وقال فی حوار أجرته معه صحیفة «السفیر» اللبنانیة ونشرته الیوم السبت: ˈنحن نرید توحید جهود المجتمع الدولی بهدف مکافحة الإرهاب، یتصرّف الغرب فی مجال مکافحة الإرهاب مراراً وتکراراً وفق مصلحته، ولیس بحسب مبدأ الشرعیة الدولیة. ظروف التعامل القائمة حالیاً بین موسکو والغرب غیر مناسبة، لأنّه حتی إذا کان التوجه الغربی لصدّ «داعش» فی الشرق الأوسط، فإن البحث فی سوریا عمّا یسمّی القوی المسلّحة المعتدلة یناقض هذا التوجه، ونحن نعرف أنه من الصعب إیجاد هذه القویˈ.
فی قراءة زاسبکین لما یحصل فی لبنان، بعد انتقال «داعش» من العراق الی سوریا وتهدیدها للحدود الشرقیة وبعد طلب لبنان أسلحة روسیّة، أنه یری ˈمخاطر ملموسة، ما یوجب الاستنفار الدولی السیاسی والأمنی والمادّی للتصدّی لها ولتوفیر الأمن فی هذا البلد، وهذا أمر قابل للتحقیق، لأنّ المجتمع اللبنانی لا یقبل التطرّف والأحزاب السیاسیة توفّر تغطیة للجیشˈ.
تجری روسیا حالیاً تفاوضاً مع قیادة الجیش ووزارة الدّاخلیّة اللبنانیة، حیث توجد قائمة من المعدّات العسکریة المطلوبة من قبل الجانب اللبنانی وسیناقشها وزیر الداخلیة نهاد المشنوق أثناء زیارته الی موسکو هذا الشهر. یقول زاسبکین: ˈأظنّ أن هذه القائمة لا تتغیّر کثیراً وهی ذاتها التی تمّ البحث بها منذ 4 أعوام، وتمّ تجدید التفاوض حولها الیوم ونتمنّی أن تکون النتائج ملموسةˈ.
وعما إذا کانت الحرب المفترضة ضدّ الإرهاب فی سوریا والعراق ستشمل لبنان، یقول زاسبکین: ˈمیدانیّاً، تقع الأراضی السوریة والعراقیّة تحت سیطرة «داعش» وساحة القتال مترابطة، من هذه الناحیة ینبغی توحید جهود الأطراف المعنیة ضدّ «داعش» فی هذه البقعة الجغرافیّة. أمّا لبنان، فهو ساحة مواجهة ولیست مربوطة مباشرة بالساحة السوریة ـ العراقیة. لذا من الممکن أن یکون تصدٍّ للخطر الإرهابی فی لبنان بشکل شبه مستقلّ عن المعرکة الأخری فی سوریا والعراقˈ.
لا یوافق زاسبکین البعض بتحمیل حزب الله مسؤولیة جلب التطرف الی لبنان بسبب قتاله فی سوریا ویقول: ˈأنا لا أوافق علی هذه النظریة لأن الحوادث الأخیرة أثبتت أن مشروع الخلافة یتحقق بغضّ النظر عن تصرفات الأطراف الأخری، فالجماعات المتطرفة تستهدف أطیافاً متنوعة سیاسیاً وطائفیاً فی دول عدّة، هذه الأطراف لا تعترف بالحدود وتتصرّف وفق أفکارها وأولویاتها الخاصةˈ.
ترفض روسیا مناقشة مستقبل النّظام السوری برئاسة بشار الأسد مع أیّ جهة خارجیّة مکرّرة الموقف ذاته: ˈهذا شأن داخلی للشعب السوری، ولا یوجد أیّ تغییر لروسیا فی هذه المسألةˈ.
ینفی زاسبکین علمه بما تردّد عن أن الرئیس المصری عبد الفتّاح السیسی حمل اقتراحاً الی موسکو مؤخراً بإشراک روسیا فی ائتلاف مکافحة الإرهاب شرط تسهیلها ترحیل الأسد.
ویضیف: ˈنحن نقبل التغییر الدّاخلی حین یکون ثمرة توافق بین الأطراف الدّاخلیین فی بلد، الهدف الأساسی للجهود الخارجیة ینبغی أن ینصبّ علی مساعدة الأطراف السوریة علی إجراء الحوار من دون استباق النتائج، وإذا کان الحوار السوری - السوری یوجب اتخاذ أیّة قرارات لتغییر فی القیادة، فهذا یعتبر قراراً سوریّاً بامتیازˈ.
ویشیر زاسبکین الی أنّ ˈبعض الدول الإقلیمیة، مثل مصر وإیران، تحاول المساهمة فی حلحلة المشاکل علی أساس الحلول الوسطی بین الأطراف، آخذة فی الاعتبار الأولویات مثل مکافحة الإرهاب، ونحن نقدّر إیجابیّاً هذه الجهودˈ. ویضیف: ˈالمطلوب أیضاً توحید جهود الأقطاب الدّولیّة، وهذا غیر وارد لغایة الیومˈ.
وعما إذا کانت روسیا لعبت دوراً فی تعزیز التواصل بین سوریا والغرب، یقول السفیر الروسی: «لا معلومات حول هذا الموضوع، لکن کتحلیل شخصی، أعتقد أنه انطلاقاً من الطلب الروسی بالتنسیق فی مکافحة الإرهاب سیکون جیداً إذا حصل تنسیق ما أو محاولات لتقریب وجهات النظر عبر مساعدة روسیا، لکن أظن أنه لا یوجد بین روسیا والغرب الیوم المستوی المطلوب للتفاهم فی هذا الموضوع، والأمر سیّان فی ما یتعلّق بالعلاقات بین الغربیین وبین النّظام السوری».