قال وزیر الخارجیة السوری ولید المعلم فی کلمته بالجلسة الافتتاحیة لمؤتمر جنیف 2 حول الازمة السوریة، یؤسف سوریا ان یجلس فی المؤتمر من تلطخت ایدیهم بدماء السوریین، مضیفا: الوهابیة تصدّر وحوشا على هیئة بشر الى سوریا.


 

وأضاف المعلم: لقد انکشف الوجه الحقیقی لمن اراد زعزعة سوریا عبر البترودولار، فالفکر الوهابی البغیض مشترى بالدولار ومصدر الى سوریا، بعض الدول تغرق فی الجاهلیة والتخلف وحاولت ان تعطینا دروسا فی الدیمقراطیة، ان سوریا تتشبث بعروبتها لا مثل بعض العرب الذین تخلوا عنها.

واعتبر وزیر الخارجیة السوری أن "الجیران فی الازمة السوریة کانوا کالسکاکین فی الجسد السوری"، متسائلا "کیف یمکن للاجنبی ان یحقق تطلعات الشعب السوری!".

وتابع: کیف یمکن للإرهابی شیشانی أو سعودی أو ترکی أن یحقق مطالب الشعب السوری، فی سوریا یذبح الرجال امام اطفالهم تحت مسمى الثورة.

وأوضح: تحت مسمى الثورة السوریة العظیمة تفجر المؤسسات ویقتل المواطنون وتنبش القبور وتستباح النساء، باسم الثورة تقطع الرؤوس ویحرق الناس بجرائم سیدینها التاریخ، تقصف الجوامع وتقطع الرؤوس فی سوریا ولا یدخل ذلک تحت یافطة السامیة.

وذکر المعلم بمجزرة عدرا التی ارتکبها المسلحون وقال: "نعم أیها السادة ومعظمکم هنا آباء لأطفال.. تخیلوا أی شعور ذاک الذی یدفع بأب أن یقتل عائلته بیدیه لحمایتهم من وحوش على هیئة بشر تدعی أنها تقاتل من أجل الحریة.. هذا ما حصل فی عدرا.. عدرا التی لم یسمع معظمکم عنها.. دخل الغرباء إلیها فقتلوا ونهبوا وشنقوا وذبحوا واغتصبوا وحرقوا الناس أحیاء.. لم تسمعوا عنها شیئا لکنکم سمعتم بالتأکید عن غیرها من الأماکن التی فعلوا فیها نفس ما فعلوه فی عدرا ووجهوا أصابع اتهامهم الملطخة بدماء الأبریاء باتجاه الدولة والجیش السوری.. وعندما لم تعد تنطلی هذه الکذبة الساذجة على أحد توقفوا عن ذکر أی شیء..

وقال: لم أقف یوما موقفا أصعب من هذا فعلى عاتق وفد سوریا آمال بلدنا، حانت الیوم لحظة الحقیقة التی لا ارید لها ان تضیع بشکل ممنهج.

حکومة اردوغان فرشت ارضها للارهابیین لدخول سوری

واعتبر المعلم أن "کل الذی حصل ما کان لیحصل لو لا حکومة اردوغان التی احتضنت الارهابیین"، مضیفا: حکومة اردوغان فرشت ارضها للارهابیین لدخول سوریا.

وأشار الى أن "بعض الجیران اشعل النیران فی سوریا وجلب الارهابیین من 83 جنسیة للقتال فی سوریا دون ان یستنکر احد ذلک"، منوها الى أن "من لا یتعلم من التاریخ سیخسرالحاضر، ومؤکدا أن "سوریا ستقوم بکل ما یلزم للدفاع عن نفسها وبالطریقة التی تراها مناسبة، لأنها بلد سید مستقل".

وقال المعلم "اعداء سوریا باتوا یجتمعون ویقلقون علیها!!، إن کنتم تشعرون فعلا بالقلق على الوضع الانسانی والمعیشی فی سوریة فارفعوا أیدیکم عنا.. أوقفوا ضخ السلاح ودعم الإرهابیین .. ارفعوا العقوبات والحصار عن الشعب السوری وعودوا الى العقل وسیاسة المنطق.. عندها نطمئنکم أننا سنکون بخیر کما کنا دون قلقکم وخشیتکم الشدیدة علینا".

