد أن بلاده أصبحت الآن فی "مرحلة الصراع مع القاعدة وتفرعاتها المختلفة، وما یسمى داعش وجبهة النصرة وغیرها".

 

وفی حدیث شامل مع قناة المیادین أضاف الأسد أن "سوریة فی حالة حرب دائمة فی مواجهة الإرهاب، وهی لم تکن یوماً مع الإرهاب"، وأن بلاده مستهدفة بسبب سیاستها الخارجیة، مذکراً ان سوریة طرحت موضوع التحالف لمکافحة الإرهاب فی ثمانینیات القرن الماضی، وأن أحداً لم یهتم بهذا المصطلح فی ذلک الوقت.

الأسد وجه اتهامه أیضاً إلى "بعض الدول الأوروبیة وبعض الدول العربیة والإقلیمیة" بالمساهمة فی مجیء القاعدة إلى سوریة، فی بعض الحالات عن قصد، وفی بعض الحالات عن غیر قصد".

ووصف الرئیس السوری من یبحث عن الوفاء لدى الإدارات الأمیرکیة بالواهم"، مذکراً بتخلیهم عن "شاه إیران وبرویز مشرف وبعض الدول العربیة".

وأضاف الأسد أنه "لا شک بأن الولایات المتحدة دولة عظمى وتؤثّر فی مسار الأحداث فی العالم، فإذا کنت قادراً على خلق علاقة تخدم مصالحک فهذا الشیء جید، ولا یجوز أن نتردّد به بغض النظر عن الاختلافات، ولکن من الخطیر أن تبنی معهم علاقة تعمل من أجل مصالحهم فقط، لأنهم سیطلبون منک أن تعمل من أجلها ضد مصالحک، وهذا شیء مرفوض بالنسبة لنا".

ورأى الرئیس السوری أنه "فی المرحلة التی سبقت الأزمة فی سوریة وتحدیداً قبل الأزمة بحوالى شهرین أی فی کانون الثانی/ ینایر وشباط/ فبرایر 2011 کان هناک تحریض شبه یومی فی کل وسائل الإعلام من أجل القیام بمظاهرات"، معتبراً أن الأزمة ابتدأت من الخارج، وأن التحریض ابتدأ من الخارج ولم یبدأ من الداخل"، مستدلاً على ذلک "بعدم الاستجابة الداخلیة فی البدایة".

وحول المعارضة السوریة بشقیها الداخلی والخارجی، قال الأسد إنه "من الطبیعی أن یکون هناک تیارات مختلفة ومتناقضة أحیاناً، ولکن المعارضة هی مفهوم سیاسی، المعارضة هی بنیة سیاسیة لها قاعدة شعبیة ولها برنامج سیاسی واضح، هی بنیة داخلیة، لیست مرتزقة من الخارج ولا تأخذ أوامرها من الخارج، برامجها لیست من الخارج، لا تقبل بالتدخل الخارجی ولا تحمل السلاح، لا یمکن أن تکون معارضة سیاسیة وتحمل السلاح، بمجرد أن حُمل السلاح تحوّلت التسمیة إلى تمرّد أو إرهاب ولیست معارضة".

المطالب والتهدیدات الأمیرکیة عشیة غزو العراق: "هکذا حدثنی باول"

وقال الرئیس السوری إن "الولایات المتحدة الأمیرکیة حاولت کثیراً أن تقنع سوریة بأن تکون جزءاً من الحملة على العراق، قبل قمة شرم الشیخ التی انعقدت فی بدایة شهر آذار/ مارس فی عام 2003، ومن خلال مجیء المسؤولیین الأمریکیین إلى سوریة، کانت هناک محاولات ترهیب وترغیب - على الأقل بالحد الأدنى -  من أجل أن نصمت. طبعاً فی قمة شرم الشیخ کان موقفنا واضحاً ومعلناً وکان ربما الصوت الأعلى فی رفض الحرب، لأننا رأینا بأن قمة شرم الشیخ کانت قمة التسویق لحرب العراق، أو للغزو الأمریکی للعراق، فکان لا بدّ من أن تدفع سوریة الثمن، وکانت زیارة کولن باول المشهورة فی ذلک الوقت بعد 3 أسابیع من غزو العراق وکان العالم فی ذلک الوقت من دون استثناء قد انبطح أمام ما اعتقدوا بأنه النصر الأمریکی".

