زيارة ظريف لبيروت تخطف الأضواء.. ما دلالاتها؟

من المؤكد ان زيارة وزير الخارجية الايراني، محمد جواد ظريف، الى بيروت ليست عادية وتاتي في ظروف مهمة وحساسة يعيشها لبنان خصوصاً وأن ظريف هو المسؤول الإقليمي الأول الذي يحطّ في بيروت للتهنئة بتشكيل الحكومة الجديدة، في استباق إيراني واضح جعله يخطف الأضواء من وسائل الاعلام الاقليمية والعالمية.

تتزامن زيارة ظريف إلى بيروت مع الذكرى الأربعين لانتصار الثورة الإسلامية. ومشاركته في أحد الاحتفالات التي تنظّمها السفارة الإيرانية في بيروت، لها دلالات بارزة، لا سيما أن إيران وحلفاءها يسعون دوماً للتأكيد على مساعدة لبنان الشقيق في كافة الظروف لاهمية لبنان لايران بمقدار اهمية ايران للبنان لاسيما حزب الله. وليس صدفة الحضور الإيراني الى لبنان بكمية كبيرة من المشاريع التي عرضها ظريف والوفد التجاري والاقتصادي المرافق له على الاشقاء اللبنانيين.

ظريف​، قال في كلمة له بمطار بيروت الدولي: "نعتبر أن التجربة اللبنانية الفريدة هي نموذج يحتذى به على صعيد المنطقة، فلبنان هو من جهة عنوان للحرية والديمقراطية، ومن جهة أخرى عنوان للمقاومة والصمود"، معربا عن أمله بأن يتمكن من لقاء المسؤولين للتشاور وتبادل وجهات النظر حول ملفات عدة.

وتحت عنوان "ظريف سيعرض منظومة دفاع جوي على الجيش اللبناني خلال زيارته إلى بيروت" كتبت صحيفة "الشرق الاوسط" في مقال لكاتبها خليل فليحان وذكرت: "ينتظر أن يتطرق ظريف خلال المحادثات الثنائية مع المسؤولين الذين سيلتقيهم، وهم رئيس الجمهورية، ورئيس الحكومة، ورئيس مجلس النواب، ووزير الخارجية، إلى عرض مساعدة الجيش اللبناني بمنظومة دفاع جوي إيراني، بحيث يصبح وفقاً لتعبير (الامين العام لحزب الله) السيد نصر الله "أقوى جيش في المنطقة".

وعملت القوى العظمى وعلى راسها الولايات المتحدة ان يبقى لبنان ضعيفا حتى يبقى لقمة سائغة للصهاينة وحديقة خلفية لدولة الاحتلال حتى تدخل اراضيه متى شاءت ورغبت بذلك، وكرست مفهوما خاطئا في عقول اللبنانيين: "ان قوة لبنان في ضعفه" مقولة استعمارية تهدف الى وضع لبنان تحت رحمة الاستعمار الغربي.

ظريف افرغ ما في جعبته للبنان صراحة ورمى الكرة في ملعبه، يتأتى على الحكومة اللبنانية ان تضع مصلحة الشعب اللبناني نصب اعينها وتكسر قيودها البليلة، وتنتفع بمساندة ايران بتجهيزه ليكون دولة ذات سيادة وقدرة في الدفاع عن نفسه مقابل الغطرسة الصهيونية التي تنتهك الاجواء اللبنانية باستمرار مستغلة ضعف استعدادات الجيش اللبناني.

ولا ننسى موقف لبنان وقراره بعدم مشاركته في مؤتمر وارسو المزمع عقده الاسبوع الجاري والذي دعت إليه الولايات المتحدة من اجل تشكيل تحالف ضد ايران، حيث ثمن الوزير الإيراني الموقف اللبناني الذي اتخذ تجاه المؤتمر وعدم حضوره، مؤكدا أن مشكلة المنطقة هي الاعتداء والتهديد الذي يمثّله كيان الاحتلال الاسرائيلي بدعم اميركي.

* اقبال عبدالرسول/ العالم

رمز الخبر 189135

تعليقك

You are replying to: .
4 + 14 =