أکدت صحیفة "واشنطن بوست" الأمیرکیة على أن إیران هی الرابح الأول مما یجری فی سوریا وأن إعادة توازن القوى فی المنطقة یسیر لصالحها.

 

وألمحت الصحیفة فی مقال لها حول الموضوع إلى أنه فی الوقت الذی یساند "مقاتلوا حزب الله" الجیش السوری دفاعاً عن سوریا تبرز إیران کأکبر منتصر فی خضم ما یجری فی المنطقة من صراع طاحن.
وأشارت الصحیفة إلى اعتقاد عدد من المحللین والخبراء العسکریین بأنه فی الوقت الذی یعقد الرئیس الأمیرکی فی البیت الأبیض اجتماعاً مع کبار مستشاری الأمن القومی للتداول حول الخیارات المطروحة بعد التقهقر الأخیر للمسلحین فی سوریا یبدو أن معطیات الحرب الطویلة الأمد على سوریا لازالت مبهمة.
وتذکیراً بنجاح الجیش السوری فی استعادة السیطرة على مدینة "القصیر" مؤخراً قالت الواشنطن بوست: "إن إعادة توازن القوى فی المنطقة یسیر لصالح إیران"، کما ونقلت الصحیفة عن "مصطفى إعلانی" مدیر الأمن والدفاع فی مجلس الأبحاث الذی یتخذ من "دبی" مقرا له تأکیده على أن خروج سوریا من هذا الصراع منتصرة سیؤدی إلى تعزیز مکانة ووجاهة إیران فی المنطقة.
کما ونقلت الواشنطن بوست عن "محمد عبید" أحد المحللین الاستراتیجیین المقربین من حزب الله قوله: "ترى إیران أن بقاء حکومة الأسد سیبقی على الخط الممتد من طهران مروراً ببغداد ودمشق ووصولاً إلى بیروت ومارون الرأس متصلا".
وتابع عبید: "یُعدّ حزب الله جزءاً من الاستراتیجیة الإیرانیة، فهذا النصر سیجَیَّر لصالح جبهة إیران والعراق وسوریا وحزب الله فی مقابل الجبهة التی تدعمها الولایات المتحدة".
هذا فی الوقت الذی لم تأل الولایات المتحدة جهداً إلا وبذلته للإطاحة بحکومة بشار الأسد بحیث لم یبق خیارات (بما فیها إرسال السلاح إلى المسلحین فی سوریا وإمکانیة فرض منطقة حظر طیران) إلا ونوقشت فی البیت الأبیض.
وأضافت الصحیفة: لقد تحدثت الإدارة الأمیرکیة فی الأشهر الماضیة علناً عن دعم المعارضة السوریة بالسلاح لکنها ظلت مترددة فی ترجمة کلامها عملیا لعدم رغبتها بوقوع هذه الأسلحة بید العناصر المرتبطة بالقاعدة والزمر المتشددة.
وتابعت: بینما نفى أوباما سابقا أی تدخل بری للقوات الأمیرکیة فی سوریا فإن سائر الخیارات ـ ومنها استخدام سلاح الجو لضرب المقاتلات والمروحیات المسلحة وسائر التجهیزات الجویة السوریة ـ تناقَش جدیاً فی الظروف الراهنة، هذا فی حین أعلنت جهات أمیرکیة مطلعة أن فرض منطقة حظر طیران أو أی تدخل عسکری أمیرکی فی سوریا مستبعد فی الوقت الحاضر.
 

رمز الخبر 185019