ذکرت صحیفة «الأخبار» اللبنانیة أن المقاومة والأجهزة الأمنیة الرسمیة فی لبنان أحبطت عملاً إرهابیاً أعدته العصابات الإرهابیة التکفیریة کان یستهدف مستشفیات الضاحیة الجنوبیة لبیروت لیل الاثنین- الثلاثاء الماضی.

 

 

 

 

وأوضحت الصحیفة فی تقریر نشرته الیوم الأربعاء أن «خطورة ما کان یجری الإعداد له لا تقتصر علی النتائج الکارثیة المفترضة لمخطط کهذا، بل تشمل «العقل السیاسی» الذی اتخذ قراراً کهذا».

وکانت الأجهزة الأمنیة التابعة لحزب الله وبالتعاون مع الجیش والقوی الأمنیة اللبنانیة الرسمیة اتخذت اللیلة قبل الماضیة إجراءات أمنیة مشددة ومفاجئة، فی محیط مستشفی الرسول الأعظم (ص) الواقع علی طریق مطار بیروت الدولی، وقطعت الطرقات المؤدیة إلیه ومنعت کل أنواع الآلیات بما فیها السیارات والدراجات الناریة من العبور علی هذه الطرقات وحولت السیر إلی طرقات فرعیة.

وأفاد تقریر لوکالة الجمهوریة الإسلامیة للأنباء- إرنا من بیروت أن طریق المطار ما تزال مقطوعة حتی الیوم، وقد فرضت إجراءات أمنیة إضافیة شملت محطة الأیتام لتوزیع الوقود والمحروقات المقابلة لمستشفی الرسول الأعظم (ص) حیث تم الیوم إقفال المحطة وإخلاءها من العاملین فیها وقطع الطرقات الواصلة إلیها.

وترافق ذلک مع تشدید الأجهزة الأمنیة لعملیات التفتیش والتمشیط التی شملت حتی مجاری الصرف الصحی علی طریق المطار والطرقات المتصلة بها فضلاً عن إخضاع السیارات والدراجات الناریة لعملیات التفتیش التی طالت حتی العابرین سیرًا علی الأقدام أحیانًا، أدت إلی اعتقال العدید من المشبوهین.

وفی حین لا تزال الأجهزة الأمنیة الرسمیة والتابعة لحزب الله تتکتم علی دوافع هذه الإجراءات تحدثت معلومات غیر رسمیة عن عدة سینارویات لتفجیر إرهابی ضخم یستهدف مستشفی الرسول الأعظم (ع) تحدیدًا وهو مستشفی تابع لحزب الله بإدارة مؤسسة الشهید، وذلک عبر نفق تم حفره تحت الأرض ینطلق من مخیم برج البراجنة للاجئین الفلسطینیین والذی لا یبعد سوی مئات الأمتار عن المستشفی، فیما تحدثت معلومات أخری عن مخطط لاستهداف المستشفی بعبوات ناسفة تصل إلیه عبر مجاری الصرف الصحی، فیما تحدث سیناریو آخر عن هجوم انتحاری یستهدف المستشفی نفسه بواسطة سیارات ودراجات ناریة مفخخة، إلا أن هذه المعلومات کلها لم یؤکدها أی مصدر أمنی رسمی کما لم یؤیدها أی مرجع أو مصدر فی حزب الله.

وفی سیاق هذه المعلومات نشرت صحیفة «الأخبار» تقریرًا الیوم قالت فیه: «لا تزال الإجراءات الأمنیة المشدّدة التی فرضها الجیش والقوی الأمنیة وحزب الله لیل أول من أمس واضحة المعالم فی الضاحیة الجنوبیة لبیروت، وتحدیداً فی محیط مستشفیات المنطقة. وبعیداً عن حفلات الجنون الإعلامی التی ظلّلت الشاشات والمواقع الإلکترونیة طوال لیل الاثنین ــ الثلاثاء واستمرت یوم أمس، لا شکّ فی أن تهدیداً جدّیاً استهدف مستشفیات الضاحیة، ودفع الأجهزة الأمنیة الرسمیة وأجهزة حزب الله إلی وضع حالة الیقظة الأمنیة فی حدودها القصوی».

