٠ Persons
٢٠ أكتوبر ٢٠١٢ - ١٥:٤٤

حسن هانی زادة

 

 

خبراونلاین – الارهاب الاعلامی  'Media Terrorism' و الحرب الناعمة  'Soft War' مصطلحات شائعة ومرافقة لظهور واتساع نطاق ظاهرة القنوات الفضائیة فی اللغة السیاسسة العالمیة.

کل بلد یستخدم هذه الظاهرة بخبرة وتقنیة اعلى ومن خلال توظیف امکانیات مالیة اکبر سواء سلبا او ایجابا فمن الطبیعی سیتبوأ مکانة اهم على صعید المنطقة والعالم.

الیوم وفی عصر الانفجار المعلوماتی، تتمتع وسائل الاعلام بکفاءة اکبر حتى من قنابل الدمار الشامل لانه عادة ما تکون وسائل الاعلام، الرأی العام، المعتقدات العامة للناس هی الهدف فی حین ان تستهدف القنبلة ارواح الناس.

على مر 17 عاما من نشأة ظاهرة الاعلام الفضائی نرى ان دول الخلیج الفارسی وبسبب ضعف الهیکلیة ووجود الانظمة القبلیة غیر الدیمقراطیة وخشیة ای تغییر سیاسی، لعبت دورا هاما فی المنطقة والعالم على صعید اشاعة وترویج ظاهرة الارهاب الاعلامی والحرب الناعمة.

ان الدول الست الرجعیة، التی تفتقد للثقافة وتسبب الازعاج للبشریة فی منطقة الخلیج الفارسی وبسبب تمتعها بالامکانیات المالیة الضخمة وایرادات النفط المرتفعة، عملت على تسویق واشاعة ظاهرة الارهاب الاعلامی الذی تسبب بظهور العنف السیاسی والاجتماعی فی المنطقة والعالم.

وبهذا الخصوص عملت السعودیة التی تعتبر اکثر هذه البلدان رجعیة من الناحیة الثقافیة، الاجتماعیة والسیاسیة فی العالم لعبت دورا کبیرا یتجاوز نطاق حدودها فی تسویق وتوسیع هذا "الارهاب العصری".

بالطبع استخدمت قطر هذه الظاهرة (الارهاب الاعلامی) بصورة ناعمة اکثر حیث ان تأسیس قناة الجزیرة التی یتابعها اکثر من 40 ملیون مشاهد یمکن تقییمها فی اطار هذا السیاق.

اما السعودیة ومن خلال امتلاکها لاکثر من 100 قناة فضائیة تقوم بتخصیص 10 ملیارات دولار سنویا لاشاعة الارهاب الاعلامی ما یمثل اکثر کلة یتم تخصیصها على مستوى العالم.

ان هدف السعودیة من تخصیص هذه المبالغ الضخمة فی مجال الارهاب الاعلامی، هو عرض صورة عنیفة للاسلام الاصیل، وتسویق العنف الدینی، وتسویق المذهب الوهابی الذی یتعارض مع البشریة ومواجهة المذهب الشیعی مذهب الانسانیة.

وللاسف نرى ان الغرب وبسبب مصالحه لا یمنع لاسباب سیاسیة عرض القنوات الوهابیة للعنف بل انه یخصص اقماره الصناعیة لهذه القنوات المعارضة للانسانیة.

لذا نجد ان وزراء الاعلام فی الدول الاعضاء فی مجلس تعاون الخلیج الفارسی ومن خلال الافادة من الاجواء التی تسود العالم وبسبب تأثیر ظاهرة الارهاب الاعلامی یؤکدون خلال اجتماعاتهم دوما على ضرورة ایجاد استراتیجیة عربیة مشترکة لتوسیع الارهاب الاعلامی.

حیث انهم وخلال اجتماعهم الاخیر فی الریاض بحثوا بث التشویش على القنوات التی تبث على القنوات الفضائیة لهذه البلدان.

واستنادا للتقاریر الموجودة فان من حوالی 600 قناة فضائیة فی العالم العربی هناک 500 قناة تملکها هذه الدول الست فی الخلیج الفارسی حیث ان 400 قناة منها اشد خطرا على المنطقة والعالم من 400 قنبلة نوویة .

ان القراءة الخاظئة لوزراء اعلام هذه الدول عن ظاهرة الاعلام الفضائی هی ان هذا النوع من الاعلام یقع فی اطار قانون الملکیة الفکریة وان ای بلد له الحق فی التمتع فی ذلک.

لکن هذه الدول التی تمتلک قمر "عربسات" تقوم بمنع بث ای قناة تتعارض مع سیاسة الدول الدیکتاتوریة والقبلیة هذه فی الخلیج الفارسی ، الامر الذی تعرضت له القنوات الفضائیة السوریة والعالم من ایران.

لذا ونظرا لان الاعلام یعتبر فی الوقت الراهن مثل حد السکین بحیث یستخدم فی اعمال الخیر والشر لذا یبدو ان بلدان الخلیج الفارسی تسعى للافادة من القنوات الفضائیة فی مجال الشر.

صحیح ان دول الخلیج الفارسی العربیة لا تمتلک اسلحة دمار شامل لکنها تستخدم شرا الاعلام لاشاعة وتسویق الارهاب الاعلامی الذی هو اشد خطرا من اسلحة الدمار الشامل.

على المجتمع الدولی من خلال التنسیق فیما بینه ووضع آلیات قانونیة الحد من استخدام وسائل الاعلام التی تروج للوهابیة والاسلام العنیف بین المجتمعات العربیة.

وبهذا الشأن فان الافادة من آلیة التشویش على القنوات التی تعمل على اشاعة العنف فی الخلیج الفارسی ینبغی ان یتمتع بشرعیة قانونیة لان استمرار هذا الوضع سیسهم فی اشاعة الفوضى وزیادة العنف الدینی.

ان الشعب الایرانی وبسبب مجاورته الجغرافیة الطبیعی ، مع بلدان الخلیج الفارسی العربیة مضطر للتعامل مع هذه الدول المتخلفة فکریا ، والتعرض لاضرار فکریة.

للاسف وبسبب سیاسة الاعلام الایرانی التی کانت على الدوام دفاعیة وغیر تهاجمیة نجدها تفتقد لاستراتجیة محددة لمواجهة الامواج المدمرة "للارهاب الاعلامی لبلدان الخلیج الفارسی".

لذا ینبغی قیام ایران بخطوات استباقیة بخصوص مکافحة الارهاب الاعلامی والعمل بالتعاون مع المجتمع الدولی على منع بث القنوات الفضائیة لدول الخلیج الفارسی العربیة التی لها دور مؤثر فی تسویق واشاعة العنف الدینی والافکار الوهابیة.

رمز الخبر 183474