وفي لقائه اليوم الاربعاء، جمعا من الملحقين العسكريين الاجانب (لـ 37 دولة) في ايران، بمناسبة "اليوم الوطني للصناعات الدفاعية"، أكد "العميد آشتياني"، بان الاسلحة والمعدات الدفاعية المصنعة محليا، اكتسبت دورا مصيريا في ساحات المعارك وبرهنت على كفاءتها خاصة في ساحات الحرب ضد الارهاب؛ مبينا ان هناك العديد من من الدول التي ترغب في تطوير تعاونها الدفاعي مع الجمهورية الاسلامية بعد ان اطلعت على واقع الانجازات الدفاعية والتقدم الكبير في قطاع التصنيع العسكري للبلاد.
كما اشار الى استعداد ايران لبناء علاقات دفاعية وستراتيجية مع كافة الدول المستقلة والدول ذات التوجه المشترك وتطوير الاواصر معها؛ وذلك في اطار "مبدأ الأمن الجماعي والاحترام المتبادل وترسيخ السلام والاستقرار".
وفي معرض التنويه الى نهاية فترة الحظر التسليحي غير الشرعي الذي كان قد فرض على ايران في عام 2020، وايضا ختام مهلة الحظر المفروض على الاسلحة الصاروخية الايرانية في شهر اكتوبر من العام ذاته، وفقا للقرار الأممي رقم 2231 المتعلق بالاتفاق النووي، قال وزير الدفاع : ان جمهورية ايران الاسلامية، فهي مستعدة بعيدا عن اي قيود دولية للتعاون والتعامل مع الدول المستقلة وذات التوجه المشترك في المجالات العسكرية والدفاعية.
وتابع : ان رسالة ايران الدفاعية قائمة على السلام والمودة ودعم الاستقرار والامن لدى كافة الدول الجارة والاقليمية وفي انحاء العالم؛ مصرحا ان طهران تسعى اليوم بجدّ لتطوير الدبلوماسية الدفاعية ومتعددة الاطراف والمشاركة الفاعلة في الترتيبات الامنية الاقليمية والدولية.
وشدد العميد آشتياني ان الصناعات الدفاعية في ايران هي مستقلة ومعتمدة على الداخل وذاتية المنشأ وهذه الخصائص تمنحها الحصانة لتصاب بأقل قدر من الاضرار جراء الحظر والضغوط الخارجية.
كما نوه بأن الاعتماد على الداخل وعدم التبعية للخارج في الصناعات الدفاعية يوفران فرصة مناسبة للتعاون الثنائي والدولي المتعدد الاطراف وخاصة نقل التكنولوجيا الى الدول التي تتعاون فيما بينها، واضاف : ان وزارة الدفاع الايرانية تقوم بتصميم وصنع انواع المعدات والاسلحة التي تحتاجها قواتنا المسلحة في مجال الجو والبحر والبر ، بالاضافة الى انواع الصواريخ الباليستية والكروز ، وانواع الطائرات المسيرة، والقطع البحرية العائمة والغاطسة ، والمعدات السيبرانية، واسلحة الدفاع الجوي والحرب الالكترونية وتحويل الذخائر والاسلحة الى ذكية، والاهتمام بموضوع الذكاء الاصطناعي وقضايا البيئة، بالاعتماد على المعرفة والتكنولوجيا الوطنية.
وشدد وزير الدفاع الايراني في جانب اخر من تصريحه خلال اللقاء مع الملحقين العسكريين الاجانب، على ان "العقيدة الدفاعية لايران مبنية على الدفاع الرادع ولذلك تلتزم ايران بكافة المبادئ الانسانية والاخلاقية المرعية دوليا، ولا تجيز العمل العسكري الا في التصدي للعدوان والاحتلال والسياسات التوسعية".
وتوقع العميد آشتياني في ضوء التطورات الدولية خلال العقود الاخيرة، بلورة نظام جديد وهندسة جديدة للقوى العالمية، مبينا ان "محاولات الاصطفاف والتكتل، والمنافسة العسكرية والامنية أصبحت في اعلى مراتبها الان وكما يذعن الكثير من المحللين الدوليين فاننا نشاهد الان ظهور حرب باردة جديدة في العالم"، ومردفا ان "مصاديق ذلك تظهر في زيادة النزعة التوسعية والهيمنة لدى الغرب والناتو ، وتهديم أسس نظام مراقبة التسلح، وازدياد الجرائم السيبرانية، والارهاب البايولوجي، والتطرف، والانفصالية، والتحديات البيئية، واستخدام الحظر والحظر كأداة لتطويع الدول المستقلة وباقي القضايا بوضوح".
ولفت وزير الدفاع واسناد القوات المسلحة الى، ان "هذه الاوضاع السائدة تتطلب توحيد الاصوات وتظافر الجهود بين الدول المستقلة والمنتقدة للنظام الامني غير العادل الذي يسود الان ، والحركة نحو تعدد الاصوات وارساء نظام عادل يعتمد التعددية ، حيث علمنا التاريخ درسا كبيرا بأن اللغة والسلوك القائم على الهيمنة والتسلط لن يدومان".
كما اكد على ضرورة بناء نظام عالمي جديد ينطلق من التعددية القطبية، وصرح : ان جزءا كبيرا من الازمات والتوترات في العالم، تعود جذورها الى تدخلات الدول الكبرى وعدم اكتراثها بالهواجس الامنية لباقي الدول، ولا شك بأن احدى سبل التصدي للنظام الاحادي القطب، هي تقوية السياسات التعددية.