أکّد الرئیس السوری بشار الأسد أنّ الجیش السوری "استعاد زمام المبادرة على الأرض بصورة کبیرة جداً، وأنّه حقّق نتائج هامة ستظهر قریباً"، مشیرا الى ان "المجموعات المسلحة المموّلة من الخارج تلقت ضربات قاسیة خلال الفترة الماضیة".

 

 

وذکرت صحیفة "الاخبار" اللبنانیة یوم 28 ینایر/کانون الثانی نقلا عن زوار التقوا الرئیس السوری کانوا مهتمین بمعرفة تفاصیل توضح لهم حقیقة الصورة فی أروقة القرار السوری ان الاسد قال "الولایات المتحدة الأمریکیة لیست جاهزة للحلّ فی الوقت الحاضر"، وان روسیا ستبقى داعمة "فهی تدافع عن نفسها، لا عن نظام فی سوریة"، مشدداً على أنّه "لا تزحزح عن بنود اتفاق جنیف".

واشار أحد هؤلاء الزوار الى أن الاسد یلتقی العدید من زواره فی قصر الروضة الدمشقی وان  فریق عمله یتابع أعماله کما جرت علیه العادة، أما على المستوى الشخصی فهو هادئ ومتماسک.

واوضحت الصحیفة ان الأسد یتحدث عن "أدق التفاصیل فی المحافظات السوریة، معلوماته تشمل شارعاً هنا وأخبار حیّ صغیر هناک. والتقاریر التی بین یدیه لا مسایرة فیها". الأسد، على ما قال بعض من التقوه، یؤکد أنّ "الجیش استعاد زمام المبادرة على الأرض بصورة کبیرة جداً، وأنّه حقق نتائج هامة، أضیفت إلى ما حقّقه خلال الأشهر الاثنین والعشرین الماضیة. فهو منع المسلحین من السیطرة على محافظات بأکملها، وبالتالی ظلّ ملعبهم بعض المناطق الحدودیة مع ترکیا والأردن ولبنان إلى حدّ ما، فضلاً عن بعض الجیوب فی ریف العاصمة، التی یتمّ التعامل معها من قبل الجیش. العاصمة دمشق فی حال أفضل، والنقاط الاستراتیجیة فیها ـــ وبرغم کل المحاولات التی قام بها المسلحون ـــ بقیت آمنة، ولا سیّما طریق المطار".

یدخل الأسد فی التفاصیل أکثر. یتوقف عندما جرى فی مخیّم الیرموک، ویقول إنّ للمخیم رمزیة دفعت القیادة السوریة إلى عدم اتخاذ قرار بمواجهة المسلحین الذین احتلوا جزءاً منه. تُرِک حلّ معضلة الیرموک للفصائل الفلسطینیة لتقدیم مبادرات للحلّ، وافق علیها الجانب السوری الرسمی. سئل الرئیس السوری عما قاله فی خطاب دار الأوبرا بشأن "رفض أن تکون سوریة فندقاً للاستجمام"، فردّ على بعض زواره بالقول إنّه لا یرید فتح سجال مع أحد، لکن "آلمنی أنّ الذین یجب أن یکونوا شهوداً على کوننا تعاملنا مع الفصائل الفلسطینیة من دون أن ننظر إلى مذهب أو دین، صاروا شهود زور یدعون أنّ الدولة السوریة تتصرف بمذهبیة. من المنطقی أن نتوقع منهم قول الحقیقة. ونحن نتفهم ظروف بعضهم، وکنا لنتفهم صمتهم إذا لم یکونوا قادرین على أن یشهدوا للحق". ثمّ یؤکد الأسد أنّ مواقف بعض قادة الفصائل "لن تثنی سوریة، التی دفعت ثمناً غالیاً فی سبیل دعم المقاومة الفلسطینیة من جیوب أبناء شعبها ومقدراتهم، عن الاستمرار بهذا الدعم". ویؤکد الأسد أنّ "ما حققه الجیش خلال الأسابیع الماضیة سیجری تظهیره قریباً". ویورد بعض التفاصیل التی یستدل بها على "تغییر الوقائع فعلاً على الأرض. فهناک خمسة عشر ألف مواطن عادوا طوعاً إلى حمص على سبیل المثال لا الحصر".

وبرأی الأسد أنّ خطوة مثل "إغلاق الحدود الترکیة فی وجه تهریب السلاح والمسلحین، بما یعنیه هذا الأمر من قضاء على منابع التمویل والتسلیح، یمکن أن تحسم الأمور خلال أسبوعین فقط". کما ینقل زوار الرئیس السوری عنه قوله إنّ "المجموعات المسلحة الممولة من الخارج تلقت ضربات قاسیة خلال الفترة الماضیة. وتقاطع هذا التطور مع حرکة دولیة، کان من أبرزها إدراج الولایات المتحدة لجماعة جبهة النصرة على لائحة الإرهاب، وهی خطوة ستلیها فی المرحلة المقبلة تصفیة هذا الفرع القاعدی بالکامل".

ویؤکد الرئیس أنّ سوریة ستبقى متعاونة مع المبعوث العربی ـــ الدولی الأخضر الإبراهیمی، رغم أنّ "الأخیر بدا فی زیارته الأخیرة لدمشق متأثراً إلى حدّ ما بالحملة الإعلامیة التی تُشن على سوریة". ویؤکد زوار الأسد أن الإبراهیمی طرح علیه فکرة التنحی فی المرحلة الانتقالیة، لکن بشکل دبلوماسی، على قاعدة أنّ أیّ رئیس سیکون بلا صلاحیات جدیة فی فترة کهذه. لکن الرئیس السوری "قطع علیه الطریق، وأفهمه بطریقته الخاصة بأنّ ما سیحسم وجهة الحل فی بلاد الشام هو الوضع المیدانی الذی یتحسّن یوماً بعد آخر لمصلحة النظام".

المصدر: صحیفة الأخبار
 

رمز الخبر 184257