انتكاسة الادارة الامريكية باتت جلية اكثر من أي وقت مضي

في إطار الزيارات الإستفزازية والتحريضية التي قام بها مؤخراً عدد من المسؤولين الأميركيين في بعض الدول والتي تتقاطع مع مستجدات إقليمية، أظهرت أكثر من أي وقت مضي إنتكاسة سياسات الإدارة الأميركية وفشلها وخيباتها المتكررة.

وفي هذا السياق أطلق وكيل وزارة الخارجية الأميركية للشؤون السياسية 'ديفيد هيل' سلسلة من المواقف، والتي لا تندرج إلا في إطار التدخل السافر في شؤون الغير وإملاء القرارات، وبما أن الزائر تناول في تصريحاته المستفزة الجمهورية الإسلامية الإيرانية نود بأن نؤكد علي ما يلي:

ان الإستراتيجية الأميركية وخاصة في ظل هذه الإدارة المتعجرفة والمتخبطة والناهبة لثروات شعوب المنطقة والخارجة عن القوانين والمواثيق والمعاهدات الدولية والمبنية علي التهويل والترويع والتهديد والتدخل في شؤون الدول، تسعي لتغيير مسار سياسات الدول حسب مزاجها ومصالحها الإقليمية والعالمية، ولتكريس الإحتلال الإسرائيلي علي حساب حقوق الشعب الفلسطيني والمسلمين والمسيحيين في القدس الشريف. وتقوم هذه الإستراتيجية علي اختلاق الحروب وإيجاد الفتن بين الدول ومكونات الشعب الواحد.
ويبدو أن المبعوث الأميركي يتجاهل أن بلده كان الحاضن الأكبر والداعم الأساسي للحركات المتطرفة الإرهابية ومنها 'داعش' التي أحرقت الأخضر واليابس بدعم مالي ولوجستي إقليمي وأميركي سعياً منها للقضاء علي محور المقاومة في المنطقة وتحقيق مآرب البيت الأبيض وربيبته الصهيونية، ولولا حكمة وتدبير وصمود وتضحيات المتحالفين وعلي رأسهم الجمهورية الإسلامية الإيرانية في وجه أميركا ومن لفّ لفّها، لكانت العديد من دول المنطقة تعيش اليوم تحت رحمة الإرهابيين والتكفيريين والفوضي العارمة والدم والدمار المعمم، وعلي الرغم من هزيمة المشروع الأميركي والمتحالفين معه إلا أن أميركا تبحث عمّا يعوض عن هزائمها تحت مسميات جديدة.
وفيما خصّ وجودنا الإستشاري العسكري في سوريا، فهو لا يحتاج إلي إذن من أحد لأنه جاء أساساً بطلب من الحكومة السورية الشرعية، وبتنسيق وتعاون كامل بين البلدين.
وكون المبعوث الأميركي عمل سابقاً في لبنان، لا بد وأنه يعلم جيداً كيف وقفت الجمهورية الإسلامية الإيرانية إلي جانب لبنان، حكومة وشعباً، في مسعاه لتحرير أراضيه عندما كانت ترزح أجزاء كبيرة منها تحت نير الإحتلال الإسرائيلي، في الوقت الذي كانت (تقف) أميركا متفرجة، وداعمة للكيان الصهيوني، فالحرص علي الحفاظ علي سيادة لبنان واستقلاله وعزّته وكرامته لا يكون من خلال التغاضي عن التهديدات الإسرائيلية المتكرّرة للبنان أرضاً وسماءً ومياهاً والسكوت عن الإنتهاكات التي يرتكبها هذا الكيان بصورة يومية تحت أنظار الإدارات الأميركية المتعاقبة التي كانت ولازالت تقدّم الدعم المطلق والسخي والأعمي لهذا الكيان.
إن لبنان كما نراه أصبح اليوم بفضل قيادته الحكيمة وحكومته وشعبه وجيشه ومقاومته المسؤولة، رقماً صعباً في المعادلات الإقليمية بحيث أصبح حصيناً وعصياً علي إملاءات الآخرين وأعدائه، فلا يسمح لأي طرف كان بأن يملي عليه القرارات الخاطئة.
إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية وفي إطار العلاقات الثنائية مع الحكومة اللبنانية والتواصل معها والتعاون المشروع مع كافة الأحزاب والتيارات السياسية والإجتماعية، تواصل دورها البناء في المساعدة علي تكريس الإستقرار والأمن في لبنان وإزدهار ورقي هذا البلد الشقيق، وتستمر في العمل في إطار العلاقات الثنائية والإقليمية لترجمة هذا الواقع. كما أن الجمهورية الإسلامية لن تدّخر جهداً لأي تعاون مع الحكومة اللبنانية والجيش اللبناني الباسل والمقاومة المفتخرة.
القسم الإعلامي
سفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية - بيروت

رمز الخبر 188998

تعليقك

You are replying to: .
6 + 4 =