تخطط ایران مسیرتها التکاملیة على اساس انها ملک للامة الاسلامیة کافة، لا لذاتها فحسب. وان المتتبع لمواقفها وسیاساتها وافعالها یدرک هذه الحقیقة التی لازمتها منذ انتصار الثورة الاسلامیة المبارکة فیها (11 شباط 1979) وحتى وقتنا المعاصر.

 

 

ومن المؤکد اننا لا نبالغ اذا قلنا: ان طهران دفعت اثمانا باهظة بجریرة الدفاع عن الثوابت الوطنیة والاهداف الاسلامیة  والانسانیة والمصالح الاستراتیجیة اللصیقة بحمایة المنطقة وشعوبها ومقدراتها، ومنها الصحوة الاسلامیة المعاصرة التی تعتبرها ایران الولید الشرعی لکل الجهود والنضالات والتضحیات التی بذلها ابناء الامة فی انحاء العالم فداء للدین والعقیدة والحریة والکرامة والاستقلال.
و من الواضح ان التلازم الوثیق بین ایران والصحوة ، اعطى ثماره الطیبة على مستوى تعزیز القوة الایمانیة بین بنی امة النبی الاکرم محمد (صلى الله علیه وآله وسلم) من جهة، وحشد هذه القوة من جهة اخرى صوب احباط المشاریع الغربیة – الصهیونیة المعادیة للامة وتطلعاتها العادلة، وعلى رأسها تطهیر فلسطین والقدس الشریف والجولان السوری وسیناء مصر واغوار الاردن والجنوب اللبنانی من دنس المحتلین الاسرائیلیین، وتقریب موعد الخلاص من الکابوس الاستکباری الجاثم على صدور المسلمین والعرب منذ اکثر من (100عام).
فی ضوء  ذلک فان احتضان ایران للصحوة الاسلامیة و دعم مکتسباتها  یثیران- بشدة - فزع الامیرکان والاوروبیین و الصهاینة والمعتاشین على سیاساتهم السلطویة، الامر الذی دفعهم  اخیرا الی عقد المؤتمرات والمحافل الماسونیة فی المغرب ، ومن قبل فی باریس والدوحة وغیرهما تحت ذریعة "اصدقاء سوریة" ، والحال ان سوریة قیادة وحکومة وشعبا جسدت بغیرتها وتضحیاتها ومواقفها الشامخة، صمود الامة العربیة والاسلامیة، وکانت ما فتئت موئل المجاهدین والاحرار والمنادین بالعدالة والمکافحین للانظمة الدکتاتوریة فی الشرق الاوسط.
وعند هذه النقطة ینبغی لرواد الصحوة الاسلامیة العالمیة ومؤتمراتهم ومؤسساتهم الرسمیة والاهلیة، ان یرکزوا بؤرة الانتباه على المؤامرة الدولیة الراهنة، وان لا یدخروا أی جهد او وسع او فکر لتقویضها. فالثابت حالیا ان الاستراتیجیة الصهیوغربیة، تلقت اقسى الضربات واوجعها علی أیدی المقاومین الابطال ولاسیما المجاهدین اللبنانیین والفلسطینیین، وازاء ذلک فان مجاراتها فی اکذوبة ما یسمى "اصدقاء سوریة"، ستکون تکرارا لضلوع اعداء الامة فی جریمة نحر وتقطیع اوصال بلد الشهید عمر المختار  تحت ذریعة ما سمّی من قبل بـ " موتمر اصدقاء لیبیا".
ومن خلال ادراک ان "الصداقة الغربیة" مع شعوب الشرق الاوسط، لیست سوى معادلة مستحیلة لایمکن ان یجمعها (نقطة التقاء)، فان من المهم والواجب ان تکون حالات الوعی والیقظة والاستعداد فی اعلى مستویاتها التعبویة والجهوزیة ، وان تتضافر الجهود النضالیة المادیة والمعنویة فی سبیل حمایة العالم الاسلامی من مشاریع الاستکبار العالمی والصهیونیة المجرمة، وأطروحاتهما الزائفة وشعاراتهما المضللة.
صفوة القول ان العلاقة المصیریة بین ایران والصحوة الاسلامیة مطالبة الیوم اکثر من أی وقت مضى بفضح ألاعیب امیرکا واوروبا واسرائیل وسماسرة البترول والاعلام المعروفین، والوقوف سدا منیعا امام کل التحرکات  العدوانیة والممارسات المشبوهة الساعیة للانتقام والثأر من (محور المقاومة والممانعة) و انتصاراتها الرائعة، لان هذا المحور یشکل الجبهة الامامیة لمکافحة سلوکیات الغطرسة والتسلط والطغیان والقرصنة الدولیة، حتى وان تقمصت کذبا وخداعا لبوس "مؤتمرات الاصدقاء" فی أی مکان بالعالم.

رمز الخبر 183911