تاريخ النشر: ١١ نوفمبر ٢٠١٣ - ١٧:١١

محمد صادق الحسینی

 انتهت ثلاثة ایام من العمل الدیبلوماسی الاحترافی الشاق لفریقنا الوطنی النووی المفاوض مع ممثلی الدول الکبرى مفضیة الى ما کنا توقعناه .

حزم وصرامة فی موقف فریقنا المفاوض الذی مثل ثوابت الشهداء ومن ینتظر من ابناء الامة وقیادتها الحازمة والراسخة رسوخ الجبال !
وعناد ومکابرة من الاشقیاء وناهبی ثروات الامم والشعوب والطامعین بالمزید منها !

وخسران وانکسار وفشل وهوان وذلة لمن اراد اللعب على الحبال وخداع الرأی العام بسراب یبیعه للامة باسم الدین او الثورة او الوطنیة !
لا وقف لبرنامج ایران النووی ولو بمقدار لحظة زمنیة واحدة !
ولا تراجع عن ای انجاز فی مجال التخصیب النووی بکل مقادیره ودرجاته واحجامه !

ولا تعطیل او تأجیل او ارجاء او تخفیض لای من انواع واشکال او مستویات النشاط النووی باجهزة الطرد المرکزی کانت ام بالماء الخفیف او الثقیل !
وبالعربی الفصیح لا تخفیض لعدد اجهزة الطرد المرکزی، ولا تخفیض لنسبة التخصیب، ولا تحویل لکمیة الیورانیوم المخصب الى ای شکل من اشکال الاکسدة، ولا تصدیرها لای خارج کان، ولا اغلاق لای منشأة من منشآت النشاط النووی !

احدث کل هذا ارباکا واضحا لدى مجموعة الخمسه زائد واحد وجعلها تتصارع فیما بینها !
على الجانب الاخر من الروایه جنون بقر لدى الکیان الصهیونی !
واضطراب وتخبط لدى الادارة الامریکیة !

وحیرة وضیاع بوصلة واهتزاز صورة لدى بعض من کان یفترض بهم ان یکونوا جزءا من معرکة الامة لکنهم فضلوا قلب الصورة فقرروا التحالف مع العدو ‘جکارة’ ضد جارتهم ایران !
انها الفرصة الذهبیة التی کانت ولا تزال تعرضها طهران امام اللاعبین الکبار للخروج من ازمتهم التی یعیشونها منذ عقد من الزمان معها بسبب ربط عیون احصنتهم بالعین الاسرائیلیة !
ورغم بقاء جدار انعدام الثقة المرتفع بیننا وبین واشنطن، فان طهران لا زالت تنتظر لاغتنام فرصة قد لا تطول مدتها !

نحن من جهتنا کجهات اهلیة او مدنیة او رأی عام مراقب لما یجری من مناقشات على مستوى الاقلیم الاسلامی العربی المشرقی مع الغرب المکابر لکنه المنکسر والمهزومة جنده على بوابات عواصمنا کنا ولا نزال غیر متفائلین بای صفقة او تسویة عادلة یمکن ان تخرج من جعبة الذئب الامریکی الجریح !

ونعتقد جازمین بان امامنا ونحن نفاوض هذا الذئب الجریح ومن موقع القوة، المزید من امکانیات تحقیق الانجاز تلو الانجاز والدفع بهذا الخصم المعاند والمکابر الى محطات جدیدة من التنازل والانکسار والهزائم على شاکلة ما حصل له مع اسوار دمشق المحصنة بالممانعة وبیروت المدججة بالمقاومة وطهران المسلحة بالصبر الاستراتیجی والمرونة الثوریة البطولیة !
فی هذه الاثناء نثق بفریقنا الدیبلوماسی المفاوض مع الغرب حول الملف النووی نعم ! ونثق بانه لن یفرط بثوابتنا الوطنیة والدینیة والثوریة نعم ایضا !

ونقف الى جانبه وندعمه فی معرکة التفاوض الحامیة الوطیس تماما کما فی کل المعارک التی یخوضها الشعب الایرانی وحکومته موحدین بوجه الغرب الاستعماری الطامع بثرواتنا ومقدراتنا والطامع کذلک بامکانیة تمزیقنا وتفتیتنا وشق صفوفنا نعم ایضا وایضا !

