خبراونلاین - یقول علی جنتی سفیر بلادنا السابق فی الکویت: ان الشیعة ومن خلال حصلولهم على 16 مقعدا قیاسیا تاریخیا فی وجود الشیعة فی مجلس الامة الکویتی.

 

 

یوم الاحد ووفقا لاعلان نتائج اللجنة الوطنیة للانتخابات فی الکویت، حصل الشیعة على 16 مقعدا نیابیا من مجموع 50 مقعد عدد یرى فیه المراقبون مشارکة سیاسیة مهمة لشیعة الکویت على مر تاریخ هذا البلد خلا ل العقد الاخیر. جدیر بالذکر انها کانت الانتخابات البرلمانیة الخامسة منذ 2006 والثانیة خلال الاشهر ال 10 الاخیرة. هذا واجرى موقع خبراونلاین فی هذا السیاق حوارا مع علی جنتی سفیر ایران السابق فی الکویت لتسلیط الضوء على هذا الموضوع وتداعیات الانتخابات الکویتیة الیکم تفاصیله:

 

ما هی مطالبات معارضی الانتخابات البرلمانیة؟

ان اختلاف الجماعات التی تعرف الیوم باسم المعارضة لها جذور مع الحکومة تعود الى العقد الماضی تقریبا. المشکلة الرئیسیة لهم فی الماضی کانت مع الشیخ ناصر محمد رئیس وزراء الحکومة السابق. لقد شککوا بکفاءة الحکومة وکانوا یعتقدون ان حکومة الشیخ ناصر محمد حکومة ضعیفة لا یمکنها القیام بمشاریع التنمیة والتطور فی الکویت. الجزء الآخر من الاحتجاجات یعود الى الفساد الداخلی للحکومة. یقال ان بعض مسؤولی الحکومة تقاضوا رشوة کبیرة خلال العمل فی المشاریع الکبرى او انهم قدموا رشوة لبعض النواب او قاموا بشراء الآراء للسیطرة على مجلس الامة حتى انهم اتهموا بعض نواب المجلس بتلقی هذه الرشوة. هذا الامر لطالما تم الاشارة الیه  وهو ان انتخابات مجلس الامة تشهد انفاق الحکومة لمبالغ طائلة بغرض صعود مؤیدها ودخولهم للبرلمان. بالاضافة الى هذا لا یخفى على احد تدخلات واثارة حکومة السعودیة للمعارضة لممارسة الضغوط على الحکومة الکویتیة .

لذا نرى ان الاختلافات اسهمت خلال السنوات ال 6 الاخیرة على انحلال البرلمان 5 مرات والحکومة 6 مرات. کما تسببت هذه الامور باقالة الشیخ ناصر محمد. کما عملت هذه الجماعات من خلال الضغوط التی مارستها على حمل امیر الکویت على حل البرلمان لان محکمة الدستور اعلنت ان البرلمان یفتقد للشرعیة وان البرلمان السابق یتسم بالشرعیة حیث لم یشارک نواب البرلمان السابق فی البرلمان الحالی. هذه المجموعة تتألف من 36 نائبا ، الذین یجتمعون على الدوام ویتظاهرون ولا یزال هذا الوضع مستمرا.

 

ومن هم هؤلاء المعارضون؟

ان الاشخاص الذین یشکلون المعارضة حالیا هم عدة جماعات:

*اول: الاسلامیین وغالبیتهم من السلفیین والاخوان.

*ثانیا: اللیبرالیین الذین یعتمدون الترکیز على فساد الحکومة وعدم کفاءتها.

*ثالثا: جزء من النواب الذین یعرفون باسم "نواب الخدمة" ای النواب الذین یفتقدون لایدیولوجیة خاصة ولیسوا بصدد تحقیق غرض سیاسی خاص. انهم اشخاص یعرفون باسم "المضاربین" الذین یدافعون عن القبیلة التی ینتمون الیها او یقومون بایجاد فرص العمل لابناء قبیلتهم وتوفیر خدمات رفاهیة واجتماعیة وکسب امتیازات اکثر لقبیلتهم.

