وقال إسماعیل شرقی، فی حوار نشرته الصحیفة الجزائریة 'الخبر' (یومیة غیر حکومیة)، فی عددها الیوم الأحد، 'زرت طهران وموسکو وتباحثت مع المسؤولین هناک'، مؤکدا أن البلدین 'تحاربان داعش فی العراق وسوریا، ونتمنی التوصل إلی تعاون فعلی بین أجهزة الأمن للتصدی للظاهرة.
وحذر إسماعیل شرقی من فرار العناصر الإرهابیة لتنظیم داعش فی سوریا والعراق ولیبیا إلی إفریقیا، خاصة نحو القرن الإفریقی ومنطقة الساحل.
وأکد إسماعیل شرقی أن 'هذا تهدید خطیر ویجب أخذه علی محمل الجد. طبعا'، مشیرا إلی أن 'الوضع فی لیبیا تسبب فی قلاقل لدول الجوار والمتوسط'، منبها إلی أن 'العلاقة بین الاقتصاد الإجرامی (عصابات السلاح والمخدرات) وبین الإرهاب باتت مؤکدة'.
وبحسب إسماعیل شرقی، فإن هؤلاء الإرهابیین 'سیخرجون من مدینة 'سرت' اللیبیة، وقد ینطلقون إلی جنوب لیبیا ثم إلی الساحل'.
وأضاف شرقی قائلا: 'الأرقام تشیر إلی أن عدد إرهابیی 'داعش' فی حدود 5000 عنصر، وفرضا أن نصفهم قتل، فإن النصف الآخر سیبحثون عن ملاذ لهـم، وهو الصومال والساحل'، بل أکد أن 'أعدادا من هؤلاء وصلوا فعلیا إلی الصومال عبر الیمن، ولا یستبعد وصول آخرین عبر طرق أخری'.
وأکد مفوض الأمن والسلم فی الاتحاد الإفریقی أن إفریقیا تواجه رهانات أمنیة کبیرة علی رأسها ظاهرة الإرهاب، منبها إلی أن 'أصول هذه الظاهرة لم تکن إفریقیة، وإنما راجعة إلی أفغانستان. فلا القاعدة ولدت فی إفریقیا، ولا تنظیم الدولة الإسلامیة 'داعش' ولا غیرهما'.
وأوضح إسماعیل شرقی أن إفریقیا تحاول مقاومة ظاهرة الإرهاب علی مستویین، الأول 'بناء قدرات الدول'، مشیرا إلی 'الدور الهام' الذی یلعب المرکز الإفریقی للدراسات والبحوث حول الإرهاب الذی مقره الجزائر، ومنظمة 'أفریبول' التی ستعلب دورها فی المستقبل.
کما أشار إسماعیل شرقی إلی مسار نواکشوط الذی یضم 11 بلدا عضوا من منطقة الساحل'، ومسار جیبوتی الذی یضم بلدان شرق إفریقیا، و'الجمیع یستفید من دعم الاتحاد الإفریقی ومجلس السلم والأمن، من أجل التعاطی مع ظاهرة الإرهاب'.
کما أشار اسماعیل شرقی إلی 'الجهود المبذولة فی بناء القدرات للدول، بتخصیص أکبر قوة إفریقیة مشترکة فی الصومال قوامها 22 ألف فرد، وقمنا بخطوات إیجابیة هناک، لتحریر منطقتی جوبا السفلی وشمال شرقی الصومال، من الإرهابیین، وقوة أخری ضد جماعة 'جیش الرب' التی تقوم بأعمال وحشیة لا یمکن تصورها فی أوغندا وجنوب السودان وغرب جمهوریة إفریقیا الوسطی، بالإضافة إلی دعم قوة ضد جماعة 'بوکو حرام، وهناک مسعی لبعث قوة عسکریة إلی شمال مالی لوقف انتشار الأعمال الإرهابیة فی مالی وخارجها.