أشار المتحدث باسم وزارة الخارجية "ناصر كنعاني" إلی الزيارة الأخیرة لرئيس الجمهورية آية الله ابراهيم رئيسي إلى دمشق وقال: ان هذه الزیارة كانت فرصة عظيمة لتحديد مسار جديد للعلاقات بين البلدين في حقبة ما بعد الإرهاب.

زیارة رئيس الجمهورية حددت مسارا جديدا للعلاقات مع سوريا بمرحلة ما بعد الإرهاب

واضاف كنعاني في مؤتمره الصحفي الأسبوعي، الیوم الإثنین بالعاصمة طهران تعليقا على زیارة رئيس الجمهوریة إلى سوريا : تمت هذه الزیارة  بدعوة من الرئیس السوري بشار الأسد على رأس وفد رفيع المستوى، وهي من الأحداث المهمة في تطورات إيران وسوريا بعد انتصار محور المقاومة، معتبرا ان هذه الزیارة كانت فرصة عظيمة لتحديد مسار جديد للعلاقات بين البلدين في مرحلة ما بعد الإرهاب.

کما اعتبر تحديد مسار جديد للعلاقات بين البلدين في المجالين الاقتصادي والتجاري من أهداف الزیارة وقال: في هذه الزیارة، بالإضافة إلى اجراء المحادثات الخاصة بین رئيسي البلدين، أخذنا بعين الاعتبار المحادثات في المجالات الاخرى لبحث أبعاد التعاون الثنائي.

وأضاف :رافق رئيس الجمهوریة في زيارته الى سوريا 6 وزراء لتوفير الأرضیة اللازمة لزيادة العلاقات الاقتصادية والتجارية بینهما، موضحا ان رئيسي البلدين وقعا على وثائق مهمة، ووثيقة التعاون الشامل طويل الأمد بين إيران وسوريا تعتبر مظلة لتنظيم العلاقات الاقتصادية الثنائية.

وتابع: ان الوثائق الموقعة تفسح المجال أمام أنشطة القطاع الخاص في البلدين، لافتا الى أن هذه الزیارة كانت احتفالا بالنصر المشترك على الإرهاب، وأجرى رئيس الجمهوریة لقاءات مع الأوساط الشعبية والمفكرين وقادة حركة المقاومة، وهي من مؤشرات دعم إيران لمحور المقاومة في المنطقة.

ايران ترحب بعودة سوريا إلى جامعة الدول العربية

وأشار متحدث الخارجية إلى التطورات التي شهدتها العلاقات السورية مع الدول العربية، وقال: لقد شهدنا مؤخرًا تطورًا جديدًا في الشأن السوري، وهو إنتصار آخر.. وفرت الحكومات العربية الارضیة لحضور سوريا اجتماع جامعة الدول العربية..نحن نرحب بهذه الخطوة ونأمل أن تتخذ دول المنطقة خطوة اخرى نحو تحديد مسار جديد للعلاقات في المنطقة.

سياسة إيران الجادة هي إزالة سوء التفاهم مع الوكالة الذرية

وقال ردا على سؤال حول بعض التقارير حول تركيب كاميرات جديدة للوكالة الدولية للطاقة الذرية في المنشآت النووية الايرانية: إن سياستنا الجادة تتمثل في حل المشاكل وازالة سوء التفاهم مع الوكالة الذرية.

وتابع: سياستنا هي ألا تتحول القضايا المتعلقة بأنشطة إيران النووية السلمية إلی عقبة امام التعاون الثنائي، قائلا: إن إجراءات الجمهورية الإسلامية الإيرانية تتم في إطار الخطة التي تم تحدیدها خلال زیارة الأمين العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائیل غروسي إلی طهران وستقوم منظمة الطاقة الذرية الايرانية بشرحها في الوقت المناسب.

وحول آخر أخبار مفاوضات فيينا، قال كنعاني: أجريت مفاوضات بين إيران وأطراف الاتفاق النووي، وتم التوصل إلى اتفاقيات جيدة.

لا قيود على سفر رعايا ايران والسعودية للبلدين

وحول استئناف عمل البعثات الدبلوماسية في البلدين، قال كنعاني: أحرزنا تقدما جيدا في تجهيز المقار الدبلوماسية لاستئناف الأنشطة الرسمية في إطار الاتفاق الثنائي و نحن الآن في المرحلة النهائية من عملیة اعادة أعمار مبانينا في الرياض وجدة.

واعرب كنعاني عن أمله في إعادة فتح سفارتي البلدين قريبا، مؤكدا على جدية إيران والسعودية في هذا الموضوع.

وحول زيارة رعايا البلدين الى السعودية وايران وخاصة رجال الأعمال قال: بناءً على الاتفاقيات المبرمة بين البلدين، عملياً لا توجد أي قيود على سفر رعايا البلدين، وخاصة رجال الأعمال، وهناك إمكانية إصدار تأشيرات الدخول، والإمکانیات متاحة للناشطين الاقتصاديين في البلدين.