وأضاف: صمد الشعب السوری فتحرکت العقوبات ضد قوته وخبزه وحلیب أطفاله لیجوع ویمرض ویموت تحت نیر هذه العقوبات.. وبالتوازی تم حرق ونهب المصانع ومعامل الغذاء والدواء والمستشفیات والمستوصفات وتخریب السکک الحدیدیة واستهداف الخطوط الاساسیة للکهرباء حتى دور العبادة مسیحیة کانت او اسلامیة لم تنج من ارهابهم.. وعندما فشلوا فی کل ذلک لوحت أمریکا بعدوانها على سوریة وفبرکوا مع من تتقاطع مصالحهم معهم من الغرب والعرب حکایة استعمال السلاح الکیمیائی التی لم تقنع شعوبهم قبل أن تقنعنا.. ذلک أن دول الدیمقراطیة والحریة وحقوق الإنسان لا تتکلم للأسف إلا لغة الدم والحرب والاستعمار والهیمنة.. فالدیمقراطیة تفرض بالنار والحریة بالطیران وحقوق الإنسان بقتل الإنسان... فقد اعتادت أنها الآمر الناهی فی العالم.. ما تریده یتحقق وما لا تریده لن یکون.. ونسیت أو تناست أن من فجر نفسه فی نیویورک هو نفسه من فجر نفسه فی سوریا.. فالفکر واحد والمصدر واحد.

وأما "أصدقاء سوریا" فأربعة من هؤلاء الأصدقاء ملکیات استبدادیة قمعیة لا تعلم شیئا عن المدنیة والدیمقراطیة.. والبعض الآخر کانوا مستعمرین لسوریة نهبوها وقسموها من أکثر من مئة عام والآن اصبح هؤلاء مع غیرهم یعقدون المؤتمرات لتوطید صداقتهم بالشعب السوری علنا ویحاصرونه ویفرضون علیه العقوبات ویدعمون الارهاب فی سوریة سرا.. ویرفعون الصوت خشیة وقلقا على الوضع الانسانی السیئء والمعاناة المعیشیة للسوریین" اعتادت امریکا ان تکون الامر الناهی فی العالم والجمیع ینقاد لها، لوحت امیرکا بعداونها على سوریا بذریعة السلاح الکیمیاوی، بعض الذین یجلسون فی القاعة من السوریین باعوا بلدهم وتعاونوا مع الاسرائیلیین.

وتابع: من یرید ان یتحدث باسم الشعب السوری یجب ان لا یکون خائنا، الذین یریدون ان یتحدثوا باسم الشعب السوری فلیأتی ویعیش فی سوریا لا فی فنادق مدفوعة الثمن من "اسرائیل"، من یرید التحدث باسم الشعب السوری فلیصمد تحت الارهاب لمدة ثلاث سنوات.

وتساءل: ماذا فعلتم للسوریین یا من تتحدثون باسم الشعب السوری، سمحنا لدخول منظمات الاغاثة لکنها تعرضت لنیران ارهابیین یعرفهم من یجلس هنا، بعض السوریین الموجودین فی المؤتمر ساهموا بکل الجرائم المرتکبة فی سوریا ویدعون انهم ممثلون للشعب السوری.

الغرب یدعم وبعض العرب ینفذ لوصول السلاح الى القاعدة

ونوه المعلم الى أن "الغرب یدعی محاربة الارهاب علنا ویغذیه سرا"، مضیفا: یوجد دول تجلس هنا ترسل السلاح للمجموعات التی تقتل وتغتصب فی سوریا، السوریون یحلمون بجیش یحمیهم لا جیشا حرا یأکل عناصره القلوب والاکباد، حتى المعارضة السوریة ترفض الذین یتحدثون باسم الشعب السوری هنا.

وأضاف: الشعب السوری طامح الى مزید من الحریة والعدالة وحقوق الانسان کغیره من الشعوب، اشکر دولا مثل روسیا والصین وایران والعراق لحمایة مصالح الشعب السوری، اتقدم لروسیا والصین بالشکر لاحترامهما سیادة سوریا.

وتوجه المعلم لبان کی مون الذی قاطع کلمته بالقول: "انا اعیش فی سوریا وانت تعیش فی نیویورک وعلی ان اوضح الصورة".

وتابع: کلنا سوریون مسیحیون عندما تضرب الکنائس وکلنا سوریون مسلمون عندما تضرب المساجد.

یا سید کیری لا یحق لاحد ان یطفئ شرعیة رئیس فی بلد ما

وقال المعلم مخاطبا وزیر الخارجیة الامیرکی جون کیری: لا أحد فی العالم له الحق أن ینصب نفسه ناطقا باسم السوریین، یا سید کیری لا یحق لاحد ان یطفئ شرعیة رئیس فی بلد ما، السوریون هم وحدهم لهم الحق فی تقریر مصیرهم.

وأکد أن "ما سیتم الاتفاق علیه هنا یجب ان یستفتى الشعب علیه"، مضیفا: الحوار بین السوریین هو الحل وسنستمر بضرب الارهاب کواجب دستوری.

ونوه الى أن "نحارب فی سوریا الارهاب الذی یتمدد فی کل مکان، بعد مکافحة الارهاب نقف کسوریین موحدین لبناء البلد، جئنا لنقول للسوریین فی الخارج عودوا الى بلادکم فالغریب یبقى غریبا".

وأضاف: جئنا الى هنا لننقذ سوریا ونحمی مدنیتها ونحمی الشرق الاوسط کله، السیاسة والارهاب لا یلتقیان على ارض واحدة.