 

وما هی اوضاع المقاعد ال 16 التی حصل علیها الاسلامیین؟ هلا تحدثنا قلیلا عن اوضاع ونسیج شیعة الکویت.

فی الکویت یمثل الشیعة 30% من السکان. لکن الشیعة موزعون على عدة مجموعات مختلفة فی المجتمع الکویتی:

*جزء منهم مقربون من ایران ویتبعون رسمیا الامام وقائد الثورة وحتى ان صور الامام وقائد الثورة معلقة فی مساجدهم رسمیا ولا یخشون اعلان تأییدهم لایران ویعلنون تأییدهم للجمهوریة الاسلامیة علنا.

*الجزء الآخر مجموعة لا تدافع علنا عن ایران لکنها فی ذات الوقت على علاقة خاصة بایران باعتبارها مرکز التشیع وفی الحقیقة ان معارضی ایران فی الکویت اقلیة ، وهناک استثناء من الکتاب والمفکرین الذین لا یحبذون سیاسات ایران.

 

وکیف یمکن تصنیفهم من الناحیة السیاسیة؟

من ناحیة التصنیف السیاسی هناک تیارات مختلفة فی الکویت من ضمنها الائتلاف الوطنی-الاسلامی المقرب من ایران.

التیار الآخر اتباع الراحل السید محمد الشیرازی الذی کان احد مراجع التقلید سابقا وله مکانة ونفوذ جید بین شیعة الکویت. والبعض الآخر اتباع الراحل السید محمد فضل الله من مراجع لبنان السابقین.
المجموعة الاخرى لا تنتمی لتیار سیاسی خاص مثل اتباع آیة الله السیستانی او شیعة الحساوی الذین تعود جذورهم الى الاحساء والقطیف فی السعودیة.
لکن الامر المهم فی الانتخابات الاخیرة ان عدد النواب الشیعة الذین انتخبوا فی البرلمان الحالی هو عدد لا مثیل له من قبل . عادة ما کان هناک 4 او 9 مرشحین خلال الدورات السابقة فی الدوائر الانتخابیة الکویتیة  حتى بعد تحریر الکویت لم یتجاوز عددهم 10 مرشحین شیعة. وعادة ما یکون هناک 5 او 6 نواب شیعة.

لکن وخلال الدورة الراهنة حصل الشیعة على 16 مقعدا نیابیا ، فی الحقیقة سجلوا رقما قیاسیا تاریخیا. وهذا طبیعی حیث یشکلون ثلث سکان الکویت وکان ینبغی ان یکون لهم نواب بهذا العدد.

 

وما هی اسباب اقبال الشیعة خلال الدورة الراهنة؟

ان هؤلاء النواب ال 36 الذین کانوا من نواب البرلمان السابق قاطع غالبیتهم الانتخابات. ای امتنعوا عن تسجیل اسماءهم وقاطعو الانتخابات ومنعوا اتباعهم من التصویت. والنتیجة کانت فوز الشیعة فی مختلف الدوائر الانتخابیة.
الامر الآخر الجدیر بالذکر، فی الماضی کان فی الدوائر الانتخابیة  ال 5 (حیث یتم انتخاب 10 نواب عن کل دائرة) کان یحق لکل شخص انتخاب 4 اشخاص وکان حینها یتم التواطؤ بین مختلف القبائل وصعود اشخاص معینیین الى البرلمان. لکن هذه المرة و اثر اوامر امیر الکویت التی تم اعتبارها قانونا فی غیاب البرلمان، یمکن فی کل دائرة انتخابیة انتخاب شخص واحد فقط ، ما اسهم بالتاثیر على ائتلاف القبائل التی لم تتمکن على اثره من عقد المؤامرات والتواطؤ لارسال اشخاصها المعنیین الى البرلمان. حیث شهدنا صعود 4 نواب شیعة من الدائرة الانتخابیة رقم 5 التی تعتبر محل انتشار قبائل السنة.