وساطة بغداد في العلاقات بين طهران والقاهرة

وعن  وساطة بغداد لاستئناف العلاقات بين طهران والقاهرة قال: إن العلاقات الإيرانية المصرية تنشط حاليا على مستوى مكاتب حماية المصالح ورئيسا المكتبين متواجدان في إيران ومصر وليس لدينا قيود أو معوقات في هذا الصدد.

وأضاف: طهران أعلنت أنه ليس لديها أي قيود على تطوير العلاقات مع دول المنطقة ويمكننا تسهيل إرادة القاهرة في هذا الاتجاه.

إيران لن تتسامح مع أي عدوان

وحول تصريحات مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جيك سوليفان: قال کنعاني لقد تلقوا رد فعل على تصریحاتهم واعترفوا بسياساتهم الخاطئة تمامًا في الانسحاب من الاتفاق النووي، لكن لسوء الحظ، يستخدمون أدبيات غير ملائمة بدلاً من اتخاذ إجراءات بناءة للتعويض عن أخطاء الماضي.

وأكد أن تصريحاته حول أنشطة إيران النووية السلمية لا تتوافق مع نحو 15 تقريراً قدمتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وتابع : على الولایات المتحدة الأمریکیة أن تتابع أنشطة الكيان الصهيوني والمسؤولية الناتجة عن أعماله التخريبية لأن أنشطتنا لطالما كانت سلمية ولا نقبل الادعاءات التي لا أساس لها من الصحة.

وأضاف: ان إيران لن تتسامح مع أي عدوان وردها سيكون حاسما وباعثا على الندم.

معرض ايران اكسبو 2003 یحظی بأهمیة بالنسبة لوزارة الخارجية

وبشأن انطلاق المعرض الخامس لقدرات إيران التصديرية تحت عنوان معرض "إيران إكسبو 2023 " أمس الأحد في طهران، أشار إلی شعار "كبح التضخم ونمو الانتاج" الذي اطلقه سماحة قائد الثورة الاسلامية على العام الجديد، مؤكدا ان الحكومة ملزمة بتحقيق هذا الشعار.

وأضاف أن المعرض الخامس لقدرات إيران التصديرية والذي افتتح بحضور رئیس الجمهوریة، یحظی بالأهمیة بنسبة للجهاز الدبلوماسي الايراني بسبب مهمته العظيمة في المجال الاقتصادي، قائلا: في السنوات الماضية لم نشهد مثل هذا المعرض لعرض قدرات إيران المختلفة في مجالات الطب والصناعة والآلات في المعرض، ونأمل أن يساهم في تسويق منتجاتنا المحلية الصنع.

ورداً على سؤال حول عدم إصدار تأشيرات للإيرانيين في سفارة البوسنة والهرسك في إيران قال كنعاني : ليس لدي معلومات حول ذلك، وسأطرح هذا السؤال على مكتب نائب القنصلية.

وبشأن الأرصدة الإيرانية المجمدة في كوريا الجنوبية قال متحدث الخارجية: ان العملية الدبلوماسية جارية وليس هناك أخبار ومعلومات جديدة في هذا الصدد.

العلاقات بين شعبي ايران واذربيجان لا تنفصم

وبشأن طرد أربعة دبلوماسيين أذربيجانيين من ايران، قال كنعاني: طردنا اربعة دبلوماسيين من ممثليات جمهورية اذربيجان في بلادنا جاء في إطار إجراءات أذربيجان غير البناءة، وتمت الموافقة عليها.

وحول تصريحات الرئيس الاذربيجاني الهام علييف قال: لطالما أعلنا عن وجهات نظرنا حول العلاقات مع جمهورية أذربيجان بسرعة ووضوح والعلاقات بين شعبي البلدين لا تنفصم ولا يجوز لنا أن نتخذ أي إجراء لا يخدم مصالح البلدين ویصب ذلك الإجراء في مصلحة الاطراف التي يرغبون في الإضرار بعلاقات البلدين.

وأكد: نحن راغبون في منح الدبلوماسية فرصة ونؤكد مرة أخرى أن التصريحات التي تطلق عبر المنابر والمنصات لن تساعد في حل مشاكل البلدين وتم تحديد الخطوات التنفيذية ومسارات التفاوض في الحوار بين وزيري خارجية البلدين.

وأضاف أن السرد الأحادي الجانب وغير الدقيق من وراء الميكروفونات والمنصات ليست علامة على صحتها ويجب أن نسمح بإجراء الحوارات في إطار خارطة طريق وأطر محددة حتى يتمكن الجانبان من حل المشاكل واتخاذ خطوات إلى الأمام.

وقال كنعاني: نؤكد ونصر على ضرورة حماية مصالح البلدين والحفاظ على العلاقات الثنائية القائمة على حسن الجوار والأساليب الدبلوماسية..کما نشدد على ضرورة عدم السماح باستغلال الأطراف التي تسعى وراء إحداث الاضطراب والتوتر وعدم الاستقرار في العلاقات بين البلدين.