قال الرئیس بشار الأسد فی لقاء مع قناة أولوصال الترکیة وصحیفة "ایدنلیک" بثتها صفحة المکتب الاعلامی فی الرئاسة السوریة أن الحکومة الترکیة تساهم فی قتل الشعب السوری بشکل مباشر، مشیراً أن سوریا ترفض الأعمال الإجرامیة، لافتاً أن: "الشعب الترکی شعب شقیق وأردوغان یرید أن یفتعل صداماً على المستوى الشعبی وبالتالی یحصل على بعض الشعبیة التی خسرها".

 

واتهم الرئیس السوری بشار الأسد رئیس الحکومة الترکیة رجب طیب أردوغان، بأنه یحمل عقل جماعة الإخوان المسلمین وأنه رأى فی الأحداث التی تحصل فی العالم العربی فرصة له لإطالة عمره السیاسی.

وأضاف الرئیس الأسد أننا فی سوریا لن نقع فی هذا الفخ لأسباب مبدئیة ولأن مصلحتنا مع الشعب الترکی ومشیراً أن الدخول فی صراع بین الشعبین لن یخدمنا وسیجعل الأمر معقداً.
وقال الرئیس الأسد: "ماقمنا به خلال الـ 10 سنوات الماضیة هو محاولة لمحی الماضی السیىء بین العرب والأتراک، وأردوغان یسعى لإعادة هذا التاریخ".
وقال الرئیس الأسد: لم نلق القبض على أی شخص فی المخابرات أو الجیش الترکی فی سوریا ولکن هذا لا یعنی أنهم غیر متورطین لأن المخابرات تقوم بتقدیم الدعم من أراضی أخرى وتؤمن کل التدریب والتجهیزات والاتصالات وکل أشکال الدعم السیاسی أو الإعلامی، وضمن الاعترافات التی حصلنا علیها من الکثیر من الإرهابیین توضح أن هناک اشخاص فی ترکیا متورطین."

قال الأسد «یبدو أن أردوغان رأى فی الأحداث التی تحصل فی العالم العربی فرصة له لإطالة عمره السیاسی. هذا الرجل عقله عقل إخوان مسلمین. وتجربتنا مع الإخوان فی سوریا منذ أکثر من 30 عاما هم أنهم مجموعة انتهازیة تستخدم الدین من أجل مصالح شخصیة. هو رأى بأن دولا أخرى قامت بها ثورات أو انقلابات أو تدخلات أجنبیة أتت بمجموعات من الإخوان إلى الحکم، فرأى فی هذا الأمر فرصة کبیرة لاستمراره فی الحکم لسنوات طویلة، فانقلب على سوریا لأن فی ذلک فرصة شخصیة للاستمرار فی الحکم. ومنذ البدایة، وقبل الأزمة، کان اهتمام أردوغان منصبّا على الإخوان أکثر من اهتمامه فی موضوع العلاقات السوریة ـ الترکیة واهتمامه بترکیا نفسها. هکذا یفکر هذا الشخص. فعندما أتت هذه الظروف قرر أن یقف مع مصالحه قبل مصالح سوریا وترکیا. حاول التدخل فی الشؤون الداخلیة السوریة، ومن ثم بدأوا بدعم الإرهابیین علناً وتورطوا فی الدماء السوریة، ومن الطبیعی أن تنقطع العلاقة بیننا وبینهم».

وحول إعلان أردوغان انه قدم اقتراحات له من أجل الإصلاح، وعدم أخذه هذه الاقتراحات بالاعتبار، قال الأسد «للأسف، لم یقل أردوغان کلمة صدق واحدة منذ بدایة الأزمة. لقد قدم مقترحات عامة تتحدث عن أن الشعب السوری یجب أن یقرر من یکون رئیسه وأی نظام یریده، وهذا ما قلته. والآن لدینا حوار فی سوریا، نحضّر له، وستجتمع فیه کل القوى السیاسیة وتقرر ما تریده، ولیس ما یریده أردوغان. هناک سؤال، وهو إذا کان أردوغان قدم مقترحات لکی تحل المشکلة فی سوریا فما علاقة هذه المقترحات بدعم المسلحین؟ أردوغان الیوم یقوم بجلب المسلحین، بتمویل قطری، ویؤمن لهم السلاح عبر الأراضی الترکیة والخدمات الطبیة ویرسلهم إلى سوریا. هل هذا المقترح کان موجوداً بین المقترحات التی قدمها لی، أم أن هذه المقترحات کانت مجرد غطاء یستخدمه لکی یصل إلى هدفه. هو یعرف أننا کنا مع الحوار، ومنذ الیوم الأول أعلنّا موافقتنا على الحوار مع کل القوى السوریة، وعندما فشلت المرحلة الأولى، التی کانوا یسمونها المرحلة السلمیة، انتقلوا إلى دعم المسلحین. أردوغان یکذب ویستخدم هذه المقترحات مجرد قناع. نحن نقبل النصیحة من أی جهة ولکن لا نقبل على الإطلاق التدخل فی الشؤون الداخلیة السوریة. وعلى ما یبدو أن أردوغان فهم موقفنا خطأ، وفهم بأن العلاقة الأخویة بیننا وبین ترکیا تسمح له بالتدخل فی الشؤون الداخلیة السوریة بهدف العمل على إسقاط الدولة، ولکن الموضوع کان واضحاً بالنسبة لی منذ الأیام الأولى».
ونفى الأسد أن تکون السلطات السوریة تفکر بالرد بالمثل على دعم الأتراک للمسلحین، موضحاً «هذا ما یریده أردوغان، لأنه یرید وقوع صدام على المستوى الشعبی بین البلدین حتى یحصل على الدعم الشعبی لسیاساته لیستعید بعضاً من شعبیته التی خسرها». وأضاف «حتى الیوم لم نلق القبض على أی عنصر استخبارات ترکی، لکن عدم وجود استخبارات على أراضینا لا یعنی أنها غیر متورطة».
وقال الأسد «نحن منذ أن بدأ التحرک داخل ترکیا منذ عدة سنوات باتجاه حل المشکلة الکردیة کان موقفنا الواضح والصریح هو دعم أی حل بین الأکراد والأتراک، لأننا لا نرید أن نرى المزید من الدماء فی بلدکم والتی ستنعکس سلباً على المنطقة.

