تُعَدّ عضوية إيران في مجموعة "بريكس" الدولية الحدث الأبرز دبلوماسياً لطهران خلال الفترة الأخيرة.
خطوةٌ وصفها الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، خلال كلمته في الجلسة الختامية لقمة "بريكس" في جنوب أفريقيا بأنها بداية فصل جديد نحو التعددية في العلاقات الدولية، والتي سبقها انضمام إيران إلى منظمة "شنغهاي للتعاون".
واللافت أن كل هذه التطورات الدبلوماسية المتسارعة تجري في ظل تمسك طهران بحقوقها، ورفضها الخضوع لشروط واشنطن لإحياء الاتفاق النووي.
في هذا السياق، أجرى موقع الميادين نت حواراً خاصاً مع مستشار قائد الثورة الاسلامية في الشؤون الدولية علي أكبر ولايتي، الذي يرى بدوره أن هذه التطورات الدبلوماسية تمثل فشلاً كبيراً لمشروع واشنطن لفرض العزلة على طهران، في ظل تشكل أقطاب جديدة وصعود قوى رافضة للهيمنة الغربية.
سياسة فرض العزلة على إيران فشلت
ورداً على سؤال هل يمكن عدُّ عضوية إيران في مجموعة "بريكس" دليلاً على فشل سياسة العزلة المفروضة على إيران، قال ولايتي للميادين نت إن بلاده لم تكن يوماً في عزلة، بل تابعت اتصالاتها وتفاعلاتها مع مختلف الدول، عبر أشكال متعددة، ولا سيما من خلال انتهاج سياسة التوجه نحو الشرق ودول الجوار.
ولفت المستشار الإيراني إلى أن إيران شهدت تطورات إقليمية ودولية جادة في هذا المجال، قائلاً: "إننا نشهد اليوم حقيقة فشل سياسات الولايات المتحدة وحلفائها، والتي سعت لعزل إيران. وأصبحت هذه السياسات الفاشلة أكثر وضوحاً بعد عضوية طهران الرسمية في منظمة شنغهاي".
وأشار ولايتي إلى أنه، بعد انضمام إيران إلى مجموعة "بريكس"، تراجعت ثقة دول المنطقة بالولايات المتحدة من جهة، بسبب اعتماد هذه الدول سياسات خارجية متعددة. ومن جهة أخرى، وضعت نوعاً من سياسة التوجه نحو الشرق، وإقامة مزيد من التحالف والتعاون مع دول المنطقة، وعلى رأس سياساتها الخارجية.
لذلك، فإن سياسة فرض العزلة على إيران، بحسب ولايتي، "فشلت من دون شك، وأولئك الذين يحاولون عزل أي دولة، لا بد من أن يكونوا بنوا سياجاً حول أنفسهم في المقام الأول".
أهمية الانضمام إلى "بريكس"
وفيما يتعلق بأهمية الانضمام إلى مجموعة "بريكس"، قال ولايتي إن هذه المجموعة تتمتع بقدرات وإمكانات اقتصادية عالية، نظراً إلى وجود نصف سكان العالم في دولها.
وأضاف أنه، من هذا المنطلق، يمكن لإيران أن تؤدي دوراً مهماً في خلق فرص وقدرات جديدة، وتطوير العلاقات بالدول الأعضاء، اقتصادياً وسياسياً.
وبشأن تأثير العضوية المتزامنة لإيران وبعض الدول الأخرى في "بريكس"، رأى المستشار الإيراني، خلال لقائه الميادين نت، أن وجود قوى اقتصادية، مثل روسيا والصين والهند، ضمن مجموعة دول "بريكس"، يؤكد أن مشاركة إيران في هذه المجموعة وعضويتها فيها حسّنتا وضع إيران، سياسياً واقتصادياً.