لکنه والى جانب ذلک لابد للعالم کله ان یعرف ایضا باننا شعب وحکومة وفریق دیبلوماسی مفاوض موحدین تحت رایة قیادة علیا واحدة فی رؤیتنا الى مقولات الحوار والمفاوضات وامکانیة ابرام ای شکل من اشکال التفاهمات او التوافقات او التسویات !

هذا الکلام مطلوب ان یفهمه کل من فکر او بصدد التفکیر فی التدثر بعباءة الرئیس روحانی او تقمص بعض مقولات الانفتاح او الوسطیة او الاعتدال لغایة فی نفس یعقوب کما سبق وحاولوا مرارا فی زمن الرئیس الاسبق محمد خاتمی وافتضحوا شر فضیحة وخسروا الرهان !

انهم المرجفون فی المدینة انفسهم ممن لم یؤمنوا یوما بارادة الشعب او نزلوا من قطار الثورة متعبین ومنهکین فارادوا النیل من الثوار القابضین على دینهم کالقابض على الجمر او ممن تسللوا فی لحظة ‘استراحة محارب ‘ فظنوا ان المدینة لا سور لها ولا حارس ولا مرصد ثاقب !

ابدا لسنا قلقین من تشعب او اتساع دائرة المفاوضات، ولا مترددین فی منح الفرصة لمن قرر الاذعان بفشله ویرید البحث عن تسویة مشرفه تحفظ له بعض ماء وجهه لکنها مشروطة بضمان حقوقنا الوطنیة والثوریة والدینیة الثابتة والمشروعة البتة !
ونحن واعوان کل الوعی ومتیقظون کل الیقظة ایضا لاسالیب خداع العدو وتوزعه الادوار فیما بین اعضاء فریقه ظنا منه ان بامکانه النفوذ الى داخل صفوفنا لاحداث ثغرة داخل جدارنا الفولاذی الصلب!

وعلیه لا ابتسامته المخادعة تغرینا ولا صلافته او مکابرته وعناده یخیفنا !
نعرف کذلک بان الذعر الذی یدب فی صفوف العدو الاسرائیلی یمکن ان یدفعه الى حماقة تضییع الفرصة على اسیاده، وان اسیاده قد یدخلون فی حرب اعلامیة تضلیلیلة مع الرأی العام العالمی فی محاولة للهروب الى الامام والقاء اللوم علینا بالقول مثلا باننا لم نقدم جدید فیما هم جاءوا الى منتصف الطریق !

لکن بامکاننا ان نکشف زیفهم من جدید تماما کما فعلنا من قبل فی زمن لاریجانی وجلیلی ومن هو قبلهما او بینهما ممن فاوضهم على نفس ارضیة محمد جواد ظریف وکیف کانوا یخدعون العالم بالکذب على الناس ویصورون انفسهم بانهم المفاوضون والمحاورون ونحن المتصلبون والمعاندون ! کذبا صریحا هو ما روجوا له طوال عقد من الزمان والیوم یعاودون تکراره !
فرغم اننا لم نبدل ولم نغیر، وما ظریف بالنسبة لنا الا لاریجانی او ‘جلیلی معدل’ کما هو الکلاشنکوف المعدل !

الا ان العالم الیوم لم یعد یغفر لهم تضییع فرصة قالواهم قبل غیرهم بانها جاءت الیهم بفضل انتخاب الشعب الایرانی لروحانی وانها دعمت بانتخاب روحانی لظریف ! فماذا یقولون الیوم بعد ان فشلوا فی الاتفاق معنا على تسویة ربیبتهم وصفتها بصفقة القرن، ونحن قبلنا بها ‘اتفاق اطار’ یمکن ان یخرج العالم من خداع عیون اسرائیل الزائغه ؟ !

فهل ثمة من یدق الجرس فی الغرب وینبه الرای العام هناک بان الزمن لم یعد زمنا اسرائیلیا بعد انکسار تل ابیب وسیدها الامریکی على بوابات فارس الاسلامیه الفولاذیة وبلاد الشام العربیة الممانعه؟!

القدس العربی