هل سیفي الاتحاد الاوروبي بوعوده لتنفيذ الاتفاق النووي؟

وصل وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، إلى بروكسل حيث التقى نظراءه من بريطانيا وفرنسا وألمانيا، الدول الأوروبية الثلاث الموقعة على الاتفاق النووي، في وقت أطلقت فيه بريطانيا تحذيراً بشأن خطر اندلاع نزاع "عن طريق الخطأ" في الخليج الفارسي.

حطّ وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الاثنين في بروكسل في زيارة مفاجئة حيث التقى نظراءه من بريطانيا وفرنسا وألمانيا، الدول الأوروبية الثلاث الموقعة على الاتفاق النووي مع ايران في 2015 مقابل رفع التزامها برفع الحظر عنها.

وجاءت تلك اللقاءات على هامش اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بروكسل. وحذر الأوروبيون الولايات المتحدة من تصعيد إضافي للتوترات حول الاتفاق النووي الإيراني.

وأعلنت إيران الأسبوع الماضي تعليق التزاماتها بموجب الاتفاق النووي، وذلك بعد عام على انسحاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب منه، وفرضه اجراءت حظر قاسية على الجمهورية الإسلامية، معرضا بذلك الاتفاق للخطر.

وقد انسحبت اميركا في 8 مايو عام 2018، من جانب واحد من الاتفاق النووي الذي اقره مجلس الامن الدولي. وفي نوفمبر أعيد تطبيق الحظر الاميركي على إيران، بما في ذلك فرض الحظر على شراء نفطها.

وقال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، أن بلاده تعتبر الاتفاق النووي الإيراني مهما لأمن أوروبا.

وقال هايكو ماس، اليوم بعد وصوله إلى بروكسل لحضور جلسة مجلس الاتحاد الأوروبي، إن دول الاتحاد تتمسك بوجهة نظر واحدة فيما يتعلق بالاتفاق النووي الإيراني، وتعتبره مهما للأمن الأوروبي.

وأضاف الوزير الألماني: في أوروبا، متفقون على أن هذا الاتفاق ضروري لأمننا.

وذكر الوزير أن الاتحاد الأوروبي، يعتبر هذه الاتفاقات مع طهران، بمثابة الأساس للعلاقات المستقبلية بين الجانبين. وقال: 'سنستمر لاحقا، في الدعوة لمواصلة العمل بالاتفاق'.

وترأست مفوضة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي، فيديريكا موغيريني، اجتماعاً مع وزراء خارجية فرنسا وألمانيا وبريطانيا حيث بحثوا بكيفية إبقاء الاتفاق النووي الإيراني على قيد الحياة.

وتطرقوا أيضاً إلى آلية "إنستيكس" للتجارة، التي وضعتها الدول الثلاث بهدف مواصلة العمليات التجارية بشكل قانوني مع إيران مع تفادي الحظر الأميركي.

وأطلقت الآلية في كانون الثاني/يناير، لكنها لم تفعل بعد، كما رفضتها القيادة العليا في إيران.

وجاء رد موغيرني فاترا على نبأ زيارة بومبيو، مشيرة إلى أن المفوضية الأوروبية أبلغت بها في اللحظة الأخيرة. وقالت للصحافيين "سنكون هنا طوال اليوم مع برنامج عمل مزدحم، ولذلك سنرى خلال النهار كيف سننسق اجتماعاً (مع بومبيو) إن تمكّنا من ذلك".

وأعلنت موغيريني، أن الاتحاد الأوروبي يدعم بالكامل الاتفاق النووي الدولي مع إيران، ويريد من القوى المتنافسة تجنب أي تصعيد إضافي بشأن هذه القضية.

وقالت موغيريني: "نحن ندعم الاتفاق النووي مع إيران، ولدينا اليوم اجتماع ثلاثي مع وزراء خارجية فرنسا وألمانيا وبريطانيا لمناقشة كيفية استمرار الاتفاق، واستخدام الأدوات السياسية من أجل عودة إيران لالتزامها بالاتفاق. نعتقد أن الحوار هو الأفضل لحل أي مشاكل بين الأطراف المختلفة في المنطقة، وهو ما يساعد على تجنب التوتر".

وانضمّ وزير الخارجية الفرنسي جان-ايف لودريان إلى منتقدي الولايات المتحدة بالقول إن خطوة واشنطن بالتصعيد ضد إيران "لا تلائمنا".