وأضاف "بدأوا بتقدیم فروض الطاعة والولاء، فأتى کولن باول فی ذلک الوقت وکان مزهوّاً بنفسه ویتحدّث عن کیف دخلت القوات الأمیرکیة خلال أسابیع إلى بغداد.

وأوضح الأسد ردا على سؤال المیادین أنه بهذا الأسلوب کان باول یحدثه حرفیاً، ویلمّح إلى أن الکونغرس الأمیرکی یحضّر لقانون آخر لمحاسبة سوریة، أکثر شدّة وقسوة من القانون السابق، مؤکداً أن اللهجة کانت تنطوی على تحذیر وتهدید، وأشار إلى أن باول خاطبه بالقول حینذاک "لم یبق لکم صدیق أو أمل سوى أنا وزیارتی... وهی الزیارة الأخیرة، ومبنیّة على عدة مطالب... وهی بشکل أساسی إخراج الفصائل الفلسطینیة أو قیاداتها حماس والجهاد الإسلامی والجبهة الشعبیة، خارج سوریة إلى أی مکان تختاره القیادة السوریة".

وفصّل الأسد المطالب الأمیرکیة وهی أولاً ألا یتم استقبال القیادات السیاسیة والعسکریة العراقیة السابقة، والنقطة الثانیة هی أن تخرج القوات المقاومة الفلسطینیة وتحدیداً حماس والجهاد الإسلامی والقیادة العامة، وثالثاً عدم التعاون مع حزب الله وعدم تمریر السلاح له وقطع العلاقات معه، قطع العلاقات تماماً معه.

أما النقطة الرابعة التی کشفها لأول مرة فهی تتلخص بعدم السماح بدخول الکفاءات العلمیة العراقیة إلى سوریة، واعتبر أن ما جرى لاحقا من عملیات تصفیة ومقتل مئات العلماء العراقیین، کان عملیة تجهیل حقیقیة، وهو ما کان مطلوباً لتدمیر العراق حقیقة.

وفی ما یتعلق بموضوع اتهام النظام السوری بمسؤولیته عن تنامی الجماعات الإرهابیة والتکفیریة ومساعدتها من أجل الدخول إلى العراق علق الأسد: "هذا الکلام یعنی أو یحمل فی طیاته بأن سوریة کانت تستخدم الإرهابیین کورقة تضعها فی الجیب لکی تستخدمه فی مکان ما لهدف ما، نحن قلنا بشکل واضح فی أکثر من مناسبة بأن الإرهاب لا یُستخدم کورقة، وأنا أشبّه الإرهاب دائماً بالعقرب، إذا وضعته فی جیبک، فعندما یصل إلى الجلد سوف یقوم بلدغک مباشرة.. نحن دائماً ضد الإرهاب وکان هذا أحد نقاط الخلاف بیننا وبین العراقیین، ولکن لا یمکن ضبط الحدود، الیوم مثلاً هناک إرهاب یأتی عبر الحدود العراقیة بشکل مکثّف، ولکن سوریة لا تتّهم الحکومة العراقیة".

البعض عاد من الجیش الحر واستشهد مع الجیش السوری

الرئیس الأسد أکد أن دمشق مستعدة لمحاورة أی جهة من المعارضة شرط ابتعادها عن الإرتباط بالخارج وحمل السلاح.

وحول الفترة الزمنیة التی بدأ فیها إدخال السلاح إلى سوریة، رأى الأسد أن "السلاح موجود من قبل على خلفیة غزو العراق، وربما موجود قبل ذلک، أما استخدامه فی الأزمة فتم من الأیام الأولى لأنه سقط شهداء من الشرطة ومن الأمن منذ الأیام الأولى"، وتساءل "کیف یسقط شهداء من خلال المظاهرات؟".

وذکّر الرئیس السوری  بإعلان "الإخوان المسلمین فی أکثر من تصریح لمسؤولین تحدثوا بشکل واضح کیف جلبوا السلاح قبل الأزمة إلى سوریة وکیف ساهموا فی هذا الموضوع.. هذا کلامهم هم."

