وقال اية الله "ابراهيم رئيسي"، خلال اللقاء مع نظيره السوري "بشار الاسد" الیوم الأربعاء بدمشق : “سورية حكومة وشعباً اجتازت مصاعب كبيرة، واليوم نستطيع القول بأنكم قد عبرتم واجتزتم كل هذه المشاكل وحققتم الانتصار رغم التهديدات والعقوبات التي فُرضت ضدكم”.
وصرّح آية الله رئيسي في هذا اللقاء:" إنّ العديد من التغيرات الإقليمية والخارجية لم تكن قادرة على التأثير على العلاقات الأخوية بين البلدين واليوم تم إثبات شرعية موقف ومقاومة إيران وسوريا بشكل كامل.
واستطرد الرئيس الايراني حديثه مؤكّداً على أنّ العلاقات الإيرانية السورية مرتبطة بدماء الشهداء الأعزاء ، ولا سيما الشهيد القائد الحاج قاسم سليماني ، وإن هذا الاسم هو رمز استقرار وقوة العلاقات بين البلدين.
وأشار الرئيس الايراني في هذا السياق إلى أن شرعية موقف إيران وسوريا وانسجام هذا المسار مع العقلانية والمقاومة والوقوف قد تم إثباتها والرد عليها بشكل كامل . كما واقتنع من كان حتى يوم أمس يشكك في موقف إيران السياسي وآرائها ووجهات نظرها بشأن سوريا بأن هذا الموقف كان صائباً وعادلاً.
وتابع الرئيس الايراني مؤكداً على دعم إيران ومساعدتها في تحقيق السلام الدائم والاستقرار والهدوء في سوريا ، وصرّح بأنه ومثلما وقفت الجمهورية الإسلامية الإيرانية إلى جانب سوريا حكومة وشعباً في محاربة الإرهاب فإنها ستقف إلى جانب أشقائها السوريين في مجال التنمية والتقدم.
وبدوره أكّد الرئيس السوري بشار الأسد في هذا الاجتماع على أن سورية حكومة وشعباً لن تنسى محبة إخوانهم الإيرانيين وقال :" إنه يجب أن يكون لإيران حضوراً فاعلاً في إرساء السلام المستقر والدائم وإعادة بناء سوريا."
و أضاف الرئيس السوري : “العلاقات السورية الإيرانية غنيّة بالمضمون، غنيّة بالتجارب وغنيّة بالرؤية التي كوّنتها، ولأنها كذلك كانت خلال الفترات العصيبة علاقة مستقرّة وثابتة بالرغم من العواصف الشديدة السياسية والأمنـية التي ضربت منطقة الشرق الأوسط”.
وفي اشارة الى ان العديد من التغييرات الإقليمية وخارج الإقليمية لم تكن قادرة على التأثير على العلاقات الأخوية بين البلدين ،أكّد رئيسا إيران وسوريا في الاجتماع المشترك للوفدين الرفيعي المستوى أن العلاقات الإيرانية-السورية كانت مستقرة وثابتة حتى في الفترات الصعبة والمعقدة على الرغم من
العواصف السياسية والأمنية الشديدة التي ضربت منطقة الشرق الأوسط.
وكان الرئيسان آیة الله رئيسي وبشار الأسد بحثا العلاقات الثنائية في مختلف المجالات وسبل تطويرها، كما تناولت المباحثات التطورات في منطقة الشرق الأوسط وانعكاس التغيرات العالمية على المنطقة وتوحيد الجهود من أجل استثمار هذه التغيرات لصالح البلدين وشعوب المنطقة.
والتقى رئيس الجمهورية اية الله "ابراهيم رئيسي"، نظيره السوري "بشار الاسد"، الیوم الأربعاء في قصر الشعب بالعاصمة السورية دمشق.
واستقبل الرئيس السوري نظیره الإیراني وجرت للرئيس الإيراني مراسم استقبال رسمية لدى وصوله إلى قصر الشعب، ثم عزف النشيدان الوطنيان للجمهورية الإسلامية الإيرانية والجمهورية العربية السورية، بعد ذلك جرى استعراض حرس الشرف، وصافح الرئيسان بشار الأسد وإبراهيم رئيسي أعضاء الوفدين الرسميين.
ووصل الرئيس رئيسي اليوم الاربعاء إلى مطار دمشق الدولي في زيارة رسمية تستغرق يومين، يرافقه وفد وزاري سياسي واقتصادي كبير.
ويضم الوفد المرافق للرئيس الإيراني كلاً من:وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان، ووزير الطرق وبناء المدن (رئيس اللجنة الاقتصادية المشتركة) مهرداد بذرباش،ووزير الدفاع محمد رضا آشتياني، ووزير النفط جواد أوجي، ووزير الاتصالات عيسى زارع بور، ورئيس مكتب رئيس الجمهورية غلام حسين إسماعيلي، والممثل عن مجلس الشورى الإسلامي عباس كلرو، ومعاون الشؤون السياسية لمكتب رئيس الجمهورية محمد جمشيدي.
وخلال زيارته إلى سوريا التي تستغرق يومين، سيناقش آية الله رئيسي والوفد المرافق له سبل تعزيز وتقوية العلاقات السياسية وتوسيع التعاون الاقتصادي مع كبار المسؤولين السوريين، كما سيحضر اجتماعا مشتركا بين رجال الاعمال الايرانيين والسوريين، ويلتقي الايرانيين المقيمين وكذلك سيزور الأماكن المقدسة في سوريا.
یذکر أن نائب مدير مكتب رئيس الجمهورية للشؤون السياسية محمد جمشيدي اعتبر، زيارة رئيس الجمهورية الى سوريا بانها استراتيجية وتاريخية وقال ان الوثائق التي سيتم التوقيع عليها بين الرئيسين الايراني والسوري لها بعد اقتصادي.
وقال جمشيدي في مقابلة صحفية مساء أمس الثلاثاء إن زيارة رئيس الجمهورية الى سوريا تتضمن بعدين استراتيجي واقتصادي. اذ انها تعتبر استراتيجية لأن منطقتنا شهدت تطورات جيوسياسية متوترة في العقد الماضي.
وفي هذا الصدد، نشر وزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان، الذي يرافق آية الله رئيسي في هذه الزيارة، صورة للحديث بين بشار الأسد وقاسم سليماني في تغريدة وكتب: سأغادر قريبًا إلى سوريا مع الدكتور رئيسي، وتدل أهمية هذه الزيارة إلى جانب الجوانب السياسية والأمنية والاقتصادية على انتصار الإرادة السياسية للمقاومة ونجاح دبلوماسية الحكومة في استكمال سياسة التقارب الإقليمي.