وأضاف الرئیس الأسد "نحن ندعم أی حل صادق فی هذا الاتجاه لأن الأکراد جزء طبیعی من نسیج المنطقة، هم لیسوا ضیوفاً أو مهاجرین جدداً. هم یعیشون فی هذه المنطقة منذ آلاف السنین".

وقال الرئیس الأسد رداً على سؤال حول الاشاعات التی تبث عن مکان وجوده: "أنا موجود أمامکم ونحنا فوق الأرض ولیس فی ملجأ وهذه الإشاعات التی یحاولون بثها من وقت لآخر هی للتأثیر على الروح المعنویة للشعب السوری وأنا لا أعیش لا فی بارجة روسیة ولا فی إیران، أنا أعیش فی سوریا فی نفس المکان الذی کنت أعیش فیه دائماً.
وقال الرئیس الأسد: "الصراع فی سوریا لم یکن بالأساس صراع محلی هناک حراک داخلی فی سوریا لکن الموضوع برمته هو خارجی وهو صراع خارجی على سوریا مرتبط بالخارطة الإقلیمیة."
وحذر الرئیس السوری بشار الاسد من انعکاسات "تقسیم" سوریا على المنطقة  وبعدها بتأثیر الدومینو الى دول ربما بعیدة فی الشرق الاوسط" ،محذرا من عدم استقرار فی دول الجوار یستمر "سنوات وربما عقود طویلة".

وعن دعم أمیرکا وترکیا وفرنسا ودول خلیجیة لطرف فی سوریا وما إذا کان یفکر بترک منصبه بسبب مطالبة أکثر من 100 دولة بهذا الأمر، قال الأسد «هناک عدد کبیر من الدول الغربیة والإقلیمیة تقف ضد الرئیس وفی الوقت ذاته یقف شعبه ضده، فکیف یبقى؟ وکیف تصمد سوریا لمدة سنتین؟! أنا رئیس منتخب من قبل الشعب السوری، لذلک فإن النتیجة هی أن مجیء رئیس أو ذهاب رئیس هو قرار یتخذ داخلیا».
وتابع «هل هذه الدول حریصة على دماء الشعب السوری؟ إن الولایات المتحدة تقف مع جرائم إسرائیل وارتکبت المجازر فی أفغانستان والعراق. فرنسا وبریطانیا ترتکبان، بتغطیة أمیرکیة، المجازر فی لیبیا. الحکومة الترکیة الحالیة منغمسة بالدماء السوریة. هل هذه الدول حریصة على الدم السوری؟ هذا القرار هو قرار شعبی سوری ولا علاقة لأی دولة به».

وأکد الرئیس الأسد: "إن البریکس لا تدعم الرئیس بشار أو الدولة السوریة بل هی تدعم الاستقرار بالمنطقة، فإذا حصل فی سوریا اضطراب وصل لمرحلة التقسیم أو سیطرة الإرهابین فی سوریا أو کلا الحالتین فلا بد أن ینتقل هذا الوضع مباشرة إلى الدول المجاورة أولاً وبعدها بتأثیر الدینمو إلى دول بعیدة عن الشرق الأوسط، وهذا یعنی خلق حالة من عدم الاستقرار لسنوات وربما لعقود ومن هنا وقفت البریکس مع الحل السیاسی فی سوریا فی مواجهة القوى الغربیة."

وأشار إلى أنه "فی لبنان هناک أطراف مختلفة تساعد أو تقف ضد إدخال الإرهابیین إلى سوریا، لکن ترکیا تقوم رسمیاً باحتضان الإرهابیین وإدخالهم إلى سوریا"

وأضاف الرئیس الأسد: "نحن محاطون بمجموعة من الدول التی تقوم بمساعدة الإرهابیین للدخول إلى سوریا ولیس بالضرورة أن کل هذه الدول متورطة، فمثلاً العراق هو ضد تسریب الإرهابیین لکن لدیه ظروف معینة لا تسمح بضبط الحدود، وفی لبنان هناک أطراف مختلفة تساعد أو تقف ضد إدخال الإرهابیین لسوریا، وترکیا تقوم بشکل رسمی باحتضان هؤلاء الإرهابیین، وهناک تسریب یأتینا من الأردن غیر واضح تمامًا إن کان مقصود أو لا، طالما هناک تسریب للإرهابیین سیبقى لدیک معارک مع أولئک الإرهابیین وهذا طبیعی فهی حقیقة حرب بکل ما تعنیه الکلمة ولیست مجرد أحداث أمنیة متفرقة، والإرهابیین یدخلون بالآلاف وربما بعشرات الآلاف فمن الصعب تحدید رقم دقیق".
 

رمز الخبر 184750