وأضاف الرئیس الأسد ان "قطر کانت تدعم علناً هذه المجموعات (المعارضة المسلحة).. قطر تکفّلت بهذا الموضوع فی بدایاته حتى مرور سنتین أو أقل بقلیل حتى دخلت السعودیة على الخط، ولکن کانت قطر بالدرجة الأولى وترکیا بالدرجة الثانیة.. قطر بالتمویل وترکیا بالدعم اللوجستی".

وحول دور الأردن، أکد الأسد أن "الأردن ممر.. فی المراحل الأولى الأردن کان بعیداً، لکنه دخل على الخط مؤخراً منذ أقل من عام".

واعتبر الرئیس السوری أن "القسم الأکبر من المعارضة الخارجیة هم الإخوان المسلمون،" وأضاف "الإخوان المسلمون بالعرف السوری والقانون السوری وبمفاهیمنا هی مجموعة إرهابیة"، متهماً جماعة الإخوان بأنها "أکثر إرهاباً من قبل". وأضاف إن الإخوان المسلمین "یسیرون من إرهاب إلى إرهاب أشدّ".

ورأى الأسد أن الإخوان أثبتوا "فی أکثر من مفصل بأنهم مجموعة انتهازیة تعتمد على النفاق ولیس على الدین.. وتستخدم الدین من أجل مکاسب سیاسیة.. وثبت هذا الشیء فی مصر مؤخراً ویثبت فی سوریة کل یوم".

وأکد الأسد أن دمشق مستعدة لأن تحاور "أی جهة بشرط أن تبتعد عن السلاح، وتبتعد عن الإرهاب، وأن تبتعد عن دعوة الأجانب للتدخل فی سوریة عسکریاً أو سیاسیاً أو بأی شکل من الأشکال".
 
وحول "الجیش الحر" ومدى استعداد دمشق لمحاورته والقبول بعودة عناصرة إلى الجیش، أکد الرئیس السوری استعداده للقبول بذلک، مضیفاً "هؤلاء فارّون، الانشقاق هی قضیة أکبر، الانشقاق هو جزء مرتبط بالمؤسسات ولیس هروب شخص. هروب شخص لوحده لا یُسمّى انشقاقاً، ولکن لو أردنا أن نستخدم هذا المصطلح تجاوزاً لا یوجد مشکلة. نقول کل هؤلاء الذین هربوا لأسباب مختلفة.. فمنهم من فرّ بسبب الخوف، ومنهم من فرّ تحت التهدید المباشر له أو لعائلته، ومنهم من فرّ عن قناعة. جزء کبیر من هؤلاء - لا أرید أن أبالغ - لکن جزءاً لا بأس به قرر العودة أیضاً لأسباب مختلفة لسنا فی صدد شرحها الآن، فکنا مرحبین بهذا الشیء، البعض منهم عاد إلى عمله فی کنف الدولة، البعض من هؤلاء الذین تتحدث عنهم یقاتل مع الجیش وسقط منهم شهداء خلال الأشهر الأخیرة".

لا یوجد مانع لترشحی للانتخابات الرئاسیة عام 2014

الرئیس السوری نفى وجود أی مانع لترشحه للانتخابات الرئاسیة عام 2014. وفی معرض حدیثه عن زیارات المبعوث الأممی والعربی الاخضر الابراهیمی لدمشق قال إن الأخیر، وفی ثالث زیارة له فی نهایة عام 2012، حاول أن یقنعه بعدم الترشح وکان جواب الأسد واضحاً بأن "الموضوع سوری غیر قابل للنقاش مع أی شخص غیر سوری".

الرئیس السوری أمل فی "أن یأتی الابراهیمی هذه المرة ویعرف تماماً کیف یتم التعامل مع سوریة، ویعرف تماماً حدود المهام المکلّف بها".

وفی رده على سؤال حول معنى قرار الجامعة العربیة فی أن تکون سوریة خارجها قال الأسد: "هذا یتوقف على کیف ننظر إلى جامعة الدول العربیة، هل هی المکان الذی تُعمَّد فیه کعربی؟ هی لیست کذلک، هی جامعة دول، هل هذه الدول تمثل العروبة فی سیاستها أو تصرفاتها، الحقیقة أنها کانت منظمة تهدف لتجمیع الجهود العربیة.. وعلى الأقل منذ أیام کامب دیفید تحوّلت هذه الجامعة إلى جامعة لتسویق السیاسات الغربیة تدریجیاً، أما مؤخراً، وفی العقد الأخیر فتحوّلت إلى جامعة لتسویق الحروب على العرب." وأضاف أن عودة سوریة إلى الجامعة العربیة "هو قرار شعبی (...) ووجود سوریة فی الجامعة أو عدم وجودها لا یعنی أن تکون سوریة منتمیة للعروبة أو غیر منتمیة، هذا موضوع آخر. جامعة الدول العربیة لم تعبّر فی یوم من الأیام عن العروبة، إلا ربما أیام عبد الناصر." 

