بيان للخارجية رداً على بيان الاتحاد الاوروبي بشأن ايران

اصدرت وزارة خارجية الجمهورية الاسلامية الايرانية، اليوم الثلاثاء، بياناً لها، تعليقاً على بيان الاتحاد الاوروبي بشأن ايران والآلية المالية الخاصة للتبادل التجاري بين الجانبين.

وفيما يلي نص البيان: ترحب الجمهورية الاسلامية الايرانية بالمواقف الإيجابية المعلنة في بيان الاتحاد الاوروبي بشأن ايران لاسيما الاتفاق النووي وباقي الملاحظات المقبولة، كما أنها تعلن بعض ملاحظاتها وانتقاداتها لهذا البيان المذكور:

1.آلية دعم التبادل التجاري (إنستكس)

ان الجمهورية الاسلامية الايرانية لديها ملاحظات وانتقادات جدية لمواقف الاتحاد الاوروبي، قبل أي شىء والذي أعلن عنه مسبقاً اننا نرحب بتسجيل آلية دعم التبادل التجاري(إنستكس) مع ايران لكن من دون شك ان الانتظار الطبيعي والواقعي هو أن تنفذ هذه الآلية بسرعة وبمزيد من الدقة لاسيما وأنها خطوة متأخرة وغير كافية من قبل الاطراف الاوروبية، وأن تغطي الجوانب الاخرى للتجارة بين ايران والدول الاوروبية التي صُرح عنها وجرى التعهد بها في بيان شهر مايو لوزراء خارجية ايران والدول الاوروبية الثلاث، ان الجوانب الاقتصادية للاتفاق النووي وانتفاع ايران منه تحظى بأهمية كبيرة بالنسبة لنا ويمكن لكيفية تنفيذ الاطراف الاوروبية للاتفاق النووي ان تكون معياراً ومحكاً رئيسياً في تنظيم علاقاتنا القادمة. ان ربط تنفيذ هذه الآلية التي هي من التعهدات الطبيعية تجاه الاتفاق النووي بإلزمات مؤسسات كـ FATF أمر غير مقبول.

2.المزاعم الأمنية المطروحة في أوروبا

توجيه اتهامات لا أساس لها كالتخطيط او القيام بعمل إرهابي في أوروبا كان منذ البداية لا أساس لها ومثيرة للاستغراب. ان توجيه هكذا اتهامات واهية ولا اساس لها واظهار الاوروبيين القلق في ظل الظروف التي تنشط فيها الجماعات الارهابية والمجرمة والمعروفة والمكشوفة للعالم في أوروبا، هي ليست في ظل الظروف الراهنة غير بناءة فحسب بل تخدم اهداف المعارضين الذين يريدون تعكير صفو العلاقات الايرانية مع اوروبا. ان الجمهورية الاسلامية الايرانية بوصفها احدى اول ضحايا الاعتداءات الارهابية وكونها كانت رائدة دائماً وسباقة في محاربة الجماعات كداعش التي هددت وتهدد أمن اوروبا ايضاً، تتوقع من الاتحاد الاوروبي التطرق الى هذه القضية والتعاطي معها بجدية من خلال النظرة الواقعية وبعيداً عن المعايير المزدوجة.

3. أنشطة ايران الدفاعية:

كما قد أعلن سابقاً أيضاً ان قضية أنشطة ايران الدفاعية هي دفاعية بحتة ورادعة ووطنية وهذه القضية لم ولن تكون ابداً على جدول مفاوضاتنا مع باقي الدول، لدينا اعتقاد قوي بأن طرح هكذا قضايا في ظل الظروف الاقليمية الراهنة والتهديدات الواضحة للأمن القومي للجمهورية الاسلامية الايرانية لن يكون بناء وفعالاً ومفيداً ولن يتماهى مع الامن الاقليمي والمصالح الحقيقة لأوروبا.

4.القضايا الاقليمية:

ان الجمهورية الاسلامية الايرانية توصي الدول الاوروبية بأن يكون لها نظرة واقعية الى الاحداث والقضايا الاقليمية وأن لاتتأثر باملاءات العناصر المعارضة للسلام والامن المستدام في المنطقة وتعزيز العلاقات بين الحكومات والشعوب، ان الجمهورية الاسلامية الايرانية تدعم دائماً الحوار والتعامل والسبل السياسية لتسوية جميع الأزمات الاقليمية.

5.حقوق الانسان:

ان الجمهورية الاسلامية الايرانية تدين أي استغلال سياسي لحقوق الانسان ضد الدول المستقلة، وان أداء الجمهورية الاسلامية الايرانية خلال العقود الاربعة الماضية يثبت جيداً جدية بلادنا في تعزيز حقوق الانسان والعمل بالتعهدات الدولية عبر التعاون البناء والآليات القائمة على الحوار، ان الاجراءات الايجابية للجمهورية الاسلامية الايرانية وتعاملها مع نظام حقوق الانسان للامم المتحدة والمراجع الدولية المعنية يؤكد التزام بلادنا في مواصلة التعاون البناء.

ان اظهار القلق تجاه حالة حقوق الانسان في الجمهورية الاسلامية الايرانية في وقت تتضح فيه مكانة ايران العالية في المنطقة من حيث مراعاة معايير حقوق الانسان، هو من اجل صرف الرأي العام والاصرار على وتيرة خاطئة والتي من شأنها ان تؤدي الى زيادة عدم الثقة بين علاقات الجانبين.

في منطقة تكون فيها الازمة الرئيسية هي قتل الاطفال من قبل الكيان الصهيوني وجرائم تحالف السعودية في اليمن(بسبب الاسلحة التقليدية وغير التقليدية التي ترسل من قبل الدول الغربية ومنها اعضاء الاتحاد الاوروبي) إن اتخاذ مواقف على هذا النحو من قبل الاتحاد الاوروبي هو أمر غير بناء من دون شك ومرفوض من وجهة نظر الرأي العام العالمي.

ان صمت الاتحاد الاوروبي تجاه انتهاك حقوق الانسان الواسع في دول اعضاء فيه ومن بينها عدم توفير الحقوق الاولية والرئيسية لللاجئين والمهاجرين وزيادة التوجهات اليمينية المتطرفة والتعاطي العنصري مع الاقليات القومية والدينية لاسيما المسلمين(بسبب التصريحات القائمة على اثارة الكراهية لبعض المسؤولين الاوروبيين وايضاً اعمال المتطرفين العنيفة) تنفي مزاعم الاتحاد الاوروبي حول متابعة حقوق الانسان.

* نتيجة

ان الجمهورية الاسلامية الايرانية تطالب بالتعامل البناء والقائم على المصالح والاحترام المتبادل مع الاتحاد الاوروبي، ان تجربة المباحثات والتعاون بين ايران والاتحاد الاوروبي لاسيما التجربة المكتسبة خلال السنوات الماضية لاسيما خلال السنوات الثلاث الاخيرة تثبت أن هناك امكانيات وفرص كثيرة للتعاون وتعزيز العلاقات بين الجانبين، نأمل بأن نشهد تعزيزاً لعلاقات الجانبين في اقصر وقت ممكن من خلال تنفيذ جميع تعهدات الجانب الاوروبي.

رمز الخبر 189094

تعليقك

You are replying to: .
6 + 11 =