بعث رئيس الجمهورية "مسعود بزشكيان" اليوم الثلاثاء رسالة إلى قادة وشعوب الدول الإسلامية بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف (ص) وقال فيها : إن عصرنا اليوم يحتاج أكثر من أي وقت مضى إلى "الرحمة النبوية" والاقتداء بـ "نبي الأخلاق والعدالة والحقوق الإنسانية".

وهنأ الرئيس "بزشكيان" في رسالة قادة وشعوب الدول الإسلامية ذكرى مولد الرسول الأعظم محمد المصطفى (ص)؛ مشيرا إلى قرار الاجتماع الأخير لوزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي، والذي أعلن عام 1447 هجري "الذكرى السنوية الـ 1500 لمولد الرسول الأكرم (ص) "، ودعا الدول الأعضاء إلى التعريف بالإسلام كدين للسلام والتسامح والصبر.

وأكد رئيس الجمهورية على أهمية إبراز دور الإسلام في الحضارة الإنسانية وتعزيز الحوار والتفاهم المتبادل بين الأديان؛ قائلا : تعلن الجمهورية الإسلامية الإيرانية دعمها العملي لهذا القرار، وقد دعت مسبقا، عبر تشكيل لجنة وطنية، جميع المذاهب والأعراق والمؤسسات التنفيذية والمدنية والقطاع العام في البلاد إلى تحقيق هذه الأهداف والتعاون الواسع والفعال مع جميع الحكومات والمجتمعات المسلمة.

وفيما يلي نص رسالة الرئيس بهذه المناسبة :

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إن عصرنا اليوم يحتاج أكثر من أي وقت مضى إلى "الرحمة النبوية" والاقتداء بـ "نبي الأخلاق والعدالة والحقوق الإنسانية" فالعالم يرى أمامه يوميا المزيد من الظلال المشؤومة للحرب، والتمييز، والعنف، وانتهاك الكرامة الإنسانية، وتطوير تكنولوجيا الدمار الشامل، وتدمير البيئة، والخوف من المستقبل. واليوم، يواجه العالم الإسلامي استمرار وتوسع الأطماع والمیول التوسعیة للكيان الصهيوني في كل مكان. فغزة المظلومة وفلسطين المغتصبة أصبحتا الآن مذبحة للإنسانية ومركزا للإبادة الجماعية.

إن شرارة العدوان والحروب التي يشنها هذا الكيان العنصري لا تعرف حدودا وتستهدف يوميا أماكن مختلفة في العالم الإسلام بما في ذلك العدوان السافر وغير الإنساني على وطننا وشعبنا الأبرياء بدعم من الولايات المتحدة الأمريكية وتقاعس المؤسسات الدولية المسؤولة.

أؤمن بأن العالم الإسلامي هو أرض الفرص والقدرات؛ فحضارته العريقة ومعارفه وثقافته وفنونه الخلّاقة، ورأسماله البشري وسكانه المتنوعون وطبيعته ومناخه وموارده الاقتصادية، يمكن أن تسهم بشكل كبير في خلق عالم آمن ومستقر ومتقدم. فباسم محمد ورسول الله الأمين (ص)، لنجعل العالم الإسلامي منطقة سلام وحوار ووفاق وتنمية، ولنمنح التعايش والتعاون العالمي حياة جديدة.

ولحسن الحظ، فإن الاجتماع الأخير لوزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي هذا العام، ومع اعتماده للقرار رقم C-15.51، قد فتح المجال للعمل العملي في هذا الاتجاه. فمع إعلان عام 1447 هجري "الذكرى السنوية الـ 1500 لمولد الرسول الأكرم (ص) "، فإنه يدعو الدول الأعضاء صراحة إلى الاهتمام بالتعريف بالإسلام كدين السلام والتسامح، وتنظيم الأنشطة الثقافية والتعليمية والعلمية في هذا العام والمناسبة المباركة من خلال "إبرازحصة ودور الإسلام في الحضارة الإنسانية وتعزيز الحوار والتفاهم المتبادل بين الأديان". كما تشجع المنظمة الدول الأعضاء على إطلاق حملات إعلامية لتعزيز الفهم الصحيح للإسلام وسنة الرسول الأكرم (ص)، وتنظيم الأنشطة الخيرية والإنسانية وفقًا للتعاليم النبوية.

إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تعلن دعمها العملي لهذا القرار، وقد دعت مسبقا، ومن خلال تشكيل لجنة وطنية، جميع المذاهب والأعراق والمؤسسات التنفيذية والمدنية والقطاع العام في البلاد إلى تحقيق هذه الأهداف والتفكير والتعاون الواسع والفعال مع جميع الحكومات والمجتمعات المسلمة.

"يد الله مع الجماعة"، وتكمن الفرص الواعدة في تفاهماتنا واتفاقاتنا وتضامننا.

مسعود بزشكيان

رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية