منحت طهران مساعدات عسکریة للجیش اللبنانی بغیة تعزیز دور المؤسسة العسکریة فی مکافحة الإرهاب فیما رأى أمین مجلس الأمن القومی الإیرانی علی شامخانی أن التحالف الأمیرکی لا یستند إلى مسوغ قانونی أو أخلاقی للتدخل المباشر فی المنطقة ، فی وقت اتفق الجانبان السوری والإیرانی على أن مکافحة الإرهاب یجب أن یکون من خلال ضرب الفکر التکفیری الإرهابی إضافة إلى مکافحة الإرهاب فی المنطقة.

فایران لا تدخر جهداً لتثبیت مواقفها تجاه الإرهاب فی المنطقة وأطر مکافحته، إلى لبنان وسوریا توجه أمین مجلس الأمن القومی الإیرانی علی شامخانی، وخلال تلک المرحلة الحساسة من واقع المنطقة تم بحث الواقع السیاسی والمیدانی وسبل المواجهة.

المنحة المقدمة للجیش اللبنانی تدل على أن إیران تسعى لدعم ثلاثیة الشعب والجیش والمقاومة واحترام السیادة اللبنانیة عبر مخاطبة مؤسساتها وهو ما أکدته جولة شامخانی على الأقطاب اللبنانیة حیث زار رئیس مجلس النواب نبیه بری والأمین العام لحزب الله السید حسن نصر الله إضافة إلى رئیس الحکومة تمام سلام یأتی ذلک فی الوقت الذی یتعرض له الجیش اللبنانی لهجمات الجماعات الإرهابیة التی أسرت منه العشرات وعرضت بعضهم للذبح، وفیما تدعم إیران شعوب ومؤسسات الدول التی تتعرض للإرهاب دون التدخل المباشر رأت أن التحالف الأمریکی لا یستند إلى أی مسوغ قانونی أو أخلاقی کما أنه لا یخدم المصالح الأمنیة لشعوب المنطقة.

وتتشارک إیران وسوریا فی الرؤیة ذاتها للتحالف الأمیرکی وهو ما أکده الرئیس الأسد خلال لقاء شامخانی حیث أشار إلى أن محاربة الإرهاب لا یمکن أن تکون على أیدی الدول التی ساهمت فی إنشاء التنظیمات الإرهابیة ودعمها لوجستیاً.

وهو ما یؤکده الواقع المیدانی حیث نفذت قوى التحالف الأمیرکی أکثر من أربعة آلاف طلعة جویة منذ بدء الغارات الجویة للتحالف إلا أن العنف من قبل الجماعات الإرهابیة یتصاعد حیث ما تزال الموصل ثانی أکبر مدن العراق بید جماعة داعش، کما أنها تتوسع فی الأراضی السوریة وباتت قاب قوسین من عین عرب الکردیة التی تؤوی أکثر من ستمئة ألف شخص إضافة إلى استمرار دعم الدول المتحالفة مع أمیرکا لتلک الجماعات.

وعلیه فطهران ودمشق تریان أن مکافحة الإرهابیین میدانیاً لا بد أن یقابله ضرب الفکر التکفیری والإرهابی وملاحقته فی کل مکان دون حصره فی المناطق الملتهبة، فالفکر التکفیری الإرهابی ینشط فی تونس والمغرب ولیبیا کما أنه ینشط فی الیمن حیث تتواجد مقرات لتنظیم القاعدة وجماعة داعش إضافة إلى التشدید على المطالبة بوقف الدعم من قبل الدول الداعمة للإرهاب والتی تسوق نفسها على أنها بعیدة عنه من خلال انضوائها فی التحالف الأمیرکی الذی تدور الشکوک حول نوایاه تجاه المنطقة.

وحول المساعدات الایرانیة للجیش اللبنانی قال النائب اللبنانی السابق نزیه منصور: "فی ظل الازمات الموجودة فی المنطقة والتهدیدات التی یتعرض لها لبنان والذی بدأت بعض الاطراف الاقلیمیة والدولیة تتحدث عن مساعدات للبنان وتقدیم هذه المساعدات عبر وسائل الاعلام وتتسابق فیما بینها اعلامیا، تؤکد الجمهوریة الاسلامیة فی ایران وقوفها مع لبنان فی عز منحته فاوصل لبنان الى تحریر ارضه فی حرب تموز وفی الصراع مع الکیان الصهیونی".

واضاف منصور فی حدیث خاص لقناة العالم الاخباریة: "ان الجمهوریة الاسلامیة الان تثبت انها تقف عملیا ولیس نظریا عبر وسائل الاعلام وبمزایدات اعلامیة وسیاسیة وسمسرات من هنا وسمسرات من هناک".

وتابع: "عندما یحضر رئیس المجلس الامن القومی الایرانی والذی کان فی السابق وزیرا للدفاع وانه من اصول عربیة هذا یؤکد ان الجمهوریة الاسلامیة تثبت هذه المرة وفی کل ازمة تمر بها لبنان انها جادة (ایران) فی دعمها للمقاومة والان تدعم الجیش اللبنانی بدون ای شرط او قید فی ظل ظروف الراهنة، فاقفلت على کل الدول الغربیة والدول الاقلیمیة التی تضع شروطها... کیف یتم توزیع المال وکیفیة صرفه ونوعیة الاسلحة...، بینما نرى ان الجمهوریة لا تضع ای شرط بل تعطی للبنان وبشکل واضح وصریح وتدعو وزیر الدفاع اللبنانی مع قیادة الجیش لقیام باختیار الاسلحة التی تناسبها دون ایة صعوبات ودون ای مقابل".

رمز الخبر 187738