أضافت: إنه «منذ سقوط بلدة یبرود فی القلمون، آخر معقل «مدینی» لمسلحی المعارضة السوریة علی الحدود اللبنانیة ـــ السوریة بید الجیش السوری وحزب الله مطلع آذار الماضی، أرخت الحواجز الأمنیة علی مداخل الضاحیة الجنوبیة قلیلاً من تشدّدها فی أعمال التفتیش والتدقیق، إذ تزامن تحریر بلدات القلمون مع مراقبة مشدّدة للمعابر الحدودیة الشرقیة غیر الشرعیة بین لبنان وسوریا، وانکشف جزء کبیر من المنظومة الإرهابیة لوجستیاً وبشریاً، للمجموعات التی استهدفت الضاحیة بالأعمال الإرهابیة الماضیة. کان لا بدّ أن یشعر أهالی الضاحیة بأن خطر الإرهاب قد انحسر بعد تطورات المیدان السوری».

وأکدت «الأخبار» أن العاملین علی خطّ رصد وتتبّع ما تبقی من المرتبطین بتنظیمات «الدولة الإسلامیة فی العراق والشام» و«جبهة النصرة» و«کتائب عبد الله عزّام» فی لبنان لم یهدأوا. ویقول أحد المصادر الأمنیة المعنیة لـ«الأخبار» إن «تحوّلات المعرکة السوریة، وانکسار مشروع الإمارة الإسلامیة وامتدادها من القلمون إلی حدود الهرمل إلی طرابلس، دفع بالخلایا النائمة إلی الدخول فی حالة جمود خشیة انکشافها، وهی تنتظر فرصة إقلیمیة مؤاتیة لإعادة العمل».

وحول ما حصل لیل الاثنین ــ الثلاثاء قالت الصحیفة نقلاً عن مصادرها: إن «عملاً إرهابیاً کان یجری إعداده فی الأیام الماضیة، ویستهدف إحداث صدمة کبیرة علی المستوی اللبنانی، عبر تنفیذ تفجیرات متزامنة فی مستشفیات ثلاثة» فی الضاحیة الجنوبیة لبیروت. وفی حین تتکتّم المصادر عن شکل الهجومات وآلیة کشفها، تؤکّد مصادر معنیة أخری أن «الجهة المسؤولة عن العمل هی کتائب عبدالله عزّام» (أحد فروع تنظیم «القاعدة» والمسؤول عن عدد من التفجیرات الإرهابیة التی استهدفت السفارة الإیرانیة والمستشاریة الثقافیة الإیرانیة فی بیروت وعن تفجیرات أخری بالضاحیة الجنوبیة).

وبحسب مصادر «الأخبار» فإن «معلومات متقاطعة بین استخبارات الجیش وحزب الله أدت إلی اکتشاف مخطّط استهداف مستشفی الرسول الأعظم فی وقت مبکر». کذلک أشارت مصادر أمنیة أخری إلی أن «فرع المعلومات قدّم معطیات عن وجود سیارة من نوع x5 رصاصیة اللون، إضافة إلی دراجتین ناریتین، کانت تقوم بأعمال رصد واستطلاع لمحیط مستشفی الرسول الأعظم، وقد تبیّن من کامیرات المراقبة وجود حرکة لافتة للآلیات، وتمّ توقیف أربعة أشخاص». وبعد ظهر أمس، تردّد أن عدد الموقوفین قد وصل إلی سبعة، بینهم لبنانیون وفلسطینیون وسوریون.

ونقلت «الأخبار» عن مصادر مقرّبة من حزب الله تربط بین «العمل الإرهابی الذی أُفشل والانقلاب الذی تقوده ترکیا وقطر والسعودیة فی العراق»، إذ تقول المصادر إنه «کان مقرّراً أن یُحدث العمل خضّة أمنیة علی الساحة اللبنانیة، تأتی مکملةً للمشهد العراقی، وتدفع نحو المزید من التوتّر المذهبی والطائفی، خصوصاً لدی جمهور المقاومة».

ولفتت الصحیفة إلی أنه لا یغیب عن بال المصادر الشائعات التی حاولت الربط منذ اللحظات الأولی بین ما یحدث فی الضاحیة ومخیّم برج البراجنة للاجئین الفلسطینیین، وتحمیل المخیّم والعامل الفلسطینی مسؤولیة الإخلال بالأمن، إذ تشیر المصادر القریبة من حزب الله ومصادر فلسطینیة معنیة بأمن المخیمات إلی أن «جهات استخباریة خارجیة وضعت أخیراً مخططات لتحریک ملفّات المخیمات الفلسطینیة، بعد فشل الاتکال علی تحریک المناطق اللبنانیة لإحداث توترات مذهبیة». «لن یکون هذا آخر عمل إرهابی، فالدول الداعمة للإرهابیین لا تزال تصرّ علی استخدام الأسالیب ذاتها، لکنّ عیون المقاومة مفتوحة دائماً»، تقول المصادر.
 

رمز الخبر 186985