ولدى وصوله إلى بروكسل، دعا وزير الخارجية البريطاني جيريمي هانت إلى "فترة هدوء"، محذراً من خطر دفع إيران من جديد نحو تطوير" أسلحة نووية" حسب زعمه وقال "نحن قلقون من خطر نزاع يندلع عن طريق الخطأ بسبب تصعيد غير مقصود من قبل كلا الطرفين".

وتابع أن "الأهم هو أن نعمل على عدم عودة إيران الى طريق التسلح النووي. إذا باتت إيران قوة نووية، فهذا يعني أن جيرانها قد يصبح لديهم الرغبة في أن يكونوا قوى نووية أيضاً".

وأوضح "إنها المنطقة الأقل استقراراً في العالم وسيكون ذلك خطوة كبرى في الاتجاه الخاطئ".

وعلى الصعيد ذاته أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عقب لقائه نظيره الصيني، أن للجمهورية الاسلامية الايرانية الحق في تعليق تنفيذ الاتفاق النووي جزئيًا.

وأعلن لافروف أنه تم التأكيد على عدم شرعية الحظر الأميركي ضد القطاع النفطي الإيراني.

وقال الوزير الروسي عقب لقائه بنظيره الصيني: "تم التأكيد على عدم شرعية العقوبات الأميركية ضد القطاع النفطي الإيراني التي تهدف إلى وقف صادرات النفط من إيران".

وكان وزير الخارجية الروسي أعلن في وقت سابق من الشهر الحالي أن موسكو تلقت رسالة من الرئيس الإيراني حسن روحاني حول الاتفاق النووي الإيراني وتدرسه بعناية.

وقال لافروف في اجتماعه مع وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في موسكو يوم الأربعاء 8 مايو/ أيار: "لقد تلقينا رسالة للقيادة الروسية، ونحن ندرسها بعناية، وبالطبع يوفر هذا الاجتماع فرصة لاجراء التقييمات وهي قيمة للغاية".

ومن جانبه قال ظريف: "أحضرت رسالة من الدكتور روحاني، رئيس إيران، موجهة إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أحضرتها شخصيا من أجل تسليمها".

وكانت ايران قد اكدت دوما على سلمية برامجها النووية وهذا مااكدته التقارير المتعددة الصادرة عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية .

وقد أبلغت إيران، قبل عدة ايام ، سفراء بريطانيا وفرنسا وألمانيا والصين وروسيا بقرار "التوقف عن تنفيذ التزامات معينة"، ضمن إطار الاتفاق حول البرنامج النووي. ومنح الرئيس الإيراني حسن روحاني الدول الأوروبية 60 يوما للمفاوضات.

وحدد الرئيس الإيراني الأسبوع الماضي مهلةً للأوروبيين، مهدداً بأن تعلق إيران تنفيذ تعهّدات في الاتّفاق النووي في حال لم تتوصّل الدول الأخرى الموقّعة على الاتّفاق إلى حلّ خلال ستّين يوماً لتخفيف آثار الحظر الأميركي على القطاعين النفطي والمصرفي الإيرانيَيْن.

وعلى الصعيد ذاته اعلن المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، "بهروز كمالوندي" ان طهران ستتخذ خطوة أخرى لتعليق بعض تعهداتها ضمن الاتفاق النووي حال عدم تنفيذ الدول الأوروبية تعهداتها بعد انتهاء مهلة الشهرين.

وقال المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية بهروز كمالوندي في تصريح لقناة "العالم" الاخبارية "في حال عدم التزام الدول الأوروبية بتعهداتها بعد انتهاء مهلة الشهرين فإن إيران ستخطو خطوة أخرى لتعليق بعض تعهداتها ضمن الاتفاق النووي".

وأضاف كمالوندي "في المرحلة الثانية سيكون هناك موضوعان، سنقوم بتعليق بندين آخرين، الأول هو نسبة 3.67% لتخصيب اليورانيوم، وسنقوم برفع هذه النسبة بحسب الحاجة".

وتابع كمالوندي "الثاني هو مفاعل الماء الثقيل في أراك، وإن كنا نعمل على إعادة تصميمه، هناك موضوع إعادة تفعيل أو تشغيل بعض المنشآت السابقة فيه، وهذه الأمور أيضا يمكن أن تكون على جدول الأعمال، الأمر الذي كان مهما للغاية بالنسبة لهم".

وقد شدد الوزير ظريف، في تغريدة له، على الاتحاد الأوروبي بتنفیذ تعهداته، بما فیها تطبیع العلاقات الاقتصادیة مع بلاده، بدلا من مطالبة إیران بأن تفي بتعهداتها من جانب واحد، إزاء اتفاق متعدد الأطراف.

رمز الخبر 189516

تعليقك

You are replying to: .
1 + 16 =