ان إيرواني صرح يوم الأربعاء، خلال اجتماع مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة : "الوضع الإنساني في سوريا لا يزال خطيرا للغاية. أحد أهم التحديات التي تواجه سوريا اليوم هو اقتصادها المضطرب بشدة، ويرجع ذلك في المقام الأول إلى العقوبات أحادية الجانب والاستغلال غير القانوني لمواردها؛ ويؤثر هذان الواقعان بشكل غير متناسب على النساء والأطفال وغيرهم من الشعب السوري. ومن الضروري عدم استخدام المساعدات الإنسانية والجهود المبذولة لإعادة بناء سوريا كأداة للضغط عليها.
وتابع المسؤول الإيراني: الجمهورية الإسلامية الإيرانية تدعم بشكل مستمر تقديم المساعدات للشعب السوري وتؤكد على أهمية تقديم المساعدات الإنسانية بطريقة عادلة وشفافة.
وقال إيرواني: الجمهورية الإسلامية الإيرانية ترى أن الحل الأساسي للأزمة السورية يكمن في الوسائل السياسية، لأن الإجراءات العسكرية لا تؤدي إلا إلى تعقيد الوضع. ونؤكد على أهمية استئناف اجتماعات اللجنة الدستورية كآلية فعالة لدفع العملية السياسية. ونأمل أن يتم حل الخلافات المتعلقة بمكان اجتماع اللجنة سريعا واستئناف عملها، لأن استمرار عمل هذه اللجنة أمر حيوي، ومكان انعقادها ليس مهماً جداً.
وأضاف: ان دور الأمم المتحدة في سوريا يجب أن يكون داعماً، ويجب أن تكون جميع العمليات تحت قيادة وملكية هذا البلد. وللأسف، بعد مرور 12 عاماً على الأزمة السورية، ما زلنا نرى وجود مجموعات إرهابية نشطة في هذا البلد؛ الجماعات الإرهابية التي تشكل تهديدا خطيرا لأمن سوريا والدول المجاورة.
وأردف مندوب إيران الدائم لدى الأمم المتحدة: مع الاعتراف بالمخاوف الأمنية المشروعة للدول المجاورة لسوريا، من الضروري التأكيد على أن الحرب ضد الإرهاب لا ينبغي أن تستخدم كذريعة لانتهاك سيادة سوريا وسلامة أراضيها. وفي الوقت نفسه، فإن الوجود غير القانوني للقوات العسكرية الأجنبية داخل سوريا لم يؤد إلا إلى زيادة عدم الاستقرار في هذا البلد والمنطقة.
وقال إيرواني أيضًا: إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تدين بشدة الهجمات المستمرة للكيان الإسرائيلي على الأراضي السورية. إن هدف الكيان من قيامه بمثل هذه الاعتداءات هو صرف انتباه المجتمع الدولي عن الجرائم البشعة التي يرتكبها يوميا ضد الشعب الفلسطيني.
وتابع المسؤول الإيراني: الجمهورية الإسلامية الإيرانية تكرر موقفها المبدئي بدعم العودة السريعة والآمنة للاجئين إلى سوريا. ويقيم حالياً عدد كبير من اللاجئين السوريين في تركيا ولبنان والأردن، وينبغي تسهيل عودتهم من خلال الجهود المشتركة لجميع البلدان المضيفة.
وأضاف مندوب إيران الدائم لدى الأمم المتحدة: إن معالجة التحديات التي يواجهها اللاجئون السوريون تتطلب إنشاء البنية التحتية الأساسية، بما في ذلك الكهرباء والمياه والإسكان والتعليم. ودور الأمم المتحدة، وخاصة المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، مهم للغاية في هذا الصدد.
وأكد إيرواني أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية ملتزمة بالتعاون مع شركائها في عملية أستانا ومحاولة تحقيق الأوضاع الطبيعية والمستقرة والهادئة في سوريا. مضيفاً: "لقد وصلت عملية أستانا، التي تعمل كإطار للحوار السلمي، إلى مراحل مهمة، ويعد الحفاظ على هذا الإطار وتعزيزه واجبًا جماعيًا على بلداننا الثلاثة كدول ضامنة للعملية المذكورة".
وقال إيرواني: خلال الدورة الـ78 للجمعية العامة للأمم المتحدة في 22 سبتمبر الجاري، استضافت الجمهورية الإسلامية الإيرانية اجتماعا وزاريا بحضور وزارتي خارجية روسيا وتركيا باعتبارهما الدولتين الضامنتين لعملية أستانا، وحضور من ممثل خاص للأمم المتحدة. ومن بين الأولويات المختلفة، أكد وزراء الخارجية على أهمية تسهيل العودة الكريمة والطوعية للاجئين والنازحين داخلياً إلى ديارهم في سوريا.
وأضاف مندوب إيران الدائم لدى الأمم المتحدة: كما أعرب المشاركون عن قلقهم المشترك بشأن الوضع الإنساني المتردي في سوريا ودعوا إلى تقديم مساعدات إنسانية غير مشروطة ومن دون اعتبارات سياسية. إنهم يدعمون اتفاقًا ثنائيًا بين الأمم المتحدة والحكومة السورية يسمح بإرسال المساعدات الإنسانية الأساسية عبر باب الهوى لمدة ستة أشهر، مما يوفر المساعدات الأساسية لمن هم في أمس الحاجة إليها.
وختاماً قال سفير إيران لدى الأمم المتحدة: إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية ترحب وتدعم بشكل كامل التطورات الإيجابية الأخيرة في العلاقات الدبلوماسية السورية سواء على الجبهات الإقليمية أو على الساحة الدولية.