أکد الرئیس السوری بشار الأسد أن سوریا لم تبدأ الحرب أو تختارها وقال ان المسلحین بدأوا القتال والحکومة ترد بذات الطریقة.

وأضاف الرئیس بشار الأسد فی مقابلة أجراها مع التلفزیون الألمانی "لم نبدأ الحرب، ولم نختر طبیعتها، هناک إرهابیون یحملون أسلحة متطورة جداً، وتقریباً لدیهم کل أنواع الأسلحة التی من الممکن أن یحملوها لیقتلوا العالم، ویدمروا البنیة التحتیة، والأماکن العامة، وکل شیء، وبالتالی أنت تدافع وفقاً للعدوان الذین یواجهونک به، ووفقاً للتکتیک الذی یتبعونه، إذا استخدموا أسلحة ثقیلة، علیک أن ترد بذات الطریقة".
وتتهم السلطات السوریة عدة دول عربیة وأجنبیة بینها ترکیا وقطر والسعودیة بنقل وتهریب السلاح والمقاتلین ذوی الفکر الأصولی إلى سوریا، مشیرة إلى أن أولئک المقاتلین هم من یقوم بأعمال العنف فی البلاد.
وحول مبادرة الحوار أوضح الاسد الى ان "المبادرة لن تنجح فی حال لم تتوقف اعمال العنف فی سوریاولم تتوقف الأموال والاسلحة من الدخول إلى البلاد " لافتا إلى انه "سیتبنى أی قرار یصدر عن الحوار الوطنی بین السلطة والمعارضة، والذی دعت إلیه الحکومة السوریة".
وطرح الرئیس الأسد مؤخرا مبادرة تنص على التزام الدول المعنیة بوقف تمویل وتسلیح وإیواء المسلحین ووقف العملیات المسلحة بما یسهل عودة النازحین إلى البلاد، یتلوه وقف للعملیات العسکریة من الجیش الذی یحتفظ بحق الرد، ثم حوار ومیثاق وطنی ودستور جدید تتشکل على أساسه حکومة جدیدة تجری انتخابات برلمانیة، ثم عقد مؤتمر للمصالحة وإصدار عفو، فیما لم یشر إلى موقع الرئاسة أو للمدة الزمنیة للخطة .
وحول مستقبله، قال الأسد ان "کان الأمر یتعلق بکونی الرئیس، فالقرار یعود إلى الشعب السوری"، مضیفا "یجب أن یتم الأمر عبر الحوار الوطنی، وستتبنى الحکومة، وبالطبع أنا أیضاً، کل ما یصدر عن هذا الحوار".
واعلنت الحکومة السوریة مرارا انها منفتحة على کل القوى الراغبة فی المشارکة فی العملیة السیاسیة على أسس الحوار ورفض التدخل الخارجی، داعیة للحوار وذلک وفق مبادرة للرئیس الاسد طرحها اوائل الشهر الماضی.
وفیما یتعلق بقضیة الأسلحة الکیمیاویة، تساءل الرئیس الأسد "هل سمعت عن أی دولة استخدمت الأسلحة الکیمیائیة لمحاربة الإرهاب؟ أنا لم أسمع عنها،کیف بالإمکان استخدام سلاح الدمار الشامل لمحاربة تلک المجموعات الصغیرة من الإرهابیین المنتشرین فی کل مکان؟ أعتقد أنهم یلجأون إلى هذا الأمر کحجة، ربما للضغط أکثر أو للاعتداء على سوریا".
وبخصوص نشر الناتو منظومة الباتریوت، اشار الاسد الى انها "تقع فی إطار الدرع الصاروخیة التی بدأتها أنقرة منذ حوالی العام، ولکن الأتراک لم یعلنوا عن ذلک لأن کثیرین یرفضون أن تکون بلادهم جزءاً من هذا البرنامج، أما الجانب الآخر من الموضوع هو، وفقاً للأسد، أن رئیس وزراء ترکیا رجب طیب اردوغان کان یحاول توحید الأتراک لدعم سیاسته ضد سوریا، إلا أنه فشل فی ذلک، فما کان منه إلا أن نشر الباتریوت لیعطی الانطباع بأن ترکیا فی خطر، وذلک لأن سوریا قد تفکر باستهدافها، وهو أمر غیر واقعی".
رمز الخبر 184513