أجرت مجلة مرایا حوار خاص مع رئیس لجنة الامن القومی الایرانی الدکتور علاء الدین بروجوردی، تناول العدید من المواضیع سیما الاتفاق النووی الایرانی وانتصار المقاومة علی العدوان الاسرائیلی عام 2006 .


 

 

1- الاتفاق النووی هو الحدث الابرز فی هذه المرحلة ، بدایة کیف تقرأون هذا الاتفاق فی الداخل الایرانی ؟ وإلی ای مدی یُجمع الشعب الایرانی علی بنود الاتفاق ؟
کما تفضلتم وأشرتم إنّ المفاوضات النوویّة تحولٌ تاریخیٌّ هام، لا سیّما أننا وقعنا تحت حظر واسع ظالم لسنوات عدة، وأُصدرت ضدنا ستة قرارات،علی الرغم من أنّه مع إرشاد وتوجیه صاحب مقام القیادة المعظم وصمود الناس لم ینفذ أو یطبق بند واحد من هذه القرارات الستة، ولکن علی کل حال کان هذا ظلماً یجب أن یرفع، ولکن جرّاء هذا الصمود والمقاومة وکذلک إرشادات صاحب مقام القیادة المعظم والقدرات الجیدة لفریق المفاوضین، نجحنا فی نهایة المطاف أن نتخلص من ظلم هذه القرارات الستة، وبالتأکید قبلنا بقیود مقابل مجموعة من النقاط الإیجابیة کنتائج لهذه القرارات، التی أولها: الخروج من الفصل السابع، والقرارات التی کانت صادرة وثانیها الاعتراف بالتخصیب فی إیران ودخول إیران ضمن اتحاد البلدان المصدرة للمواد النوویة، إذ أنّنا نستطیع فی الواقع أن نصدر نتاجاتنا المخصبة إلی السوق العالمی، وأن نستورد الیورانیوم الخام الذی هو نفسه مؤثر فی مجموعة حرکة عمل النشاطات النوویة السلمیة للجمهوریة الإسلامیّة الإیرانیّة، وکذلک الماء الثقیل کمنتج ذی قیمة واستراتیجی قابل للتصدیر، وهذه أول عینیة لحضورنا فی السوق النووی العالمی والقبول العالمی لهذه الحقیقة هو نتیجة قدرات الجمهوریة الإسلامیّة الإیرانیّة.
کذلک تعرّضنا لحظر سیاسی ولم یکونوا حاضرین للتواصل مع بلادنا، تقدّم الآن عدد کبیر من المسؤولین رفیعی المقام فی بلدان العام الکبیرة طلبات للمجیء إلی الجمهوریة الإسلامیّة الإیرانیّة، والتفاوض مع مسؤولی البلد، وکذلک فی ما یتعلّق بعشرات الملیارات من أموالنا المجمدة، وتحریر هذه الأموال یمکن أن یکون مفیداً جداً لاقتصادنا ،ونخرج من قیود تصدیر النفط التی حدثت بسبب الحظر، و نستطیع أن نخلق فی ظرف عشر سنوات قادمة تحول جدید فی میدان اقتصاد البلد، إلی جانب الاستمرار بالنشاطات السلمیة النوویة.
2. أطراف عدة إقلیمیة ودولیة حاولت عرقلة هذا الاتفاق وعلی رأسهم المملکة العربیة السعودیة والکیان الاسرائیلی ، إلا أن إدارة اوباما کانت مصرّة علی توقیع الاتفاق .
لماذا دافعت إدارة اوباما دفاعا مستمیتاً من أجل توقیع هذا الاتفاق فیما الکونغرس وإسرائیل والسعودیة إعتبروا أن هذا الاتفاق خطأ تاریخی ؟
أوباما جرّاء التنافس الحزبی مع الحزب الجمهوری، کان یحب أن یقفز قفزة نوعیة، وإصرار أوباما علی توافق شخص بعده هو تنافسات حزبیة فی الانتخابات المستقبلیة لرئاسة الجمهوریة. ثم ثانیاً الدعایات الواسعة التی أجریت لأوباما فی العالم وفی أمریکا حیث استطعنا [بحسب زعمهم ] أن نبعد إیران عن صناعة القنبلة النوویة، علی الرغم من أنّ هذا الموضوع لم یکن أبداً فی قانون الجمهوریة الإسلامیّة الإیرانیّة ، وفی حالة عدم وصول المفاوضات إلی نتیجة یعنی هزیمتهم فی إستراتیجیة الحظر هذه من قبل أمریکا. من ناحیة أخری أدّی إلی قبول الجدال مع حلفائه ویقف مقابل الکونجرس، والآن نحن فی هذه الأیام نری جدالاً بین وزیر الخارجیة وکذلک الطاقة والخزانة فی الکونغرس ، یعنی أن الموضوع کان تحقیق أوباما أی إنجاز مهم لأجل الانتخابات الرئاسیة .
3.بصراحة أکثر ، ما مشکلة المملکة العربیة السعودیة مع الجمهوریة الاسلامیة الایرانیة ؟
تشعر المملکة العربیّة السعودیة أنّها لم تنجح فی أزمات المنطقة، وربّما خطأ تعتبر المملکة السعودیة أن إیران هی المسؤولة عن هذه الهزائم فی المنطقة ، ولهذا تسعی أیضاً مع نوع من التظاهر بالقدرة، الذی هو فی الواقع تظاهر کاذب، لأنّ قتل أناس بدون ذنب فی بلد فقیر نظیر الیمن لیس دلالة علی القدرة أبداً، ولهذا أیضاً فإنّ سیاسات المملکة العربیّة السعودیة العدوانیة فی العراق وسوریة وفی لبنان والیمن أیضاً واضحة بشکل کبیر من دون أن تصل إلی نتیجة. فی الواقع سیاسة المملکة العربیّة السعودیة ستؤدی إلی تعرض هذا البلد من الداخل أیضاً لأزمات جدیّة فی المستقبل.
4.إیران الثورة علّمت کل الشعوب المستضعفة ثقافقة المقاومة وأن امریکا هی الشیطان الاکبر .
کیف یمکن لإیران الاتفاق مع امریکا الشیطان الاکبر ؟ ألا یعد هذا ازدواجیة فی التوصیف السیاسی ؟ بمعنی آخر هل ستتبدّل شعارات الثورة الاسلامیة بعد هذا الاتفاق ؟
آداب صاحب مقام القیادة المعظم وخطاباته القطعیة وفصل مسائل المنطقة عن المفاوضات النوویة کتوجیه للفریق المفاوض، کلّ هذا مؤشر علی عدم الارتباط بین الاثنتین. نحن فصلنا موضوعنا النووی بشکل کامل للدفاع عن مصالحنا الوطنیة، واستمرت مواقفنا الثوریة فی المنطقة فی غضون المفاوضات النوویة، وفی هذه الأیام تستمر أیضاً بشکلٍ أکثر متانة، وستستمر هذه السیاسة فی المستقبل أیضاً، لهذا نری أنّنا نشهد بشکل کامل قبول هذه الحقیقة من قبل قوی المنطقة الثوریة وقد مجّد السید حسن نصر الله أیضاً هذا الاتفاق وکذلک المواقف الثوریة للجمهوریة الإسلامیّة الإیرانیّة فی المنطقة، لهذا فإن هذه الاضطرابات ، لیس اضطرابات واقعیة.

 

رمز الخبر 188335