٠ Persons
١٣ يوليو ٢٠١٢ - ١٦:٢٩

خبرأونلاین-لیس صدفة أن تؤکد الکاتبة الإسرائیلیة أوریت دغانی الخلفیة الثقافیة الإجرامیة، لما یقترف فی فلسطین من من محرقة إبادیة فی مقال نشرته صحیفة "معاریف 1ـ 1ـ 2009" قائلة: "إن المجتمع الإسرائیلی بات مستلباً لثقافة الحرب، ولا یعرف أی لغة غیرها"، مضیفة: "أن الإسرائیلیین یندفعون للحرب لأنهم یکرهون السلام، ویعتبرون أن القوة هی الخیار الوحید لتحقیق الأهداف"، مؤکدة: "أن الحروب تجری فی عروقنا مجرى الدم، حیث إننا نتصور أن من الطبیعی أن نندفع نحو الحرب التی یقتل ویجرح فیها الناس، لذا فإننا عادة ما نشعل

 
نواف الزرو
 
فحسب المکونات الجینیة للعقلیة الصهیونیة- الإسرائیلیة فإن کل هذه الحروب الممتدة من فلسطین إلى لبنان، وکل هذه الانتهاکات الجرائمیة لیست عفویة أو ردات فعل على ما یطلقون علیه "الارهاب الفلسطینی" إنما هی نتاج مکثف لثقافة القتل والهدم والجدران، التی فرختها ورعتها وقوتها مستنقعات الفکر العنصری الصهیونی، ذلک الفکر الذی لا یرى بالآخرین من الفلسطینیین والعرب على نحو خاص، سوى "أغیار من الحیوانات"، التی یجب "سحقها أو تصفیتها وإبادتها بالصواریخ"، حسب تصریحات کبیر حاخاماتهم عوبادیا یوسف.
ولیس صدفة أن یطل علینا قبل أیام قلیلة وزیر الشؤون الاستراتیجیة، موشیه "بوغی" یعلون، فی مقابلة صحافیة مع آری شبیط "ملحق "هآرتس" 15- 6-2012" لـ"یقترح أن نعیش 100 سنة أخرى على "الهراوة والجزرة""، الذی کان قبل ذلک طالب الإسرائیلیین بـ"التعود على فکرة أننا فی وضع إدارة الأزمات وأننا لن نحلها، وهذا الوضع قائم منذ 20 عاماً وربما یستمر لمئة عام أخرى- هآرتس الثلاثاء ,24/ 05/ 2011".
وفی ثقافة الهراوة والجزرة، کان جنرالهم شارون قد أعلن فی أکثر من مناسبة "أن إسرائیل توجد فی حالة حرب، وأن الجیش ینطلق فیها لینتصر"، کما تحدث عن "أن الصراع وجودی متواصل منذ أکثر من مائة عام".
وشارون لم یکن منفرداً فی ذلک، إذ "إن القیادة الصقوریة الشابة التی کانت تحیط به تتمسک بمقولة الصراع الوجودی بصورة أشد.. وإسرائیل بالتالی فی حالة حرب بقاء ولیس أقل من ذلک"، وهی "حرب من أجل أرض إسرائیل الکاملة التی کان له إسهام کبیر فی بنائها.. وإلى ذلک هناک مجموعة کبار الضباط النظامیین تعتبر نفسها أیضاً فی حرب وجودیة".
ومن هنا فـ"إن القتال مع الفلسطینیین هو قتال حتى الموت، لأنه طالما بقی هناک أمل فی التحرر لدى الفلسطینیین، فلن یتوقف الإرهاب"، کما أعلن وزیر الأمن الداخلی فی حکومة شارون الأولى عوزی لنداو لصحیفة لوموند الباریسیة، وبالتالی فإنه "فی الیوم الذی یتخلون فیه عن کل آمالهم فی طرد الیهود من هنا فسوف یوافقون على التوقیع على اتفاق سلام طویل الأمد لأنه لن یکون أمامهم خیار آخر".
ولأن الأمر کذلک وعلى هذه الخلفیة بالذات "توقع الإسرائیلیون والأمریکیون المزید من التصعید" "زئیف شیف- هآرتس"، و"المزید من العملیات والاغتیالات حسب تقدیرات الجیش الإسرائیلی" "صحیفة هآرتس". ما جعل الکثیرین یستخلصون "أنه لا أمل فی أن یحل الهدوء، لأن إجماع متخذی القرارات فی الحکومة الإسرائیلیة یقول إنه یجب إخضاع الفلسطینیین بالقوة، من أجل کسر إرادتهم فی تحقیق إنجازات بواسطة النضال، غیر أن هؤلاء لا یقولون کیف یمکن أن تنتهی الأمور طالما أن لا أحد فی الجانب الإسرائیلی یرید أن یفتح باباً للأمل" "عوفر شیلخ/ صحیفة یدیعوت أحرونوت".
"ولذلک أیضاً دخلت المواجهة مع الفلسطینیین فی جولة الموت" "معاریف"، و"باتت الأطراف على أعتاب عناق الموت کما أکد یوسی بیلین مهندس أوسلو من الجانب الإسرائیلی- هآرتس" ، وأخذ بالتالی "سیناریو الرعب یتحقیق/ الکس فیشمان- یدیعوت أحرونوت"، ما استدعی من وجهة نظر رئیس الموساد الإسرائیلی السابق شبتای شبیط إلى التصریح مذکراً بـ: "ویضرب العمالقة- أی الفلسطینیون- فتهدأ البلاد- أی إسرائیل الیوم- أربعین عاماً، ویضرب الیبوسیون فتهدأ ثلاثین عاماً وهذا هو الطریق/ یدیعوت أحرونوت".
البعد الإبادی الإرهابی المرعب الذی عززه الجنرال یعقوب عمیدرور قائد الکلیات الحربیة الإسرائیلیة حینما صرح فی لقاء مع صحیفة یدیعوت أحرونوت "1/ 3/ 2002" قائلاً: "إن منظومة العلاقات بیننا وبین الفلسطینیین فی المستقبل القریب سوف تقوم على القوة باعتبارها العامل المرکزی"، مذکراً هذا الجنرال بما قاله تشرشل للورد هالیفکس الذی اقترح علیه أن یتفاوض مع هتلر بواسطة الإیطالیین: "الشعوب التی تسقط فی الحرب تنهض من جدید، أما تلک التی تذهب للمقصلة کالخراف فإنها ستزول".
إنه ذات النهج والطریق العنصری الإرهابی الدموی الإبادی التطهیری ضد الفلسطینیین، وعلى هذا الطریق الإرهابی الصهیونی، أخرجت الحکومات الإسرائیلیة المتعاقبة الخطط والمخططات الحربیة المتکاملة، وإن اختلفت تسمیاتها، والتی تتواصل منذ خطة "الصدمة"، عبر "السور الواقی" لتصل إلى "أمطار الصیف" وغیرها من الخطط الحربیة العدوانیة المفتوحة.
هی بالتأکید إذن، 100 سنة أخرى من "الهراوة والجزرة" من وجهة نظر یعلون وجنرالاتهم، غیر أها یمکن أن تکون 10 سنوات أو ربما خمسة عشر سنة، أو عشرین، فالمسافة الزمنیة رهن من جهة أخرى بمنسوب الدور والتدخل الفلسطینی العربی فی المعادلة الصهیونیة!.
 

30449

رمز الخبر 182622