الأسد اتهم السعودیة بقیادتها ومنظومتها مجتمعة تحارب سوریة وبأنها "دولة تنفّذ سیاسات الولایات المتحدة بکل أمانة (...) وتقوم بشکل علنی بدعم المجموعات الإرهابیة فی سوریة، وإمدادها بالمال، وإمدادها بالسلاح، وطبعاً دعمها سیاسیاً وإعلامیاً".

وعن إمکانیة عودة العلاقات بین البلدین قال الرئیس السوری: "القضیة قضیة مؤسسات ومصالح شعوب وإذا أردنا أن نسأل أنفسنا هذا السؤال: هل تعود أو لا تعود، فالجواب: هل هناک مصلحة أم لا یوجد مصلحة فی هذا الشیء". وسئل الرئیس الأسد عما إذا کانت القیادة السوریة معنیة بالسعودیة أو بالأمیرکیین وبالأطراف الأخرى صاحبة القول الفصل فی ما یتعلق بسوریة، فأجاب: "إذا کان علیک أن تفاوض أو أن تبحث مع طرف، فلتبحث عن المدیر، مدیر العملیة أو قائد العملیة، ولا تتفاوض مع منفّذین".

وعن اتهام السعودیة لسوریة بالتناقض فی سیاساتها لاسیما لجهة قمع الشعب السوری ودعم إیران والتدخل فی الشأن اللبنانی ودعم حزب الله، قال الأسد: "لا یحق للمملکة أو الدول المشابهة أن تتحدث بکل هذه النقاط، أولاً فی الشأن الداخلی، فهذه الدول من أکثر الدول تخلفاً من ناحیة الإصلاح السیاسی على مستوى العالم، على مستوى العالم قاطبة.. هم من أکثر الدول تخلفاً فی هذا المجال وأقل مواطنین لدیهم حقوق هم مواطنو تلک الدول وخاصة السعودیة التی تأتی فی مقدمة هذه الدول، القمع، الاستعباد، وغیرها من الأمور، لایعرفون الدیمقراطیة، لا یعرفون ماذا تعنی انتخابات، لم یساهم المواطن فی تلک الدول بوضع دستور یحدّد ما هو شکل الحکم الذی یریده، فلا یحق لهم أن یتحدثوا فی هذا الموضوع.. أما العلاقة مع إیران، إذا کانوا یغضبون من سوریة لأنها تفتح العلاقات مع إیران وتطورها وتمتنها وتعمّقها، لماذا یهرولون للمسک بید الرئیس الإیرانی فی مناسبة وبدعوته للحج فی مناسبة أخرى.. أنت تغضب من سوریة بسبب إیران وتقوم بالهرولة من أجل فتح علاقات مع إیران. هذا هو النفاق، هذا غیر مقبول ولیس له وزن بالنسبة لنا.

وعن حزب الله والمقاومة اعتبر الأسد أن حزب الله یقوم بالدفاع عن المقاومة وهذا واجب، "المقاومة لیست فقط باتجاه العدو، المقاومة هی أن تحمی المقاومة بکافة الاتجاهات عندما تتعرض المقاومة لأی عدوان.. والعدوان على سوریة کان عدواناً على نهج سوریة، ماذا تعنی الدولة السوریة بالنسبة لهم؟ تعنی النهج، النهج السیاسی للدولة السوریة.. فهذا النهج هو نهج مقاوم سواء کانت سوریة أو إیران أو المقاومة.. المقاومات الصادقة فی المنطقة، هذا یعنی بأن هذه الأطراف کلها معنیة بالدفاع عن بعضها البعض لأن المستهدف هو النهج.. فضرب أی طرف من هذه الأطراف یؤدی إلى ضرب الأطراف الأخرى.. فی هذا الاتجاه تستطیع أن تفهم الدور الذی یقوم به حزب الله فی سوریة، وفی هذا الإطار تستطیع أن تفهم الدور الإیرانی الداعم لسوریة".

وفی ما یتعلق بقضیة الوزیر اللبنانی السابق میشال سماحة المتهم بالإعداد لتفجیرات فی لبنان بإیعاز سوری، سئل الأسد عن انتظار الرئیس اللبنانی میشال سلیمان اتصالاً منذ عام من نظیره السوری فی هذا الشأن فقال الاسد: "ونحن ننتظر منه دلیلاً على تورّط سوریة فی قضیة میشال سماحة التی اتُّهمتْ بها سوریة زوراً".

نحن أکثر دولة دفعنا ثمناً من أجل حماس ومن أجل المقاومة

وحول إمکانیة فتح مقاومة فی الجولان رأى الأسد أن "المقاومات فی أی مکان من العالم لا تُعلن ولا تُقررَّ، وهی لیست قراراً حکومیاً، ولیست إنتاج دولة، بل هی إنتاج شعبی". وقال: "على جبهة الجولان هناک جیش سوری مهمته تحریر الأرض والدفاع عن هذه الأرض، لذلک لم تکن هناک ظروف موضوعیة وشروط موضوعیة لنشوء مقاومة فی سوریة، ولم تنشأ مقاومة ومنعتها الدولة وقمعتها (...) أما فی الدول الأخرى کلبنان وفلسطین فلم یکن هناک فی وقت من الأوقات دولة تقوم بهذا الواجب".

وقال الرئیس السوری إنه عندما طُرح موضوع المقاومة فی الجولان على خلفیة الاعتداءات الإسرائیلیة الأخیرة "کان انطلاقاً من هذه العوامل، والجیش السوری الآن متفرّغ لمقاومة الإرهابیین فی الداخل بالدرجة الأولى".واعتبر الأسد انه "عندما تتوفر الظروف الموضوعیة للمقاومة سوف تنشأ رغماً عن الدولة.
 
وحول العلاقة مع حرکة حماس، أکد الأسد أن بدایة تدهور العلاقة بین الجانبین "یتعلق ببدایة الأزمة فی سوریة عندما شبّه القرضاوی تدخّل الجیش لحمایة المدنیین فی درعا بحصار غزة"، وأضاف "نحن أکثر دولة دفعنا ثمناً من أجل حماس ومن أجل المقاومة بشکل عام بما فیها موقفنا من حصار غزة، کان موقف سوریة یکاد یتقدم على موقف حماس بالنسبة  للعدوان الإسرائیلی على غزة فی القمة التی عُقدت فی قطر فی بدایة عام 2009"، مشیراً إلى "لوم السوریین لحماس لأنها صمتت لمجرّد أن القرضاوی هو شیخ الاخوان المسلمین، نحن اعتبرنا بأن هذا فیه تخلٍ عن واجب معنوی ووفاء تجاه سوریة (...) هذه کانت بدایة تدهور العلاقة".
 
وعن المراجعات التقویمیة فی الآونة الأخیرة من قبل قادة حماس قال الأسد "لا یکفی أن نأخذ المواقف کما هی بشکل منعزل عن توقیتها.. ما هو السرّ فی توقیت هذه المواقف؟ لماذا لم تُعلَن قبل أشهر؟ هناک من یربطها بسقوط مرسی.. هذا شیء سیّء.. هذا یدلّ على انتهازیة.. لا یدلّ على مصداقیة.. هذا یذکرّنی بموقف الإخوان المسلمین السوریین الذین أعلنوا فی العام 2009 الهدنة مع الدولة السوریة على خلفیة موقفها من غزة.. أی أنهم یکافؤننا على ذلک الموقف!! لماذا لم یعلنوا نفس الموقف على خلفیة موقفنا من العدوان على لبنان عام 2006.. نفس العدو ونفس المبدأ.. المقاومة وکل شیء کان متشابهاً.. هذا یعنی بأنهم وقفوا مع الجماعة.. لم یقفوا مع مبدأ المقاومة.. إن لم یحدَّد سبب التوقیت لا نستطیع أن نعتبر بأن هذه المواقف هی مواقف صادقة".