انه أوضح سيد كمال خرازي، رئيس المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية تجاه أزمة القوقاز، لا شك أن حل مشكلة كاراباخ قد غيرت معادلات القوقاز، وينبغي أن نرى كيف يمكننا المساعدة في حل المشاكل الأخرى لهذه المنطقة الحساسة.
وقال خرازي إن جمهورية إيران الإسلامية، التي ضمت هذه المنطقة ذات يوم كجزء من أراضيها، كانت دائما حساسة للتطورات في هذه المنطقة، وخاصة التغيير في الجغرافيا، مثل الأب الحنون من خلال قبول الظروف بعد انهيار الاتحاد السوفياتي السابق .
وأضاف: منذ البداية اعتبرت إيران منطقة كاراباخ جزءا من أراضي جمهورية أذربيجان، وشددت على تحرير الأراضي المحتلة من ذلك البلد، بحيث أنه حتى في عهد رئيس الجمهورية السابق الراحل حيدر علييف، فقد عرض مساعدة ذلك البلد بالسلاح من أجل التحرير. وفي نفس الوقت لا تقبل إيران أي احتلال للأراضي الأرمنية من قبل أذربيجان، وتصر على الحفاظ على الحدود الحالية بين دول المنطقة.
مصير ممر زانغزور
كما أكد رئيس المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية على مصير ممر زانغزور وقال ان باكو اقترحت ممر زانغزور بحيث يكون تحت سيادة جمهورية أذربيجان ويوفر اتصال ناختشيفان بأرضها الرئيسية وفي المقابل يطرح ممر لاتشين الذي كان تحت سيطرة أرمينيا ويربط ارمينيا به كاراباخ وربما أن قضية كاراباخ قد تم حلها، وأصبح ممر لاتشين غير فعال، فلم يعد هناك أي مبرر لطلب مثل هذا الممر المتبادل.
وأضاف خرازي: بالطبع يمكن للدول أن توفر طرق اتصالاتها مع جيرانها في شكل تعاون العبور، وهذا التعاون بين جمهورية أذربيجان وأرمينيا يمكن الدفاع عنه أيضا، ولكن ليس من الضروري إقامة مثل هذا التواصل من خلال التهديد والاحتلال.
ان جمهورية إيران الإسلامية، بما أنها تدرك أهمية ربط ناختشيفان بأراضي جمهورية أذربيجان، فهي تعتزم توفير مثل هذا الربط من أراضي إيران إلى جمهورية أذربيجان، ولذلك فهي تعمل مع باكو لبناء طريق وسكك حديدية بطول 55 كيلومتراً من قرية أق بند في منطقة زنجيلان جنوب البلاد، وفي محيط الحدود بين إيران وأرمينيا، وصولاً إلى مدينة أوردوباد في ناختشيفان، وتم التوصل إلى اتفاق، وجاري متابعته.
وأكد خرازي: بما أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تريد إحلال السلام والهدوء في منطقة القوقاز، فإنها تطالب منذ سنوات طويلة بعقد اجتماع لدول هذه المنطقة، بصيغة 3+3، و هي جمهورية أذربيجان وأرمينيا وجورجيا من جهة وإيران وروسيا وتركيا من جهة اخرى، بالتحقيق في سبل حل النزاعات وإحلال السلام في القوقاز.
وأوضح رئيس المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية أن إيران تحاول في الآونة الأخيرة تنظيم مثل هذا اللقاء من قبل وزارة الخارجية في طهران من أجل القيام بدورها الخيري، وقال: إن عقد مثل هذا الاجتماع يمكن بالتأكيد أن يحل الخلافات ويحقق السلام والاستقرار في المنطقة.