ذکر مرکز ویلسون للأبحاث تحلیلاً للزیارة التی قام بها وزیر الخارجیة الایرانی علی أکبر صالحی مؤخراً إلى القاهرة، وأکّد أنّها قد فتحت الباب لمحادثات وعلاقات واسعة بین مصر وإیران

 

ونشر هذا المرکز مقالاً تحت عنوان "إیران - مصر، تطلعات وحدة جدیدة" بقلم "جاشوا ستیتشار" الخبیرة فی مرکز "وودرو ویلسون" الدولی؛ وقد طرحت کاتبة المقال السؤال التالی: ما هو واقع العلاقات بین الإخوان المسلمین وإیران بعد الزیارة الثالثة التی قام بها علی أکبر صالحی إلى القاهرة منذ أن تسلم محمد مرسی زمام الأمور عام 2012؟
لقد بدأت المحادثات بین إیران ومصر بعد أن قُطعت العلاقات الدبلوماسیة مدّة 23 عاماً، وذلک عندما تمکّن الإخوان المسلمین من قیادة مصر، ولکن لا توجد بین هذین البلدین وحدة طبیعیة. فحرکة الإخوان المسلمین هی حرکة إسلامیة سنّیة یربطها اتحاد قوی مع بلدان الخلیج الفارسی ولیس مع إیران. والحقیقة أنّ الخلافات بین الشیعة والسنة فی منطقة الشرق الأوسط لیست بادیة المعالم بشکل واضح، إذ إنّها تُطرح على أساس أوهام وتصورات. ولکنّ بعض الأطراف ذات النفوذ فی المنطقة، کالسعودیة، قد بذلت الکثیر من الأموال بغیة تنبیه الناس إلیها، وبالطبع فإنّ هذه القوى تزاول نشاطاتها حسب أصول طائفیة.
أمّا القضیة المشترکة التی تعدّ من المشترکات بین إیران ومصر، هی القضیة الفلسطینیة، حیث تربطهما علاقات وثیقة بحرکة حماس التی هی حرکة سنّیة لها أجنحة عسکریة وسیاسیة. وکذلک فإنّ الإخوان المسلمین قد أعلنوا دعمهم لحزب الله لبنان الذی هو حرکة شیعیة مدعومة من إیران، ولکنّ هذا الدعم لا یعنی وجود علاقة إیدیولوجیة مشترکة لأنّ حرکة الإخوان تساند کل فئة مغلوبة على أمرها.
وأضافت الکاتبة: اتحاد إیران ومصر من شأنه تغییر المعادلات السیاسیة فی المنطقة، إذ لکلیهما برامج عملیة مشترکة ولکن قد تکون أهدافهما مختلفة. فالموضوع الأساسی فی السیاسة المصریة هو سوریا التی تدعم إیران حکومتها، ولکنّ مرسی انتقد الرئیس السوری بشار الأسد مراراً، کما طرح مشروعاً تشترک فیه کلّ من مصر وإیران والسعودیة وترکیا لفضّ النزاع فی سوریا. وقد أکّد مرسی أنّ طهران تلعب دوراً أساسیاً فی حلّ الأزمة السوریة.
إنّ مصر فی الوقت الراهن ترغب بمعرفة النتائج التی ستتمخّض عنها المحادثات مع إیران، ولکن لا یزال أمام البلدین طریق طویلة لتحقیق اتحادٍ یغیّر المعادلات السیاسیة فی المنطقة، واحتمال ذلک ضعیف لعدم تعیین الجانبین لمتطلباتهما بشکلٍ صریحٍ.
وما تجدر الإشارة إلیه أنّ مصر لا ترغب بفقدان الدعم الأمیرکی لها، لذا فإنّ زیارة صالحی ستتناول محادثات واسعة بین البلدین ولا سیما فی المجال الاقتصادی، وبالتالی فإنّ اتحادهما فی الوقت الراهن لتغییر المعادلات السیاسیة فی المنطقة غیر مطروحٍ. فضلاً عن التقارب المصری الأمیرکی، فإنّ إیران لیس لدیها ما تقدّمه لمصر، لذا فطهران لا تستطیع السیطرة على القاهرة عن طریق تقدیم مساعدات خارجیة أو أسلحة، [على حد وصفها] کما أنّ الأولى لیس لدیها نفوذ فی صندوق النقد الدولی والبنک الدولی. ومن ناحیة أخرى فإنّ واشنطن وحلفاءها فی الخلیج الفارسی یقدمون دعماً مالیاً للقاهرة وتربطهم علاقات وثیقة مع المنظمات المالیة الدولیة.
ومن الجدیر بالذکر أنّ وسائل إعلام بلدان الخلیج الفارسی تعارض تحسّن العلاقات بین القاهرة وطهران.

رمز الخبر 184202