خبرأونلاین:لم یعد ای من المبادئ الاربعة الاساسیة لتیار ال 24 من حزیران بعیدا عن المساس به وتلویثه من قبل التیار المنحرف.

 وهذه المبادئ الاربعة عبارة عن: العدالة و التصدی للفساد مواجهة الاستکبار والاعتزاز على الصعید الدولی تعزیز الاسلام دعم الولایة ان التیار المنحرف ومنذ عام 2008 وما یلیه ، شد العزم لتشویه وجه الحکومة ووجه الرئیس احمدی نجاد فی المحاور الاربعة آنفة الذکر.
على صعید اقرار العدالة تم ادخال اشخاص غیر لائقین فی الحکومة وهناک تحرکات مشبوهة فی المجال المالی لقطاعی الصناعة والنفط (حسب الانباء الواردة شهد هذا الامر زیادة ملحوظة ومخیفة خلال العامین المنصرمین) ، وعلى صعید مواجهة الاستکبار هناک الاراجیف التی اطلقت مثل موضوع صداقة شعب اسرائیل والتعاطی الغامض مع الحکام العملاء لامیرکا فی المنطقة، وعلى صعید تعزیز الاسلام قاموا عبر اطلاق الشعارات القومیة القدیمة وتبدیل خطاب الحکومة الى حدیث هابط شبیه بالتحرر (المحبة والحب والسلام و..) والاستعراضات الهابطة "سیاسة الثقافة المنفتحة" (على صعید الحجاب والسینما ..) ، واخیرا فی مجال دعم الولایة فالامور التی نعرفها ویعرفها الجمیع لا داعی لایرادها...
من جهة اخرى نرى ان البعض یقوم بتضخیم خطر التیار المنحرف اکثر مما ینبغی. لکن هذا التیار المنحرف ومستوى ظهوره حتى الیوم وامکانیاته وخصائصه لا توحی بان لدیه القدرة على ایجاد "الفتنة".
فهم لیسوا مسلحین بترسانة نظریة وفکریة غنیة وجادة ولا یمتلکون ارثا من النخبة والاکادیمیین والمتفکرین المثقفین الذین یمکن لاحد ان یعول علیهم.
وبالرغم من تعامل هیئة الحکومة التکنوقراطیة والبیروقرایطة معهم لکن وفی نهایة المطاف فهی لا تاخذ على عاتقها تکالیف انفاقهم. کما ان موقف علماء الدین والسوق والحرس الثوری والتعبئة واضح للعیان ازائهم.
یبقى الدعم والاسناد الاجتماعی والشعبی، فخلافا لتصورات هذه الجماعة البسیطة والساذجة، فان اراء الدکتور نجاد ال 24 ملیون، وفی غیاب الاقلیة المنسجمة والناشطة التی تمثل 5-6 ملیون ومن ضمنها (انصار حزب الله وهیآت التعزیة)، لا تمثل فی حد ذاتها ثروة ذات قیمة. وهی بمثابة الثلج المخزن فبمجرد ظهور اول علامات التضخم و الرکود الاقتصادی سیذوب ویذهب الى اسفل الارض.
ان کل ما یمتلکه هذا التیار المنحرف هو شخص الدکتور "محمود احمدی نجاد" وایمانه واعتقاده وهم عبر هذه الثروة، وسیطرتهم على الحکومة لدیهم کم هائل من الفرص ، المصادر والامکانات والدعم. وهم الیوم یقومون عبر اکثر السبل سرعة واغباها بالافادة من هذه الامکانیات واستخدامها لایجاد موطئ قدم لهم اقتصادیا ومادیا.
ان تیار ما یعرف باسم تیار احمدی نجاد وفی نظرة شاملة لمسیرته التی اتخذها عقب الرابع والعشرین من حزیران، نرى انها بعیدة عن ای خطأ مبدئی او استراتیجی. ربما یمکن الحدیث عن خطأ اساسی واحد فقط وهو انتخاب اسم: تیار "احمدی نجاد" الاسم الذی لا یلیق ولا یتناسب مع تیار بهذه الاهمیة والرسالة التاریخیة التی تقع على عاتقه. فبالرغم من ان الرحلة التاریخیة للرابع والعشرین من حزیران کان لاعبها الاساسی هو احمدی نجاد، لکنه لا یمثل مهندس هذه الرحلة ولا قبطانها. فالمبادئ الاربعة التی تم الحدیث عنها فی بدایة الامر ، لم تکن ولیدة افکار احمدی نجاد ولا من اکتشافاته.
وحتى وقت قریب، کان لانصار الرابع والعشرین من حزیران قدوة وممثلا سیاسیا واحدا، هو الدکتور احمدی نجاد. لکن سواء اعجبنا الامر ام لا ، لم یعد احمدی نجاد الیوم الممثل السیاسی لهذا التیار، ولسوء الحظ لم یعد احمدی نجاد من تیار الرابع والعشرین من حزیران.
4949

رمز الخبر 162428