أشاد خبراء اقتصادیون مصریون بالتقدم الصناعی الهائل بایران داعین مصر الی الاستفادة منه وتفعیل العلاقات الاقتصادیة والتجاریة بین البلدین الاسلامیین الکبیرین معتبرین ثورة 25 ینایر بمصر بمثابة بوابة لإعادة إطلاق العلاقة بین القاهرة وطهران.

وأشار الخبراء إلی أن حجم التبادل التجاری بین البلدین لا یتجاوز مبلغ 100 ملیون دولار فقط، وهو رقم متواضع، بالنظر إلی حجم اقتصاد البلدین، وتحدث الخبراء فی تصریحات ل'ارنا' من القاهرة عن آفاق واسعة لتطویر العلاقات فی ضوء التطور لعدد من القطاعات الصناعیة فی البلدین، فضلاً عن تطور أسواقهما التجاریة بما یسمح بالتعاون فی مجالات الصناعة والطاقة.
فمن جهتها قالت الدکتورة یمن الحماقی أستاذ الاقتصاد بجامعة عین شمس، إن ثورة 25 ینایر فی مصر، فرضت کثیراً من التحولات، علی صعید علاقاتها السیاسیة والاقتصادیة مع العالم، خاصة مع إیران، وأنه من مصلحة مصر الاقتصادیة، أن تدعم علاقاتها مع إیران، لتحقیق شراکات اقتصادیة وتجاریة والاستفادة من خبراتها الاقتصادیة فی المجالات التکنولوجیة والصناعیة والتی یمکن أن تحقق ملیارات.
وأشارت إلی أن إیران قوة صناعیة هائلة، ولدیها اقتصاد ینمو علی أسس صحیحة، وأنها تمکنت من تحقیق نجاحات فی مجالات الطاقة والمفاعلات النوویة والصناعات النسیجیة والتکنولوجیة، وأن هناک بعض الاستثمارات الإیرانیة فی مصر، مثل شرکة مصر- إیران للغزل والنسیج، وأنه یمکن تنمیة هذه الشرکات فی المستقبل.
وأضافت أن إیران فی کل الأحوال تعتبر قوة اقتصادیة هامة فی الوقت الراهن من الناحیتین الصناعیة والتکنولوجیة، مؤکدة أن المصالح المشترکة وتبادل المنافع یجب أن یکونا الفیصل الحاسم بین الدول بعضها البعض بما فی ذلک مصر وإیران، حیث یمکن لمصر الاستفادة من الخبرات الإیرانیة فی مجالی الطاقة والصناعة، کما تمتلک مصر إمکانیات زراعیة وخبرات ممیزة فی مجالات أخری مثل تکنولوجیا المعلومات والتصنیع الزراعی.
ویری عادل العزبی نائب رئیس الشعبة العامة للمستثمرین، أن تحسن العلاقات بین الدولتین، یشجع الاستثمار الخاص، فی إطار الاتفاقیات الثنائیة، وقال: لا یوجد مبرر أن تعوق الخلافات السیاسیة التعاملات الاقتصادیة، مؤکدا أنه لا یجب أن تفسد السیاسة، العلاقات الاقتصادیة بین الدول، وأشار إلی أن العلاقات التجاریة بین الإمارات وإیران رغم بعض المشکلات السیاسیة بینهما .
وأوضح العزبی، 'أن قطاعات، الصناعات الهندسیة، والبترول فی إیران تشهد تطوراً مهماً، ویمکن الاستفادة من الخبرة والتجربة الإیرانیة فی هذا المجال، بالإضافة إلی مجال الصناعة بشکل عام، مشیراً إلی نجاح إیران فی تصنیع سیارة محلیة، تنتج منها حوالی 400 ألف سیارة، سنویاً یتم تصدیرها إلی الأسواق الأفریقیة والآسیویة.
من جهته أکد الدکتور محمود عبد الحی، مستشار معهد التخطیط، ضرورة تطویر العلاقات الاقتصادیة مع إیران، وألا تعوق اعتبارات السیاسة التعاون الاقتصادی بین البلدین، ویعتقد عبد الحی أن الوقت حان لتخطی الأسباب السیاسیة، خاصة مع توسع الاقتصاد الإیرانی خلال الفترة الأخیرة، وأکد أن حجم الشراکات المصریة الإیرانیة محدود مقارنة بشراکات مصر مع البلدان الأخری، مضیفا أنه رغم ذلک فقد استطاعت العدید من المنتجات المصریة، خلال الأعوام الماضیة، غزو الأسواق الإیرانیة بنجاح عن طریق التبادل التجاری، أبرزها المنتجات الغذائیة والأدویة ومستلزمات البناء والمواد الکیماویة والصناعات المعدنیة والهندسیة.
ودعا الی فتح صفحة من الشراکات والصفقات العدیدة سواء فی مجال الطاقة أو الصناعة أو النسیج أو الوسائل الکهربائیة.

رمز الخبر 157901