 

وکیف کانت نسبة مشارکة الکویتییت فی الانتخابات؟

کانت المشارکة مختلفة ، حیث وبالرغم من مقاطعة النواب السابقین شهدت بعض الدوائر مشارکة بنسبة 70% ، وفی دائرة 55% وفی اخرى 60% ودائرة بنسبة 51%. لکن الدائرتین التی تتمتعان بنفوذ اهل الجماعات المقاطعة للانتخابات بلغت نسبة المشارکة 20 الى 30 بالمئة لکن معدل نسبة المشارکة بلغ 43 بالمئة .
اما النواب المنتخبون فمن ضمنهم ثلاث نساء احداهن السیدة معصومة المبارک وهی من الشیعة واستاذة جامعیة سابقة وکانت وزیرة لعدة دورات. کما تأهل نائبین من السلفیین . ومن القبائل تأهل 7 اشخاص.


وما هو موقف الحکومة وامیر الکویت ازاء فوز الشیعة؟

ان امیر الکویت دبلوماسی بارز وعلى اطلاع بالقضایا الداخلیة والدولیة. کان وزیرا للخارجیة لمدة 40 عاما کما تولى منصب رئاسة الوزراء لعدة سنوات. لذا نجده یسعى على الدوام لارساء التوازن داخل البلاد، ای اذا ما شعر یوما ان الشیعة باتوا اکثر اقتدارا وسیتسببون بمشاکل للحکومة سیعمل على تعزیز اهل السنة وفی المقابل اذا ما اراد الاسلامیون التسبب بمشاکل سیعمل على تعزیز شوکة الشیعة.
لقد شهدنا تسبب الاسلامیین من الاخوان والسلفیین بایجاد مشاکل للحکومة حینها سعت الحکومة لفتح الابواب امام الشیعة. لذلک وبسبب قرب الشیخ محمد ناصر رئیس الوزراء السابق من ایران والشیعة وجه السلفیین الانتقادات له وان جزءا من انزعاج السلفیین سببه هذا حیث لا یرغبون باقامة علاقة مقربة مع ایران.

لذا نرى ان الحکومة سعت خلال الاعوام الاخیرة الى منح الشیعة فرصا اکبر حیث کان هناک وزیران من الشیعة فی الحکومة من بین 15 وزیر.

فی البرلمان نرى ایضا ان الشیعة دعموا الحکومة ولم یشارکوا فی التظاهرات لانهم کانوا على اطلاع ان لها اجندة سیاسیة خاصة ، حیث کان ما لا شک فیه انها جاءت للضغط على الحکومة وان المشارکین فیها هم ممن یتبعون اوامر السعودیة .

لکننا نرى الیوم ان المعارضین یعتزمون مواصلة الضغط والتظاهر فی الشوارع للعمل على حل البرلمان او الامتثال لمطالبهم ومن ضمنها ان لا یکون رئیس الوزراء من الاسرة الحاکمة وان لا تکون الوزارات السیادیة بایدی اعضاء الاسرة الحاکمة ایضا.

نظرا للاحتجاجات القائمة حول نتائج الانتخابات، کیف تقیمون البرلمان المقبل واقتداره؟

لیس بامکانهم زعم عدم قبول الانتخابات. لا یمکن لاحد زعم ان الانتخابات فی الکویت لم تکن نزیهة. لقد اقیمت الانتخابات فی الکویت وعلى الدوام بنزاهة . واسباب ذلک اولا عدد الناخبین لیس کبیر فی حین ان عدد المراقبین کبیر ولکل المرشحین ممثلین عنهم فی الدوائر الانتخابیة . لا سیما خلال هذه الدورة حیث وجهت الحکومة دعوة لمشارکة مراقبین من لبنان والاردن للاشراف على سیر العملیة الانتخابیة. ان کلامهم هو انه وبسبب مقاطعة عدد کبیر من ابناء الکویت للانتخابات الاخیرة لذا فان البرلمان الجدید لا یمثل کافة ابناء الشعب الکویتی والا فان انتخابات البرلمان اقیمت بشکل نزیه وبشفافیة تامة.

 

رمز الخبر 183833