نقلت صحیفة ˈالأخبارˈ اللبنانیة عن الرئیس السوری بشار الأسد تأکیده أمام وفود حزبیة عربیة قومیة ویساریة زارته مؤخراً فی دمشق بأن سوریا انتصرت وأسقطت مشروع التآمر ضدها، وأن المعارضة تعیش الآن ˈلعبة بقائهاˈ.

 

ونقلت الصحیفة فی عددها الصادر الیوم الثلاثاء عن أحد هذه الوفود الحزبیة قوله أن الرئیس الأسد ˈبات متأکداً من أنّ المؤامرة فی سوریا قاربت علی نهایتها. وسنده فی إثبات ذلک تطورات عدیدة مهمة تشهدها حالیاً الأزمة السوریة، أبرزها الوقائع المیدانیة التی لفت إلی أنّه مرتاح جداً إلیها، حیث هناک إنجازات میدانیة یدرک أهمیتها الاستراتیجیة تماماً المخططون الإقلیمیون والدولیون العاملون للعبث بأمن سوریاˈ، لافتاً فی هذا المجال إلی أنّ ˈکل المحاولات التی جرت لدخول المسلحین إلی دمشق باءت بالفشلˈ.

وأضاف: ˈمن المؤشرات الأخری التی عرض لها الأسد، التخبط فی مواقف معارضة الخارج المتناقضة والمتضاربة، ما یؤکد فشل مشروعهم، وأیضاً ارتفاع منسوب تهدید القوی التکفیریة داخل الأزمة السوریة فی أوساط دولیةˈ. ویخلص الأسد إلی القول ˈلقد انتصرت سوریا فی هذه المعرکة، وأسقطت مشروع التآمر ضدهاˈ.

وأکد مصدر سوری رفیع المستوی ˈعدم إمکانیة استمرار المعارضة المسلحة، أو حتی الدول الداعمة لها، فی الرهان علی أن تنجز المجموعات المسلحة تقدماً ملحوظاً فی دمشق أو غیرها من المناطق التی تترک رسالة عن تحقیق نصر استراتیجیˈ. لافتاً إلی أن ˈمساحة المنطقة المرشحة لوصول تداعیات الحراک التکفیری فی الأزمة السوریة إلیها تتعدی الساحة العربیة، وستصل بالضرورة إلی أوروبا. فالمشرق العربی یقع علی الضفة القدیمة للمتوسط المقابلة للضفة الأوروبیة القدیمة، وأمنهما ضد الإرهاب العالمی واحد. وهذا الأمر تعرفه أوروبا. وخلال المرحلة الماضیة کنا قد أوصلنا هذه الفکرة إلی بریطانیا وفرنسا. وأکثر ما یدعو إلی الحیرة هو موقف فرنسا التی تبدو کأنها تغامر فی مدّ الحبل للإرهاب فی سوریا ومنها فی کل المشرق، رغم تیقن مؤسستها الأمنیة أن الانتشار التکفیری هنا له تتمة عندهاˈ.

وکشف المصدر عینه ˈأن توجه الدول الداعمة للمعارضة السوریة، الذی اتسم بتکرار نفس مشهد کل من مصر والیمن ولیبیا فی سوریا، ثبت عقمه. وعلیه فإن أیّ تسویة تشترط تنحّی الأسد، معناها إدخال سوریا فی فوضی عارمة ولیس فی عملیة انتقالیة. فتنحّی الأسد هو کلمة السر لمؤامرة تدمیر سوریا وإغراقها فی فوضی من شأنها تمزیق وحدتها، وجعل کل حیّ فی سوریا إمارة منقادة من أمیر ومتطاحنة مع الإمارة المجاورة لهاˈ.

واتهم المصدر الغرب بأنه ˈیهرب من التسویة التی تنقذ سوریاˈ. موضحاً أنه ˈکلما رفعت الدولة السوریة عنواناً للحل یبتعدون عنه: رفع الأسد عنوان الحوار من دون شروط حتی مع المسلحین بعد إلقاء سلاحهم، فرموا بوجهه الشروط. ورفع شعار صنادیق الاقتراع مع إشراف مندوبین دولیین، فاغفلوهˈ.

وقال: ˈإنهم یعرفون أن صنادیق الاقتراع لیست فی مصلحة أعوانهم المعارضین والمسلحین. فهؤلاء فی أقصی عدد لقاعدتهم الشعبیة لن یصلوا إلی أکثر من مئات الآلاف. ولکن الغرب محکوم برؤیة الواقع فی النهایةˈ، مشیراً إلی أنه لا یتوقع أن تکون نهایة المخاض الدولی فی الأزمة السوریة لقاء الرئیسین بوتین _ أوباما، فهما سیناقشان الأمور علی مدی أبعدˈ.

رمز الخبر 184572