خبراونلاین – کلما یتم تناول قضیة عقد اجتماع ایران ومجموعة 1+5 ، یعتبر مکان عقد هذا الاجتماع اهم موضوع تتناوله وسائل الاعلام.

 

 

 

عند سؤال الصحافیین لوزیر الخارجیة الایرانی علی اکبر صالحی عن مکان عقد الاجتماع القادم حول برنامج ایران النووی تحدث عن اجراء مشاورات مع مصر لعقده هناک. الاجتماعات السابقة بین ایران والدول الست عقدت فی موسکو، بغداد، انقرة وفیینا فیما یتم الاتیان الیوم على ذکر اسم القاهرة او مدن مصریة اخرى بهذا الخصوص . وفی هذا السیاق اجرى موقع خبراونلاین حوارا مع حسن بهشتی بور المدیر السابق لقناة العالم الاخباریة حدثنا خلاله حول اهمیة مکان عقد المفاوضات النوویة وتأثیراتها.

ما هی الخصائص التی ینبغی ان یتسم بها البلد المضیف ؟

فی الاساس عندما یکون الخبر او الموضوع الخبری ، موضوعا مهما نرى ان کل ما یتعلق به یصبح حساسا. الحقیقة هی ان مکان عقد مفاوضات ایران و1+5 لیس بالامر المصیری ولیس له تأثیر على سیر المباحثات. اما من الناحیة السیاسیة فان البلد المضیف لعقد هکذا مباحثات یعتبر مهما فی حال التوصل لاتفاق او یسهم فی المساعدة على ازالة المشکلة القائمة ولا شک سیعتبر ذلک خطوة ایجابیة من قبل ذلک البلد على الساحة الدولیة وعاملا فی تسجیله نقطة ایجابیة لصالحه. لکن وبالنسبة للجانبین (ایران و1+5) لا یوجد اختلاف مؤثر واساسی حول ان تکون المفاوضات فی موسکو، القاهرة، انقرة او بغداد. المهم للجانبین هو امکانیة ادارة المفاوضات والمساومة السیاسیة فی اطار مطالباتهما.

کیف یتم اختیار هذه المدن لعقد مباحثات ایران و1+5 وما هی الآلیات والعوامل الدخیلة فی هذا الانتخاب؟

عادة تتم موافقة کلا الجانبین حول مکان الاجتماع لکن کل من وجهة نظره. اما وعلى سبیل المثال فان مدینة مثل جنیف فی سویسرا مرکز المنظمات الدولیة وتمیزها بسهولة ارتباطها بمختلف الفنادق وضمان امن مکان انعقاد الاجتماعات تعتبر مدینة ذات خصائص ومیزات لازمة لعقد هکذا اجتماعات. مدینة تم اختبارها بهذا الخصوص لعشرات المرات حیث کانت مکانا لانعقاد مختلف الاجتماعات الدولیة. لکن وعلى سبیل المثال فی حال انعقاد اجتماع فی بغداد فان موضوع توفیر امن مکان الاجتماع یتم طرحه هنا، وسهولة وصول وسائل الاعلام الیه تعتبر من العوامل الدخیلة والمؤثرة فی ذلک. لقد اعلن الوفد الایرانی منذ فترة ان المفاوضات ینبغی ان تعقد فی بلد لیس له موقف علنی وصریح ضد ایران او قیامه باتخاذ خطوات محددة ضد ایران. لذا اذا ما تقرر عقد المفاوضات فی لندن او باریس فلن تکون ایران على استعداد لتقبل ذلک.

وهل تعتبر مصر خیارا مناسبا لعقد هذا الاجتماع؟

ان مصر الجدیدة باتت تثبت نفسها رویدا رویدا على صعید الساحة الدولیة. هناک اختلاف بین مصر الجدیدة ومصر مبارک. لکن عقد هذه المفاوضات فی القاهرة او شرم الشیخ (التی تتمتع بتاریخ حافل فی احتضانها للعدید من الاجتماعات الدولیة)، ربما یطرح الیوم بسبب نظرة ایران حول امکانیة استبدال ترکیا بمصر بسبب علاقاتها غیر الجیدة حالیا بسبب الازمة فی سوریا. ربما هناک امل فی ان یسهم هذا الموضوع فی کسر الجمود الذی یخیم على علاقات ایران ومصر . بالطبع من وجهة نظری فانی استبعد هذا الامر. بکل الاحوال تعاطی المصریین ازاء اعادة الدفء لعلاقاتهم مع طهران بحیطة وحذر یعود لاسباب اخرى. ومع هذا فان استضافة اجتماع ایران و1+5 فی مصر یعتبر نقطة ایجابیة وامتیازا للمصریین.

اذا ما اردنا عقد هذه المفاوضات فرضا فی بلد اوروبی وفقا لهذه العوامل التی اشرتم الیها ما هی الدول التی تمثل خیارا مناسبا لعقد هذا الاجتماع؟

یبدو ان مواقف الدول الاوروبیة لا تختلف عن بعضها البعض ازاء ایران. الاجواء القائمة عل صعید العلاقة بین ایران والاتحاد الاوروبی لیست ملائمة ولهذا اسباب عدیدة. لکن وبکل الاحوال لا اختلاف ملموس بین ای عاصمة اوروبیة تستضیف هذا الاجتماع. ومع هذا هناک مدن اوروبیة معروفة باحتضانها للاجتماعات الدولیة، کما ان مدینة مثل فیینا فی النمسا تتمتع بخصائص مناسبة الى حد ما لعقد الاجتماع فیها. لکننی اکرر من جدید ان مکان عقد هذه المفاوضات لا یؤثر فی نتیجتها.

هل من الممکن ان یسهم عقد هذا الاجتماع فی مصر بالتأثیر على علاقات البلدین؟

ان اقامة هذا الاجتماع فی مصر یعتبر بمثابة تسجیل نقطة لصالح المصریین اما حول اسهام هذا الموضوع فی تحسین علاقات مصر وایران فالحقیقة هی ان علاقات ایران ومصر لم تتحسن لاسباب اخرى والتی لا علاقة لها بالمفاوضات وهو موضوع خارج نطاق موضوع بحثنا الیوم. ان التفکیر بان اقامة هذا الاجتماع فی مصر سیعمل على تحسین علاقات ایران ومصر امر لا یتفق مع الواقع وحقیقة الامور.

رمز الخبر 184236